• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام


علامة باركود

ما مت يا مفخرة أهل السنة

محمد بن حسين حداد الجزائري


تاريخ الإضافة: 21/7/2009 ميلادي - 29/7/1430 هجري

الزيارات: 9064

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بسم الله، والحمد لله الذي جعل لكلِّ مَن على الأرض نهاية، والصلاة والسلام على مَن بلَّغ لنا الدِّين، وعلى أزواجه وأصحابه وأتباع التوحيد والحق والهداية.

قامةٌ علمية، وجبل شامخ، وشمس لامعة، صفات لا تفي بحقِّك علينا، فضيلةَ شيخنا الإمام العلاَّمة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين، وإنْ كان أمثالك في غُنية عن الوصف والمدح؛ فإنَّ مآثرك ناطقةٌ وشاهدة على كبير عِلمك، وعظيمِ حِلمك، وعلوِّ هِمَّتك، وسخاء يدك، وصفاء سريرتِك.

ذهبتَ عنَّا ونحن أشدُّ ما نكون في حاجة لأمثالك، وهل يرتوي الظَّمآن من ماء البحر، أو يزداد عطشًا كلَّما شرب منه؟!

واللهِ لقد أحزننا فراقُك، فبكيناك كما بكاك أهلُك، فما كدنا نميِّز جميعًا من هو الأولى بتعزية الآخر؛ أنعزِّي أهلك وأبناءك الذين أظلَّهم معك سقف واحد؟ أم يُعكس الأمر فنكون نحن المُعَزين وسائر محبِّيك في كلِّ بقعة تحت سماء هذه الدنيا؟

لقد سبق أجلَك آلامٌ كنَّا نحسُّ بها أيَّام تلقِّيك لمختلف العلاجات والعنايات، آلام تُسكنها آمال كانت تصلنا كلَّ مرَّة من الإخوة القائمين على مكتبك الخاص، ونحن متسلِّحون بالدعاء لمجيب الدعاء، إلى أن هاجمنا الخبرُ العاجل على مختلف أجهزة الإعلام ينعى وفاتَك، فاختار الله - سبحانه العليم القدير - ما قدَّره لكَ مِن رحيل، والخيرُ فيما اختاره، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وما مِتَّ أيُّها العَلَم الفذ، والفقيه الفحل، والداعية النَّيِّر، وصاحب القلب الطهور، والنفس الراضية، والعِلم الغزير، والتقوى الظاهرة، والتواضع الجم - نحسبك كذلك والله حسيبك، ولا نزكي على الله أحدًا، وإنما نصفك بهذه الصفات؛ اقتداءً بما وصفك به مَن هم أعرف بك منا.

ذهبتَ لتزداد حياةً بخلود ذِكراك في أوساط الناس، وقد ذُرفت الدموع، وحزنت الجموع، وجاؤوك من كل فج عميق؛ ليشهدوا جنازتك، ويُودِّعوك في سفرك، إلى دار قد ادخرت لكَ فيها كنوز حسناتك - إن شاء الله.

لو كان الموت يُحسد عليه، لحَسدناكَ على موت أمثالك، شيخَنا ابن جبرين، كيف لا، وقد تركتم من العلوم الغزيرة التي يُنتفع بها، ومِن الصدقات الجارية العظيمة التي خلفتموها، ومِن الأولاد الصالحين الذين يدْعون لكم - وإننا نعدُّ أنفسنا جميعًا مِن أبنائِكم؟!

كم شققتَ طريقك نحو الخير مُستنيرًا ومُنيرًا، مُستفيدًا ومُفيدًا، مُتعلِّمًا ومُعلمًا، برغم الأشواك والصعاب واللأواء التي اصطنعها أعداؤُكَ مِن المغرضين والحاقدين والحاسدين! وكم برهنتَ لهم على جِدِّك في الحياة، وصدقِك في طلب ما عند الله - سبحانه وتعالى - فما التفَتَّ لهم يومًا، ولا توقفتَ مِن أجل لعبهم؛ فإن الجد واللعب لا يجتمعان، لتزداد بذلك عظمةً ورِفعة في القلوب والعيون، وليزدادوا هم حقارةً ودناءة وذِلة!

لتأتي جنازتُكَ شاهدةً على منزلتك الكبيرة في قلوب محبِّيك - و هم كُثر، ونحن منهم - فذكَّرتنا بجنائز أهل السنة، وجملةِ إمامهم المشهورة لأهل الزيغ والضلال: "موعدنا يوم الجنائز"؛ فقد سُدَّت كلُّ الطرق المؤدية إلى المسجد الذي صُلي عليك فيه، وكذلك عندما رُفعتَ فوق الأكتاف - وأنتَ الرفيع - لتوضع في روضتك الهنيئة السعيدة الطيبة - بإذن الله.

ثم نقول لشانئيك: انظروا إلى كبير حقارتكم عند الناس وأنتم أحياء، وانظروا إلى عظيم منزلة الشيخ ابن جبرين - وأمثاله - وهو ميت، ولكأن قول الأول تحقَّق فيكم حينما قال:

أَخُو  العِلْمِ   حَيٌّ   خَالِدٌ   بَعْدَ   مَوْتِهِ        وَأَوْصَالُهُ     تَحْتَ     التُّرَابِ     رَمِيمُ
وَذُو الجَهْلِ مَيْتٌ وَهْوَ مَاشٍ عَلَى الثَّرَى        يُظَنُّ    مِنَ    الأَحْيَاءِ    وَهْوَ     عَدِيمُ
 

أقول لكَ - يا مفخرة أهل السنة الحبيب - وقد رحلتَ عنا - ولم تَمُتْ ولم يمُت أمثالُكَ -: رحمكَ الله، وأفسح لك في قبركَ، ونوَّر لكَ فيه، ورفع درجتكَ في المهديين، وأخلفَكَ في عقبِك في الغابرين، ونفعنا بما خلفتَه لنا مِن علومٍ ومآثرَ نيّرة، وجمعنا بكَ في دار أولياء الله مِن الأنبياء والشهداء والصالحين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- آآآمين
أسماء محمد - السعودية 21/07/2009 04:40 PM

آمين.
أشكر الكاتب الكريم على كلماته الرائعة، وأتمنى له مزيدا من التقدم والنجاح.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة