• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

كيف جندت الكنيسة أوروبا في الحرب ؟!

أ. د. الحسين بن محمد شواط


تاريخ الإضافة: 24/2/2013 ميلادي - 14/4/1434 هجري

الزيارات: 5144

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كيف جندت الكنيسة أوروبا في الحرب ؟!


لم يكتف البابا أوربان الثاني بخطابه الذي ألقاه في مجمع كليرمونت، إنما عمل على أن تكون الكنيسة هي المشرف والمخطط للحرب الصليبية، كما عمل على تجنيد أوروبا كلها في هذه الحرب، خاصة وأن كبار العلمانيين لم يحضروا المجمع؛ ولذلك فقد سعى سعيًا حثيثًا لتبليغ الفكرة إليهم وإقناعهم بها، وكانت الخطوة الأولى في هذا المجال أن وضع البابا بالتعاون مع الأساقفة بعض القوانين للحروب الصليبية، ومن أهم هذه القوانين ما يلي:

• بذل التحلل من العقوبات الدنيوية عن الذنوب التى ارتكبها من اشترك بنية خالصة فى الحرب المقدسة.

 

• حماية أملاك الصليبيين من قبل الكنيسة إلى حين عودتهم.

 

• أن يجعل المشترك علامة الصليب رمز التضحية والفداء، وأن يخيط على كتف سترته صليبًا أحمر اللون.

 

• كل من اتخذ الصليب ينبغي عليه أن يسرع بالمسير إلى بيت المقدس، فإذا بادر بالرجوع عن فكرته أو لم يتوجه مع الحملة، تعرض للقطع من الكنيسة.

 

• لا ينبغي لرجال الدين كالرهبان أن يتخذوا الصليب إلا بإذن الأسقف رئيس الدير.

 

• لا يشترك فى الحملة المتقدمون فى العمر والمرضى.

 

• لا ينبغي لأحد مطلقًا أن يسير إلا بعد استشارة مستشاره الروحي.

 

• ينبغي أن يتجهز كل فرد لمغادرة وطنه في عيد العذراء في السنة التالية.

 

ولكي يوضح البابا أنه لا بد أن تخضع الحملة لإشراف الكنيسة، قرر أنه لا بد أن يتولى قيادتها أحد رجال الكنيسة، وليكن مندوبه، فاتخذ المجمع بالإجماع قرارًا بأن يكون أسقف (لي بويه) قائدًا للحملة، وهو أول من استجاب للدعوة، وله ارتباطات سابقة بالبابا أوربان الثاني.

 

ثم واصل البابا مسيرته لتجنيد أوروبا للحرب، فغادر كليرمونت وأمضى عيد الميلاد في (اليبوج)؛ حيث دعا الكاتدرائية إلى الاشتراك في الحروب الصليبية، ثم سار نحو الشمال إلى وادي نهر اللواء بعد أن اجتاز بواتييه.

 

ثم وصل تور حيث عقد مجمعًا وفي يوم واحد دعا المصلين إلى الاجتماع على ضفة النهر؛ حيث خطب في الحضور بحماسة ودعاهم للمشاركة في الحرب المقدسة، ثم اتجه نحو الجنوب حتى بلغ تولوز التي اتخذها مقرًّا لقيادته لمدة شهرين، ونافش مضيفه الكونت ريموند في فكرة الحرب الصليبية.

 

ثم رحل عائدًا إلى إيطاليا ولم تكن رحلته مجرد إجازة، إذ أمضى كل وقته في الاجتماع برجال الكنيسة وكتابة الرسائل، مواصلاً نشاطه من أجل الحروب الصليبية، فبعث إلى أساقفة الغرب رسائل بقرارات مجمع كليرمونت، وقد علمت بعد ذلك كل السلطات العلمانية رسميًّا بقرارات البابا ومن ليوج كتب البابا إلى جميع "المؤمنين" في الفلاندر يطلب إليهم الرجوع إلى قرارات مجمع كليرمونت ويسألهم التأييد.

 

وفي سنة 1096 بينما كان البابا في نيم، تلقى رسالة من الملك فيليب يشير فيها إلى انضمام أخيه إلى الحملة الصليبية.

 

وكذلك فقد برهَن كونت تولوز على نواياه الطيبة بأن تنازل عن كثير من أملاكه إلى دير سان يجل، كما استجابت جمهورية جنوة لطلب البابا، ووافقت على تقديم اثنتي عشرة سفينة كبيرة وسفينة نقل.

 

ولما عاد البابا إلى إيطاليا كان مطمئنًا إلى نجاح خطته؛ حيث بادر الناس إلى اتخاذ الصليب من أقصى الجهات؛ من إسكتلندا والدانمرك، إلى إسبانيا، حتى إن بعضهم لجأ إلى رهن أملاكه وأراضيه من أجل الحصول على المال اللازم للرحلة، بينما تنازل آخرون للكنيسة عن كل ما يملكون.

 

كما شارك في الحرب عدد غير قليل من كبار النبلاء؛ كيما يعطوها مساندة عسكرية قوية، من أشهرهم: (كونت تولوز، كونت فرماندوا، كونت فلاندر، دوق نرمنديا وصهره كونت بلوا....)، وهكذا نجحت الكنيسة في تجنيد أوروبا للحرب الصليبية نجاحًا منقطع النظير، حتى إنه شارك في الحملة رجال اشتَهرت صِلتهم بالإمبراطور الألماني هنري الرابع ومن أشهرهم دوق اللورين الأدنى الذي اتخذ الصليب مع أخويه.

 

وقد التف حول هؤلاء القادة كثير من صغار النبلاء، وعدد كبير من رجال الكنيسة[1]، وفي إيطاليا لقي البابا نجاحًا منقطع النظير، وما أن وصلت أنباء الحملة جنوب إيطاليا، حتى استقبلها النرمان في حماس شديد، وقد اتخذ بعض أمرائهم الصليب مع عدد كبير من أفراد أسرهم.

 

ولما عاد البابا إلى روما، ازداد حماسًا بالاطمئنان إلى أن الحملة الصليبية استكملت عدتها وتجهيزها.

 

وأخذ يتدفق على الشرق سيول مستمرة من الحجاج، لم يتولَّ أحد قيادتها ولم يجمعها نظام، وكان البابا يأمُل في أن يصل هؤلاء الحجاج وأتباع بطرس سالمين إلى القسطنطينية؛ حيث ينتظرون مندوب البابا والقادة العسكريين، فيدخلونهم فى صفوف الجيش المسيحي الكبير، ولكنهم شردوا وشتتوا قبل الوصول، ومن وصل منهم كان في غاية الإنهاك والتعب، فأجهز عليهم المسلمون.

 

وهكذا يتضح جليًّا أن البابا تمكن من تجنيد أوروبا في الحرب المقدسة بكافة أصنافها: العامة والنبلاء والعلمانيين، وحتى الأمراء والملوك، بل وحتى المجرمين وقُطاع الطرق، وقد ساعد على ذلك نشاط رجال الكنيسة آنذاك وسيطرتها على الغرب المسيحي، وضَعف الإمبراطورية في الشرق.

 

المصدر: من كتاب: الدوافع العقدية للحروب الصليبية



[1] تاريخ الحروب الصليبية، ج1 ص168.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة