• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام


علامة باركود

عبد العزيز الوهيبي ما سر قبولك في الأرض؟

عامر الأسمري


تاريخ الإضافة: 16/6/2009 ميلادي - 23/6/1430 هجري

الزيارات: 7917

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغُرِّ المحجَّلين، محمد بن عبدالله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه الغُرِّ الميامين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدِّين.

أمَّا بعد:
فإنَّ من علامات حبِّ الله - تعالى - للعبد أن يضعَ له القبولَ والمحبَّة بين خَلقه من ملائكته وإنسه وجِنِّه، وقد جاءت بذلك أحاديث صحيحة؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((إذا أحبَّ الله العبد، نادى جبريلَ: إنََّ الله يحبُّ فلانًا فأحببْه، فيحبه جبريل، فينادي جبريلُ في أهل السماء: إنَّ الله يحبُّ فلانًا فأحبوه، فيحبه أهلُ السماء، ثم يُوضع له القَبول في الأرض))؛ رواه البخاري ومسلم.

قال ابن حجر - رحمه الله -: "قَبول القلوب له بالمحبَّة، والميل إليه، والرِّضا عنه"[1]، وفي رواية لمسلم: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله - تعالى - إذا أحبَّ عبدًا دعا جبريل، فقال: إنِّي أُحبُّ فلانًا فأحببْه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إنَّ الله يحبُّ فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يُوضع له   القَبول في الأرض، وإذا أبغض عبدًا دعا جبريل، فيقول: إنِّي أُبغض فلانًا، فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إنَّ الله يبغض فلانًا، فأبغضوه، فيبغضه أهل السماء، ثم توضع له البغضاء في السماء))، وقد شوهد ميلُ قلوب الناس إلى الدُّعاة المخلصين، والعلماء الرَّبانيِّين، ووُجد لأقوالهم قبولٌ وذيوعٌ بين الناس.

قال عبدالحق الإشبيلي - رحمه الله -: "وقد شوهد رجالٌ من المسلمين، علماء صالحون كَثُر الثناء عليهم، وصُرفت القلوب إليهم في حياتهم وبعدَ مماتهم، ومنهم مَن كَثُر المشيِّعون لجنازته، وكثر الحاملون لها، والمنشغلون بها، وربَّما كثر الله الخلق بما شاء من الجِن المؤمنين، أو غيرهم ممَّا يكون في صور الناس"[2].

ولكن هذه المحبَّة من الله لهذا العبد ووضْع القَبول له في الأرض ليس لشخصه؛ ولكنَّها محبَّة له لإيمانه بالله، واتِّباعه لرسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96].

قال ابن كثير - رحمه الله -: "يخبر - تعالى - أنَّه يَغْرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحاتِ، وهي الأعمال التي تُرضي الله - عزَّ وجلَّ - لمتابعتها الشريعة المحمديَّة، يغرس لهم في قلوب عباده الصالحين محبَّةً ومودة"[3].

وقال هرم بن حيَّان: "ما أقبل عبدٌ بقلبه إلى الله إلاَّ أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه، حتى يرزقَه مودَّتَهم ورحمتهم".

والقبول في الأرض لأهل الإيمان والعمل الصالح، يكون من أهل الإيمان والتقوى، وليس مِن أهل الكفر والعصيان.

وهذا ماشاهدْناه في جنازة الشيخ عبدالعزيز الوهيبي - رحمه الله - عند دفنه، من الجُموع الكبيرة، والوقوف عند القبر، والدُّعاء له إلى وقت غروبِ الشمس، وكذلك حُضور العلماء وطلاَّب العِلم من المشايخ والدُّعاة والصالحين والأمراء والمسؤولين.

والله، إنِّي حزنت حزنًا كبيرًا على حالي وحال غيري من المقصِّرين في الطاعات، وأعمال الخير، فتذكرت قولَ الإمام أحمد - رحمه الله - للمخالفين من أهل البِدع: "بيننا وبينكم الجنائز"، والله إنَّ في وفاة الشيخ عبدالعزيز الوهيبي - رحمه الله - وأسرته لدروسًا وعبرًا، وإيقاظًا لقلوبنا الميِّته، وإصلاحًا لبُيوتنا، وإخلاصًا في نيِّاتنا وأعمالنا.

وأخيرًا:
إنَّ الثناء على الرَّجل الصالح بعدَ موته، من العلماء وطلاَّب العِلم، والصالحين وأهل الخير - لعلامةٌ مِن علامات القَبول في الأرض؛ وفي صحيح مسلم، في باب الرجل الصالح يُثنى عليه، عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قيل لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: أرأيتَ الرَّجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال: ((تلك عاجلُ بُشرى المؤمن)).

نسأل الله أن يجعل لنا القَبول في أرضه بين عباده المؤمنين، وفي سمائه بين الملائكة المقرَّبين، وأن يَختم لنا بالخاتمة الحَسَنة.

ــــــــــــــــــــ
[1]  فتح الباري(10/462).
[2]    التذكرة للقرطبي، (ص: 418).
[3]   تفسير القرآن العظيم (3/188).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة