• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

هللوا لنوفمبر الجزائر

هللوا لنوفمبر الجزائر
يوسف عماره بن عيسى


تاريخ الإضافة: 12/1/2014 ميلادي - 11/3/1435 هجري

الزيارات: 7265

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هللوا لنوفمبر الجزائر


جلستُ حذاء شيخ أحسبه في الثمانين من عمرهِ أو أقل بقليل، سألته إن كان من همِّه لو يَروي لي كلمات عن حبكة الجزائر في ظل المحتل الفرنسي، فاغتبط لمرادي من جانب الفضول، ثمَّ استأذنني ألا يُطيل الحديث، فأنشأ يقول بصوت صادق تُصاحِبه الغصات والتنهدات:

" يا بني، في زمني قد تسرَّب حنَقنا للمحتل الفرنسي في جميع البيوت وجميع نفوس الجزائريين، وطِئت أقدام فرنسا أرضَ وتراب الوطن، وكانت تلك الوطآت كأنَّها طعنات على قلوبنا من شدة نُكرنا للوجود الاحتلالي أو فكرة مكوثه.


الجوع والعوز والسقم والبوار والقحط أهون علينا وأخفُّ من وجود مُحتل مُقتحِم على أرض الجزائر الطَّاهرة، أرض لا نقبَل أن يعكَّر صفو بحارها بأساطيل مدمِّرة تفرز البارود والرصاص من البارجات، لا نقبل أن تُدنَّسَ حدائقنا الربيعيَّة بنعالِ جنودها الجاسية.


لكن - أيُّها الشاب - كان لفرنسا من التعذيب والتمشيط ما لم يكن لنا من القدرة على ردعِه؛ فاستغلت عجْزنا في ذلك الوقت أمام جبروتها ومعاونة حلفائها من الغرب والأمريكان، فسرَقت رجالنا على مضض منَّا، واغتصبَت حُرماتنا، وجعلت من أطفالنا عبيدًا لها وخدَمًا، وبنَتْ فوق حقولنا الكنائس والقصور بعد تدمير أكواخِنا ومساجد الله.


طال الوجود الفرنسي في فضاء جزائرنا فظلَّ يزيد وجع قلوبنا يومًا بعد يوم، لم تكن إرادة بلاد المحتل في ضم بلادنا إلى خارطتهم أن تنفد؛ لولا يأسُها من شعب لا يعرف إلا حروف الحرية وكلمة الاستقلال.


اصطدمَت فرنسا - يا بني - بجدار شاده شعبنا بطوب عظامهِ وجماجمه، ورسَّخه بدمائه وخضابه، انتصب المحتل ذاهلاً أمام أطفال قد لبسوا ثياب الثوار ووشحوا وجوههم بنقاب الجهاد، فهل ينفع تعذيب آبائهم وأمهاتهم؟!


ضحّينا - يا بني - منذ دهر طويل، ولم يكن يسعى تفكيرنا إلا في مستقبل أحفادنا وضنايا بلادنا الورَثة، فأقسمنا على كتاب الحق أن نرفع غطاء الذل، وأن نصبر على القهر والخوف من حاضرِنا لكي ترثوا أنتم خير ميراث يمكن ربحه، فجاء يوم موعود لثورة أوَّل نوفمبر، فلم نبسُط السلاح من أيادينا حتَّى أبصرنا بأعين دامية آخر جندي فرنسي يَهجُر حدود الوطن وهو مخبول يتحسَّر على مطامعه الغابرة.


وفي هاته اللحظة، رفع الكهل جيدَه (عنقه) بعد كلامه هذا، وأمسك يدي بعزيمة رغم سحنته المتجعدة وحدّق في عينيَّ بشدة، وقال بصوت أغلظ من الأوَّل: "هلِّل يا بني لنوفمبر الدَّامي، هلِّلوا يا شباب لنوفمبر النصر، هلِّلي يا أمةُ لنوفمبر الإنسانية...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة