• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام


علامة باركود

الشيخ الوقور الذي عرفته .. خالد السبعي (رحمه الله)

باسل بن عبدالله الفوزان


تاريخ الإضافة: 19/6/2013 ميلادي - 11/8/1434 هجري

الزيارات: 9699

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشيخ الوقور الذي عرفته .. خالد السبعي (رحمه الله)


فإن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنَّا على فراقك يا أبا عبدالرحمن لمحزونون، فاللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا، ولا نقول إلا ما يُرضي ربَّنا، وإنا لله وإنا إليه راجعون!

 

حين تتحدث عن شخص جمع في نفسه حب القرآن والتلذذ بتلاوته، وتعظيم السُّنة والعمل بها، مع دماثة خلق وحسن تعامل، واهتمام بواقع المسلمين وحالهم والدعاء لهم في الصلوات، أتذكَّر ذاك الشيخ الوقور صاحب الصوت الندي، والخلق الجميل، والسمت الحسن، والابتسامة الصادقة، خالد بن محمد السبعي أبو عبدالرحمن - رحمه الله - يدرك ذلك ويشهد عليه من عرفه وجالسه لأكثر من ثماني عشرة سنة، غير أنها الآجال والأقدار ﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 34]، يبكيك حينها اليتامى الذين كفلتهم وعلَّمتهم كتاب الله، ولا يعرف عنك هذا إلا القليل؛ لإخلاصك وصدقك، أحسبك كذلك، تبكيك حِلقُ القرآن بدعمك وتشجيعك وتدريسك، تبكيك حلق الذكر ومجالس العلم، يبكيك المجاهدون بصدقِ دعائك ونصرتك، يبكيك مسجدك وطلابك ومحبوك، فرحمك الله وأعظم لك الأجر والمثوبة.

 

كان الشيخ الوقور أبو عبدالرحمن محبًّا لكتاب الله، حافظًا ومعظمًا له، قال لي يومًا بعد أن طلبت منه أن يطيل القراءة في الصلاة: والله يا أبا عبدالله كم أشعر براحة لا يعلمها إلا الله وأنا أقرأ القرآن في الصلاة، غير أني أخفف على الناس، فأذكر حينها أنه يتمثل قول شوقي:

هُو الكِتابُ الذي من قام يقرؤُهُ
كأنَّما خاطب الرَّحمن بالكلِمِ

 

وأحسنُ منه قولُه تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 29، 30]، كان الشيخ الوقور معظمًا للسنة، تلحظ هذا كثيرًا في صلاته بالناس، فلا عجلة ولا إطالة؛ إنما هي السنة الواردة عنه - صلى الله عليه وسلم.

وفق الشيخ الوقور بشيء أحسب أن الناس مجمعون عليه، وهو الخُلق الجميل، والابتسامة الصادقة، وكذا الصبر على الأذى، فلم أسمع منه يومًا غلظة في قول على أحد، بل يبادر إلى الصلح والعفو ويبتسم ويحتسب الأجر.

سَهْلُ الخَلِيقَةِ لا تُخشى بَوَادِرُهُ
يَزِينُهُ اثنانِ: حُسنُ الخَلْقِ وَالشِّيمُ
حَمَّالُ أثقالِ أقوَامٍ إذا افتُدِحُوا
حُلوُ الشَّمائلِ تَحلُو عندَهُ نَعَمُ

 

وأذكر أن أحد الذين صلَّوا خلفه قام بعد الصلاة وهو يغلظ عليه القول ويرفع صوته في المسجد، فلم يزد أن قال له: جزاك الله خيرًا، ومن قال لأخيه: جزاك الله خيرًا، فقد أبلغ في الثناء، ومن جميل خلقه - رحمه الله - واتباعه للسنة أنه إذا سلم على أحد لا ينزع يده حتى ينزعها الآخر، وقد صافحته يومًا فلم ينزع يده لأكثر من عشر دقائق حتى انتهى الحديث!.

 

ومن جميل خلقه أنه يسأل دومًا حين السلام عليه عن الأهل والإخوان، بل يذكرهم بأسمائهم، ويتفقد من غاب عن المسجد، ويسأل عنهم، وإذا مرض أحد، ذكَّرَنا بزيارته والسؤال عنه.

 

كان الشيخ الوقور حريصًا على دروس المشايخ والعلماء وحضور مجالس الذكر، حضر عند سماحة الشيخ العلامة ابن باز - رحمه الله - ورأيته كثيرًا في درس الشيخ الوالد عبدالعزيز الراجحي، حين كانت دروس الشيخ في مسجده القديم، يحرص على التقييد والاستفادة، لا سيما شرح صحيح مسلم، فيستفيد من تعليقات الشيخ ويدونها في كتابه، ثم يقرأ المتن على جماعة المسجد ويستفيد من تعليقات الشيخ، وأذكر في عام 1424 هـ ذهبنا لدرس الشيخ الوالد عبدالرحمن البراك، ولما رجعنا طلب مني مذاكرة ما قاله الشيخ؛ حتى يرسخ العلم ويثبت في الذهن، وقال: كذا يثبت العلم.

 

كان الشيخ الوقور حريصًا على المحافظة على الصلاة والمواظبة عليها، وقد أم المصلين لأكثر من 22 سنة، فلله ما أجملَ تلاوتَه وأطيبها، ولله ما أحسنَ صلاتَه وأجودها! وقد عُرض عليه إكمال دراساته في خارج منطقته، وعُرضت عليه جوامع ومساجد كثيرة غير أنه أبى، وقال: أحببت جماعة المسجد وأحبوني، ويصعب علي أن أترك المسجد، وحتى حينما انتقل لبيته الجديد لم يترك إمامة المسجد رغم بُعد المسافة عن بيته.

 

كان الشيخ الوقور بارًّا بأمه واصلاً للرحم، يزور المرضى ويقرأ عليهم القرآن، ويكفل الأيتام وينفق عليهم، بل ويعلمهم ويدرسهم، فهنيئًا لك بشارة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لكافل اليتيم، وهنيئًا لك ما ظفرت به من العلم والأخلاق والتواضع.

 

بشرك الله بروح وريحان، وربٍّ راضٍ غير غضبان، ونوَّر قبرك بنور الإيمان، وأعلى منزلتك في الفردوس الأعلى من الجنة.

تردَّى ثيابَ الموتِ حُمرًا فما أتى
لها الليلُ إلا وهْي من سندسٍ خُضر

 

اللهم إنا شهداؤك في أرضك، اللهم ما علِمنا من عبدك خالد السبعي إلا الخيرَ والصلاح والمسارعة إلى الخيرات، اللهم فاشمله برحمتك وفضلك، وأكرمه وأسعده برضوانك والفوز بجناتك والقرب منك، اللهم ألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان، واغفر له، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره ونور له فيه، واجمعنا وإياه في ظل عرشك ومرافقة نبيك في الفردوس الأعلى من الجنة يا كريم.

 

والحمد لله رب العالمين





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة