• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

مقدمة في الدوافع العقيدية للحروب الصليبية

مقدمة في الدوافع العقيدية للحروب الصليبية
أ. د. الحسين بن محمد شواط


تاريخ الإضافة: 30/12/2012 ميلادي - 17/2/1434 هجري

الزيارات: 16503

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مقدمة في

الدوافع العقيدية للحروب الصليبية


مقدمة:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فهو الهادي، ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا.

 

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تنجي من اعتقدها وقالها وأكمل بها ودعا إليها من مشهد يوم عظيم، وأشهد أن نبينا محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة وجاهد في الله حق جهاده، أمر بالظروف بعد أن ائتمر به، ونهى عن المنكر بعد أن انتهى عنه وقال: "لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم".

 

أما بعد:

فإن واقع الأمة الإسلامية اليوم يدعو المخلصين لهذا الدين، العاملين على رفع رايته إلى كثير من التأمل لاستقراء تاريخ المسلمين والنظر في الأسباب الحقيقية لتخلفهم، وتحديد الداء ليتبين سبيل النهوض بهذه الأمة بجلاء في هذا العصر الذي عمت فيه الفتن وانحرفت فيه التصورات، ولينتشر الوعي الديني والشعور بالمسؤولية لدى جميع المسلمين.

 

ونظرًا لأن تاريخ أمتنا سلسلة متأملة الحلقات، فإن هذه العملية تحتاج إلي تحليل واع لمختلف حقبات هذا التاريخ، نستلهم منها العبر ونستفيد من تجارب أسلافنا، وبذلك تتم عملية "الاستيعاب الواعي"، و"التجاوز المنضبط".

 

ولعل من أهم هذه الحقبات تلك الفترة التي اندلع فيها ذلك الصراع العنيف بين المسلمين والصليبيين على أرض الإسلام ولا يزال المسلمون في تقهقر مستمر منذ ذلك الحين بينما يزداد عدوهم قوة وضراوة... تلك هي فترة الحروب الصليبية.

 

ومن هنا جاء هذا الجهود المتواضع لدراسة هذه الرحلة، واستخلاص العبر منها، شعورًا مني بالأهمية البالغة لهذا الأمر وما يمكن أن يسهم به في رفع الغشاوة عن أبصار كثير من أبناء المسلمين حول حقيقة الصراع بيننا وبين الغرب الصليبي الحاقد، ذلك الصراع الذي أذكته العقيدة، ثم تحول إلى هيمنة حضارية خطيرة.

 

وتبدو أهمية هذا الموضوع كذلك من أن أوضاع المسلمين اليوم تشبه إلى حد بعيد أوضاع المسلمين في تلك الرحلة، فها هي بلاد السلمين مقسمة إلى دول متناثرة أو على الأقل غير متعاونة على الخير وغير معتبرة أن الإسلام قضيتها الكبرى إلا من رحم ربي، تمامًا مثل ما كان الحال قبيل الحروب الصليبية وإبانها.

 

وها هي ذي يهود في قلب العالم الإسلامي تهدد كيانه وتتوسع حسابه كما كانت مملكة بيوت المقدس الصليبية من قبل.

 

كما أننا نجد اليوم بعض حكام المسلمين يتهيبون من مواجهة قضية فلسطين بالحل الإسلامي السليم ويداهنون اليهود كما وقع إبان الحروب الصليبية من بعض الحكام تجاه عباد الصليب.

 

فلعلنا إذا أخذنا العبوة من تلك الحوادث ووعينا الدرس عن صلاح الدين وإخوانه ننتصر اليوم كما انتصر أسلافنا من قبل، أمة الإسلام مجدها ودورها الحضاري في ريادة البشرية.

 

ثم إن الجاحظ - بحسب اطلاعي - أن جل من كتبوا في هذا الوضوح جاءت كتاباتهم أقرب إلى السرد التاريخي منها إلى استخلاص العبر التي يمكن أن نستفيدها من ذلك الدرس القاسي، ومعلوم أن الوقائع التاريخية يقرؤها الناس لمجرد التسلية في كثير من الأحيان ولا يكلفون أنفسهم عناء استخلاص النتائج العملية، ومن هنا كان لابد من وضع أيديهم عليها لنسهل عليهم السير على الطريق القويم. ومحور هذه العبر وتلك النتائج هو أن القوم واجهونا باسم الدين - ولا يزالون - فلماذا نترك ديننا لنواجههم بعصبية جاهلية لا تفيدنا إلا تشرذمًا وهوانًا؟


وأعتقد أن الكتابة في هذا الموضوع تعتبر وقوفًا على ثغرة من ثغرات حصن الإسلام، وأرجو أن يكون هذا البحث دافعًا لذوي الاختصاص والباع الطويل في هذا الحال ليكتبوا فيه بتوسع، وحبذا لو ينبري أحدًا في التاريخ والحضارة لكتابة بحث يقضون فيه بين فترة الحروب الصليبية وبين المرحلة التي نعيشها الآن من مختلف الجوانب: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وذلك لدى الجهتين الإسلامية والصليبية.

 

والله أسأل أن يجعل عملي هذا خالصًا لوجهه الكريم وأن يبرم لهذه الأمة أمر رشد لتعود من جديد إلى ريادة العالم وفق تعاليم الوحي المعصوم، إنه خير مسئول وأكرم مأمول.


من كتاب: الدوافع العقيدية للحروب الصليبية





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة