• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

صقر قريش

حسني كنعان


تاريخ الإضافة: 25/2/2013 ميلادي - 15/4/1434 هجري

الزيارات: 6992

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صقر قريش


بعد أن تم الظفر لبني العباس على بني أمية على يد أبي مسلم ونودي بأبي العباس (السفاح) خليفة على جمهرة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها قدمت الوفود للعراق من كل صوب للسلام عليه وتهنئته بالظفر وإحرازه وآله الخلافة، وبينما هو جاثم في مربضه بدار الخلافة يزجي صفوف الأسرى ويستقبل وفود المهنئين إذا بصائح في ردهة الدار يصيح أن أمنونا على حياتنا فقد غدونا أسرى في حماكم والعفو أقرب للتقوى، فنظر الخليفة إلى الصائح وإذا هو زعيم من زعماء بني أميه المأسورين، فأشجاه صوت استعطافه وأشفق على هذه الجمهرة الأموية وأخذته أريحية العطف عليها، فأمر أن يوسع عليها بالرزق وأن تحل في القصر محلاً رفيعاً ويعفى عنها ثم أمر أن تولم وليمة في ساحة القصر ويدعى إليها أسرى الأمويين فيطعموا منها ويؤمنوا على أرواحهم ونفوسهم، فنفذ أمر الخليفة بإقامة الوليمة وبإبلاغ المأسورين قرار العفو، وبينما هم يلتهمون الطعام التهاماً وقد عضهم الجوع، إذا بعبد ملثم يستأذن بالدخول على الخليفة ويقسم بأن لا يحسر اللثام عن وجهه ما لم يسمح له الخليفة بتلاوة قصيدته على مسامع الحاضرين، وكانت كلها تعريضاً ببني أمية وتنديداً بأعمالهم، وما أتى على آخرها حتى اهتاج الخليفة العباسي فتذكر مقتل الحسين وموت جده إبراهيم الإمام في الحبس فصمم على الانتقام من تلك الجمهرة بعد أن أمنها فنكص بذلك عهده فأمر أن تحز رؤوس هؤلاء الأسرى المساكين وتوضع تحت الخوان فيأكل من في القصر على مجموعتها، وما هي إلا لفظة من فيه حتى أمست أشلاؤهم مبعثرة في ردهة الدار ورؤوسهم مدحرجة تحت الخوان وكان من حسن حظ الحضارة الإسلامية أن يفر من هذي المجزرة عبدالرحمن بن معاوية بن هشام الملقب بعبدالرحمن الداخل، وأن تعمى عنه عيون القوم، خرج هذا الأمير مضللاً هائماً على وجهه حائراً لا يدري ماذا يفعل وأين يؤم، ولما اجتاز القصر وانتهى إلى النهر قطعه سباحة ولما انتهى إلى الضفة الثانية، أدركته ثمة عيون السفاح ورشت له سهامها فأطلق ساقيه للريح والقوم يكرّون خلفه حتى تمكن أخيراً من تضليلهم ونجا بنفسه، ظل هذا الطريد الشريد يقطع سبسباً ويجتاز مفازة ويتسلق جبلاً ويهبط وادياً إلى أن أصبح في مأمن النجاة، وكان وهو سائر يفكر بكارثة قومه ويجود بالدموع المدرارة أسىً وحزناً على ما آلت إليه حالتهم، وبعد لأيٍ وجهد جهيد تمكن هذا المضلل الحائر أن يصل إلى بلاد الأندلس ناجياً بنفسه، دخلها ليلاً وقد لوحت وجهه الشمس واجتاحه حر الهجير. وحطت بجسمه الأهوال. فنـزل هناك ضيفاً على احد أنصار بني أمية وكان قد بلغ القوم ثمة ما حاق بقومه من الكوارث والإحن، فاجتمع في ميادين الأندلس العامرة بفلول الأمويين وبقاياهم من عهد موسى وطارق وألقى عليهم المحاضرات الرائعة وحثهم على جمع كلمتهم، ولم شعثهم وضم نشرهم حتى تسنّى له بعباراته الخلابة وثبات جنانه وشدة بأسه أن يجمع أمرهم ويبث فيهم من روحه ويؤسس من هذه الأمة المشتتة المبعثرة المنهوكة القوى المقلوبة على أمرها أمة هي أقوى أمة عرفها التاريخ وأذكى وأمدن شعب على الإطلاق، فنودي به أميراً على الأندلس وكان من أمرها أن بلغت في عهده أعلى قمة بالمجد والعظمة والسؤدد وكان لأبنائه وأحفاده من بعده تلك الحضارة الإسلامية الأموية التي أدهشت الأمم المتمدنة، هذا وقد كان لتلك الدولة الفتية شأن في الإسلام حتى فاقت حضارتها حضارة العالم بأسره وكان حرياً بمؤسسها وباني مجدها أن يعد في طليعة الخالدين، وفي أمسية طلقة الهواء بينما كان الخليفة المنصور في قصره وقد جمع قواده وحاشيته يحادثهم في أمر هذه الحكومة الفتية التي فاقت حكومته فاجأهم بالحديث قائلاً: من هو صقر قريش فأجابوه أنت. قال: لا. قالوا: معاوية قال: لا. قالوا: عبدالملك. قال: لا. قالوا: معاوية قال: لا. قالوا: عبدالملك قال: لا ولما أعياهم ذلك قال صقر قريش هو ذلك الفتى الأموي الذي فرّ من هنا لا يملك سوى الدموع فأسس دولة تفوق دولتنا بالأندلس ذلك هو عبدالرحمن بن هشام.

 

المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الأولى، العدد الرابع، 1354هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة