• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام


علامة باركود

خديجة بنت خويلد " رضى الله عنها " (2)

إيمان ثابت


تاريخ الإضافة: 5/3/2013 ميلادي - 23/4/1434 هجري

الزيارات: 15711

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خديجة بنت خويلد "رضى الله عنها" (2)


في رحلتنا عبر بستان "الخيِّرات الحِسان" تناولنا في العدد الماضي الحلقة الأولى مِن السيرة العطرة لخديجة بنت خويلد، وكانت عن زواجها من الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - وفي هذا العدد نتناول الحلقة الثانية، وهي عن دورها في فترة نزول الوحي والرسالة، نعود فنُطلق العنان لأنفسنا نتفكَّر ونتدبر؛ لماذا كانت خديجة؟ ولماذا كانت هذه المرأة بالذات؟ وأيَّة أقدار ربانية شاءت أن تكون في هذا الوقت تحديدًا من مسيرة وسيرة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم؟!

 

فخديجة بنت خويلد - والتي هي أُولى زوجات المصطفى - لا تُعتبَر زوجة فقط، بل هي أيضًا رفيقة درب؛ فقد شكلت علاماتٍ بارزةً في مسيرة الدعوة الإسلامية، وفي مسيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم.

 

هذه الإنسان كانت مُشجِّعة ومؤيدة، ومشارِكة وداعمة بمالها وبرأيها وبجاهِها، وبحسبها ونسبها، وقفت معه بالرأي والمشورة، وساهمت بكل ما تملك ومَن تملك، وأيَّدت كلَّ ما قال وما كان يقول.

 

نأتي لموقف عظيم من مواقفها مع زوجها وحبيبها الرسول الكريم، عندما كانت تذهب إليه في الغار وهو يتعبَّد، فكانت تمشي مِن بيتها تحمل إليه الطعام والشراب، وتقطع المسافة بين بيتها وجبل النور لا تكلُّ ولا تملُّ، ثم تصعد إلى ذلك الجبل الشاهِق؛ كل ذلك لتطمئنَّ عليه، وتُعينه على ما هو فيه، فإذا ما وجدتْه مُنشغلاً في عبادته وتأمُّله، عادتْ وتركت الطعام مِن دون أن تُزعجه؛ تقديرًا منها لتلك الخلوة، وحرصًا على عدم إزعاجه بأي شكل من الأشكال، تفعل ذلك وهي فرحة سعيدة، ثم تصرَّفت تصرُّفًا لا يتصرفُه إلا العقلاء، عندما أخذت سيدنا محمدًا إلى ورقة بن نوفل، الذي قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - بعدما أخبره بما جرى معه في غار حراء: هذا الناموس الذي أنزله الله على موسى، يا ليتني فيها جذعًا، ليتني أكون حيًّا إذ يُخرجك قومُك، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أوَمُخرجيَّ هم؟"، قال: نعم؛ لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يُدركني يومك، أنصُرْك نصرًا مؤزَّرًا.

 

ثم دعُونا نرها في ذلك الموقف الذي حدث يوم تنادتْ قريش بعزل النبي - صلى الله عليه وسلم - وحصاره مع أهله بني هاشم وبني المطلب، والتضييق عليهم في شعْب أبي طالب، ومنْع الطعام وكل مقومات الحياة عنهم.

 

فلم ترضَ هذه الزوجةُ العظيمة أن تبقى في دارها المُترفَة تنعم برغد العيش، مع أنها ليست معنيَّة بهذه المقاطعة، وآثرتْ أن تلحَق بزوجها الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ولم يمنعْها سنُّها - رضي الله عنها - وهي تخطو نحو الثالثة والستين من متابعة الجهاد، وهي التي كانت بحاجة إلى الراحة وإلى مَن يعتني بها، ولقد أثَّر موقفها في رجال عشيرتها، وكيف يرضون أن تجوع وتُحرم تلك المرأةُ العظيمة، التي كانت تُغدِق على بيوتات عشيرتها مِن البِر والخير ما لم يكن يفعله كبار أغنيائهم، وحتى كبار كرمائهم، فاندفع بعضهم يحمل إليها الطعام سرًّا.

 

وشاءت إرادة الله أن يخرج المسلمون من الحصار، وهم أمضى عزيمةً، وأشد قوة؛ لم يزدْهم الحصار إلا إيمانًا وإصرارًا على المضيِّ في الدعوة، وكان أثر الحصار سيئًا على قريش؛ فقد تسامعتْ به العرب وزاد إعجابهم بالمسلمين وثباتهم مع نبيِّهم، فزاد عدد الداخلين في الإسلام، وخرجت "المجاهِدة الصابرة" مُنهكَة القوى، مُتهالِكة البدن، قد جاوزت الخامسة والستين أو كادت، وصبرت واحتسبت، تدعمه وتشجعه، ولم تكن امرأة عادية كعادتها.

 

من هنا كانت خديجة جزءًا أساسيًّا في بداية حياة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وفي مراحل تنزيل القرآن، وأثناء تعبُّده في غار حراء، وعندما بدأ القرآن يتنزل عليه.

 

ولكل ذلك نشعر - إن جاز لنا أن نقول - أن رغبة خديجة - رضي الله عنها - في الزواج من النبي الحبيب ربما تكون قد وافقت إرادة الله في اختيارها عروسًا لنبيِّه مؤمنةً به ومؤيِّدة له، ومُعينًا لدعوته، وسندًا ونصيرًا، واختصها وحدها من بين نسائه بشهود أول الوحي، وأول الاصطفاء، وأول نزول القرآن؛ ولذلك فلنا - نحن المسلمات - في هذه المؤمنة المجاهدة الصابرة الأسوةُ الحسنة في كيفية اختيار الزوج كبداية للسعادة في الدنيا والآخرة، ولنا في طريقة حبها وحنانها ودعمها لزوجها منهجٌ للكيفية التي تضمَن لنا تحقيقَ أهداف الزواج، التي تقوم على السكن والمودة والرحمة.

 

المصدر: مجلة "أهلا" الدعوية، الصادرة عن مبادرة "أهلا" للتعريف بالإسلام

العدد الثاني، يناير 2013 م





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة