• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

صنع في بلاد المسلمين

رنا جلال


تاريخ الإضافة: 5/3/2013 ميلادي - 23/4/1434 هجري

الزيارات: 5763

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صنع في بلاد المسلمين


هل تعلم أن الحرير، الستان، الكتان، القطيفة، المناديل، الفلفل الأسود، السلاح الناري، السيراميك، البوصلة، الملاحة، دورة الرياح، الكرات الأرضية، الستائر، الترقيم، فضلاً عن التفاضل والتكامل، علم المثلثات والأجسام الهندسية، الأعداد العربية، علم التوليد والأمراض التناسلية، الدورة الدموية والدورة الرئوية، علم العقاقير والصيدلة، الأقراص والمحاليل والأعشاب، التقويم الفلكي، والرياح الموسمية - ابقَ معي فهناك الكثير - صنعه المسلمون في العصور الذهبية، ولكن حقًّا لن يوفي الكلام حقهم في الصناعة والملاحة والفلسفة والعلوم والتكنولوجيا.

 

حتى الآن - ولسنوات مضت - أصبحت كلمة "صنع في" هي الشغل الشاغل للمتعاملين في الأسواق العالمية؛ حيث تتنافس كلُّ دولة عظمى؛ لتتميز بسلعتها، وتتفوق على مثيلاتها من حيث الدقة والإتقان، ولكن هل سألت نفسك يومًا: ماذا صنعتْ بلادُ المسلمين؟ هل تعرف أو هل ألقيت نظرة على التاريخ الإسلامي؟ هل فكرت يومًا كشاب مسلم أن تنظرَ في العصر الذهبي للمسلمين؟

 

بالطبع أنا لا أقلِّل من شأن اهتماماتك أو تطلعاتك، فأنا مثلك أبحث في كل ما أشتريه من منتجات عن مصادرها، وأماكن صُنعها، وأختار أفضلها، ولكن ذات يوم وقعت عيني على ما لم أكن أتوقعه، لقد تعرفت على تاريخٍ مضى، لكن لم تنتهِ أحداثه، وقرأت عن حضارة رائعة صنعها المسلمون، ولو تعلمنا علومهم، ودرسنا أعمالهم، وأَوْليناها اهتمامنا، لصنعنا بذلك حاضرًا باهرًا، ومستقبلاً واعدًا!

 

بدأت حِقبة صناعة هذه الحضارة بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي الحِقبة الزمنية المسماة بالخلافتين الأُمَوية والعباسية، وفيها اتسعت رقعةُ الدولة الأموية حتى امتدت من حدود الصين وبورما وأراكان المسلمة والهند وباكستان شرقًا، إلى حدود فرنسا وإسبانيا والأندلس غربًا، وهنا لا بد من وقفة عند الأندلس، وما أدراك ما الأندلس؟! لا أعتقد أننا قد استوعبنا بعدُ عِظَمَ الدولة الإسلامية التي أُقيمت في الأندلس، واستمرت عظيمةً قوية تهابها جاراتُها فترة غير قليلة من عمر التاريخ الإسلامي، لا بد أن نقف هذه الوقفة، وأن نتعجَّب لهذا الإنجاز الكبير، لكن وجب أن يكونَ تعجُّبنا أكبرَ، واندهاشُنا أشدَّ للتدهور الذي أصاب تلك الحضارة، والانكسار الذي لَحِقَ بتلك الدولة العظيمة، حتى صار الغرب ينظر تلك النظرة الدونية لبلادنا المسلمة؛ حتى عدُّوها بلادًا متخلفة وبدائية.

 

إن بلاد العالم الثالث تستورد كل شيء وأي شيء، حتى الثقافات والأفكار والمبادئ؛ فقد دخلت علينا ثقافات وأفكار أفقدَتْنا هويتَنا العربية والإسلامية على السواء.

 

أنا لا أريد بكلماتي تلك مجرد البكاء على ماضٍ عظيم ولى عهدُه وانتهى، لكنني لا أريد أن أنسى أو أن ينسى المسلمون أننا خيرُ أمة أُخرجت للناس، أو أن ننسى أن قائدَنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي مهَّد لظهور هذه الحضارة، وذلَّل العقول والقلوب للبناء والرقي والتقدم، كان إنسانًا يتيمًا فقيرًا يرعى الغَنَم، لكنه صنع ما لم يستطعْ كثيرٌ من العظماء على مَرِّ التاريخ أن يصنعوه.

 

إن لله - عز وجل - سننًا ثابتة لا تتغير، ومن هذه السنن أن الله لا يغيِّر ما بقوم حتى يغيِّروا ما بأنفسهم، لا تقُلْ: ماذا أفعل؟ ولا تقُلْ: كيف أبدأ؛ فأنا فرد واحد في مجتمع، ولا يسعني التغيير وحدي؟ بل كُنْ أنت التغيُّر الذي تريد أن تراه في مجتمعك، اعمل بلا توقُّف لإعلاء هذه الأمَّة، لعل الله أن يفتح لك أبوابًا بصدقك لم تكن مفتوحة من قبل، لعلك تجد ما تقابل اللهَ به يوم القيامة، أنت مسلم وأنت أحق بأن ترفعَ رأسك لتقوم بهذا الأمر، وحقٌّ عليك أن تبذل كل جهدك لإعادة التاريخ الذي سلب منك، وكن على يقين أن جهدك لن يذهب هدرًا؛ لأنك ستصنع جيلاً جديدًا يعتز بهذا الأمر ويعمل من أجله.

 

تسأل: كيف؟ ابدأ من مجالك الذي أنت فيه، اخدم دينك به، اقرأ عن التاريخ الإسلامي العظيم، وحدِّث به كلَّ مَن تعرفه ومن لا تعرفه، كن خادمًا للإسلام، ادعُ له، ونادِ به، كُنِ المسلمَ الذي من يتعامل معه يجد الإسلام فيه ويعرفه به.

 

أخيرًا وليس آخرًا قصص تاريخنا الجميل لن تنتهي، ولعل هذه البداية لسرد تاريخ جديد لن تصفه إلا الأفعال العظيمة؛ حتى نراها بأعيننا مكتوبة: "صُنع في بلاد المسلمين".

 

المصدر: مجلة "أهلا" الدعوية، الصادرة عن مبادرة "أهلا" للتعريف بالإسلام

العدد الثاني، يناير 2013 م





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة