• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

الصفات التي اتصف بها الخليل - عليه السلام - في مجتمعه

الصفات التي اتصف بها الخليل - عليه السلام - في مجتمعه
د. حسام العيسوي سنيد


تاريخ الإضافة: 30/1/2013 ميلادي - 19/3/1434 هجري

الزيارات: 18179

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إن إبراهيم كان أمة (طريق الدعاة)

(الصفات التي اتصف بها الخليل - عليه السلام - في مجتمعه)


نستطيع من سرْد هذه الآيات أن نقفَ على هذه الصفات؛ قال تعالى:

﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 258].

 

يحكي الله - تبارك وتعالى - لنبيِّه محمد -صلى الله عليه وسلم- بصيغة وتعبير يعبِّر عن التشنيع والتفظيع - قصةَ هذا الرجل الذي أعطاه الله - عز وجل - المُلك، وهذه نعمة تستحق الشكر، ولكنه طغى وتكبَّر على ربِّه - عز وجل - ولم يذكر الله اسمَه في القرآن؛ لأن المراد العِبرة والعِظة.

 

إن إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - أراد أن يُرجعه إلى آثار الله - عز وجل - في الكون؛ عن طريق أنه ذكَر له الموت والحياة، ولكنه كان يحسَب نفسه إلهًا؛ لكونه يَملِك الحُكم في قومه، فأتى إبراهيم له بحجة أكبرَ، جعَلتْه لا يستطيع أن يتكلم، وبتعبير القرآن الكريم ﴿ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾، وفي هذا تعليم من إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - وتجربة يتزوَّد بها أصحاب الدعوة الجُدد في مواجهة المنكِرين، وفي ترويض النفوس على تعنُّت المنكرين.

 

ما هذا الإيمان القوي؟! إنه إيمانٌ الإنسانُ في أشد الحاجة إليه كحاجته إلى الطعام والشراب[1].

 

وفي آية أخرى يقول الله - تبارك وتعالى -: ﴿ قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ * قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴾ [الأنبياء: 62 - 70].

 

هذا موقفٌ آخرُ من مواقف الخليل إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - وما أكثرَ هذه المواقفَ في حياة إبراهيم - عليه الصلاة والسلام!

 

كان الخليل - صلى الله عليه وسلم - صغيرًا في السن: ﴿ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴾ [الأنبياء: 60]، ولكنه تهكَّم على آلهتهم المصنوعة من الحجارة، حتى إنه أراد أن يُرجعهم إلى عقلهم ورُشدهم، ﴿ فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 63].

 

ويصوِّر القرآن كيف يكون الصراع بين الإنسان وفِطرته السليمة؛ ﴿ فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ ﴾.

 

فهذا التعبير القرآني الذي يصوِّر هذه الحالة من النَّكس على الرؤوس لاتِّباعهم أهواءَهم، ثم يذكر الحقُّ - تبارك وتعالى - قُدرَتَه: ﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ [الأنبياء: 69]، فالله الذى خَلَقَ النار قادرٌ على إنقاذه منها.

 

وفي موضعٍ آخرَ يَذكر الله - عز وجل - هذه الحقيقةَ، فيقول - تبارك وتعالى -:

﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ * قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ * قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ * قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ * قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ * رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ * وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ * وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 69 - 89].

 

وهكذا هي الآيات التي تتحدَّث عن إبراهيمَ وعلاقتِه بقومه، ومن هذه الآيات نستطيع أن نَخرُج ببعض الدروس المستفادة، ومنها:

الإيجابية وحرصُه الدائم على تبليغ رسالته إلى قومه بكل الوسائل وفي كل الظروف: وهذا ما دعانا إليه الحبيب محمدٌ -صلى الله عليه وسلم - في أكثر من حديث من أحاديثه الكريمة، ففي الحديث الذى رواه أبو رقية تميم بن أوس الدَّاري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الدين النصيحة))، قلنا: لمن؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامَّتهم))؛ رواه مسلم.

 

وعن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه))؛ متفق عليه.

 

جُرأته في قول الحق:

وهذا ما وصَّانا به أيضًا -صلى الله عليه وسلم- فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أفضل الجهاد: كلمة عدلٍ عند سلطان جائر))؛ رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حديث حسن.

 

وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن أوَّل ما دخل النقصُ على بني إسرائيل، أنه كان الرجل يلقى الرجل، فيقول: يا هذا، اتَّق الله، ودَعْ ما تصنع؛ فإنه لا يَحِل لك، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيلَه وشريبَه وقعيدَه، فلما فعلوا ذلك، ضرَب الله قلوب بعضهم ببعض))، ثم قال: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [المائدة: 78 - 81].

 

ثم قال: ((كلاَّ والله، لتأمُرُنَّ بالمعروف، ولتَنْهَوُنَّ عن المنكر، ولتأخُذُنَّ على يد الظالم، ولتأْطُرُنَّه على الحق أطرًا، ولتَقْصُرُنَّه على الحق قصرًا، أو ليَضْرِبَنَّ الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليَلعننَّكم كما لعَنهم))؛ رواه أبو داود.

 

وهكذا عِشنا مع خليل الرحمن إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - وعرَفنا صفاتِه -صلى الله عليه وسلم- والتي أهَّلتْه لكي يكون أُمَّة؛ سواء هذه الصفات التي تَخلَّق بها في نفسه، أو مع أهله، أو في مجتمعه؛ قال تعالى: ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ ﴾ [الممتحنة: 4].

 

وقال تعالى: ﴿ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾ [النساء: 125].

وقال تعالى: ﴿ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ [الصافات: 109].

وقال تعالى: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [النحل: 120 - 122].

 

والله يهدي إلى الحق وإلى صراطٍ مستقيم، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.



[1] في ظلال القرآن الكريم؛ لسيد قطب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة