• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم


علامة باركود

بلقيس .. ملكة سبأ

منال المغربي


تاريخ الإضافة: 27/3/2014 ميلادي - 26/5/1435 هجري

الزيارات: 29246

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بلقيس

ملكة سبأ


ملِكة من أشهر الملِكات على مر التاريخ، سجَّل لها القرآنُ الكريم رحلتَها مع قومها من الكفر والضلالِ إلى الإيمان والهدى، وهي ملكة سبأٍ التي ورَد ذِكرها في سورة النمل في قوله تعالى على لسان الهدهد: ﴿ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴾ [النمل: 23، 24]!

 

لقد ذكَر القرآن الكريم أن هذه الملكةَ كانت تعبُدُ الشمس، وتحكُمُ عن قوة وحِكمة بلادًا مفرِطة في الغِنى والمنعة؛ لذلك لبلقيس مع سليمان عليه السلام وقومها مواقفُ كثيرة، ولها في كل موقف عِبرة؛ لأنها لم تكن ملكة عادية فحسب، بل هي مَثَل يحتذى به؛ فهي امرأة سَعَت إلى الهداية والإيمان بعد أن عايَنَتْ بنفسها الأدلةَ والبراهين، فكانت شخصيتُها أنموذجًا رفيعًا نستمدُّ منه الدروس والعِبَر، وأول درسٍ من هذه الدروس يتجلَّى في أنها:

1- مثال للمرأة المتَّزنة العاقلة: التي لا تتحيَّزُ للباطل، ولا تميل مع الهوى؛ فهي لم تتركِ المجال للعصبية - سواء لقومها أو لدينها - أن تتحكَّمَ فيها، وأن تحجبَ عنها أنوار الحقيقة، والدليل أنها لم تمرَّ على رسالة سليمان عليه السلام مرورَ "الكرام"، بل على العكس قرَأَتْها بإمعان وتدبُّر، وأعملت فيها فِكرها علَّها تجدُ فيها الخير.

 

2- أنموذج للمرأة الصادقة المنصفة، ويبدو ذلك من خلال وصفِها لكتابِ سليمان عليه السلام بأنه: (كريم)؛ فهي لم تحاول طَمْسَ حقيقته، بل قالت ما يُرضي ضميرَها دون مواربةٍ أو محاباة.

 

3- كانت مثالاً للمرأة التي تحرص على أن تقدِّمَ الخير للجميع دون أن تحتكرَه لنفسها، ويبدو ذلك بإعلانها على الملأ حقيقةَ هذا الكتاب أنه (كريم)، وعرضها مضمونه حرفيًّا على قومها: ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾ [النمل: 30، 31].

 

4- كشف عن طبيعة المرأة الحقيقية التي تميل إلى السلام، وتُبغِض العنفَ والدماء، وتنفِرُ من الحرب والدمار، ويبدو ذلك في قولها: ﴿ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴾ [النمل: 34]؛ لذلك لم يكن لجوءُ ملِكة سبأ إلى الرِّشوة - المتمثلة بالهدية - مستغرَبًا؛ لأنه الحلُّ الذي يلائم فطرتَها الأنثوية الوادعة والرَّقيقة.

 

5- مثال للمرأة العفيفة الشريفة: التي تدرِكُ أن الاحترام لا يُكتسَب بعَرْض مفاتن الجسد، ولا يُستجدَى بالإثارة والإغراء، والدليل أنه كان بإمكانها استخدامُ هذه الوسائل لتمتحنَ نبوَّةَ سليمان عليه السلام، لا سيما أنها اتَّصَفت بالجمالِ؛ كما ورَد على لسان الهدهد: ﴿ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [النمل: 23].

 

6- أنموذج للمرأة التي فهِمت حقيقةَ الإسلام؛ فأدركت أنه ولاءٌ خالص لله تعالى، وليس مجردَ تعلُّق بالأشخاص، أو ربيب العادة والرُّوتين، وهذا ما بيَّنَتْه بلقيسُ عندما لبَّتْ نداءَ سليمان عليه السلام: ﴿ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾ [النمل: 31] بأن قالت: ﴿ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [النمل: 44].

♦    ♦    ♦


ختامًا نقول: إن قصةَ بلقيس أنموذجٌ مصغَّر لنساءٍ أنعَم الله عليهنَّ بالكثير، إلى جانب ما حَبَاهن به من العِلم والمعرفة، ولكنهن رغم ذلك يَدِنَّ بعقائدَ أو أفكار باطلة، وإن المجتمعَ الذي حَكَمَتْه بلقيس رمزٌ لمجتمَعات قطَعَتْ شوطًا كبيرًا في التقدُّم والرُّقي، ولكنها رغم ذلك متخلِّفةٌ في الميدانِ الإيماني والرُّوحاني، إما بسبب أن دعوةَ الإسلام تصِلُها مشوَّهةً في أغلب الأحايين، أو بسببِ تقصير هؤلاء أنفسهم نساءً ورجالاً في البحث والسعي، وهنا لا بدَّ من التأكيد على حقيقتين مهمتين:

أولاً: ضرورة أن يكثِّفَ المسلمون جهودَهم، وأن يبذُلوا طاقاتِهم وأموالَهم من أجل الترويج للإسلام، مستفيدينَ من أسلوب سليمان عليه السلام في الدعوة، لا سيما في اختياره العنصرَ المشوِّق الذي يشدُّ القلوب، وله أبلغُ الأثر في النفوس، وهو الهدهد؛ (الوسيلة الإعلامية المصغَّرة)، الذي ينوب عنه في هذه المهمة اليوم (الفضائيات)، وغيرها من وسائل الإعلام القادرة على بثِّ ملايين الرسائل إلى الناس في شتى بقاع الأرض.

 

ثانيًا: ضرورة أن تُعمِل كلُّ امرأة عقلَها للوصول إلى الله عز وجل، وأن تسعى جاهدة لنشرِ دِينه، وتطبيقِ سُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم بين الناس، وقدوتها في هذا المجال (امرأة)، هي ملِكة سبأ التي قادت بمفردِها أُمَّة بأَسْرِها إلى الإيمانِ والإسلام، فكانت النتيجة أنْ خَلَّد القرآنُ الكريم ذِكْرَها إلى يوم القيامة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة