• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام


علامة باركود

فضل بعض علماء الطب المسلمين في تطوير العلوم الطبية (1)

فضل بعض علماء الطب المسلمين في تطوير العلوم الطبية (1)
د. حذيفة أحمد الخراط


تاريخ الإضافة: 25/10/2012 ميلادي - 10/12/1433 هجري

الزيارات: 48420

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فضل بعض علماء الطب المسلمين في تطوير العلوم الطبية (1)


سارَع المُسلمون الأوائل إلى طلب العلم، والارتِقاء بالفكْر والثقافة، لمّا نزَل أمر السماء الأول، حاثًّا لهم ومُشجِّعًا على القراءة والاستِزادة مِن علوم الدِّين والدنيا؛ إذ كان أول ما نزَل مِن القرآن: ﴿ اقْرَأْ ﴾ [العلق: 1]، اللفظة الكريمة التي فَهِم المسلم فِقهَها ومَعناها، فحَرَص على تطبيقِها، وتحقيق ما شابَهَها مِن روايات السنَّة الكريمة، التي أَفردتْ لفضْل العِلم والتعلُّم الكثير مِن الآثار والروايات.

 

لا يَخفى على أحد، ما في تعلُّم العلوم الطبيَّة، مِن أهمية عظيمة، تَبرُز في مُستوى الفرد والمجتمع، وقد غدا مِن المسلَّم به ما يتحقَّق عن ذلك مِن نفْعٍ عَظيم، ومَصالِحَ جليَّة، يقع على رأسها حفْظ الصحَّة والبدن، وهو أحد أهم مَقاصِد الشريعة وغاياتها، كما أن سلامة البدن، وخلوَّه مِن السقم والعلَّة، عامل هامٌّ يَقوى به المسلم على طاعة ربه، وأداء حقوقه، وما خُلق لأجله مِن عبادة الله وتوحيده.

 

واحتاجَت البشرية منذ بداياتها القديمة - وما تزال - إلى وجود الطبيب الصادق الحاذق؛ يُشخِّص المرَض، ويُقدِّم ما وهِب مِن عِلْم وحِكمَة في سبيل علاجه، والارتِقاء بصحَّة صاحبِه مِن جديد.

 

وقد كَثُر حديث علماء السلف حول تعلُّم العلوم الطبية؛ إيمانًا منهم بأهميته، وما يُقدِّمه للأمة مِن منافع ورعاية، ومِن ذلك قول ابن الأخوة: "الطبُّ عِلم نظريٌّ عمليٌّ، أباحَت الشريعة تعلُّمه؛ لما فيه مِن حفْظ الصحَّة، ودفْع العِلَل والأمراض عن هذه البنية الشريفة".

 

وزاد بعض الأئمة على ذلك، فعدُّوا تعلُّم العلوم العقلية؛ كالطب، فرضَ كفاية على المجتمع المسلم، وذلك كأبي حامد الغزالي والإمام النوويِّ وغيرِهما.

 

ومِن أروع ما قيل في هذا الباب، قول الشافعيِّ، مُشجِّعًا على دراسة علم الطبِّ، فقال: "لا أعلم عِلمًا بعد الحَلال والحرام أنبلَ مِن الطبِّ"، وقد حقَّق الشافعيُّ مقولته، فكان ذا إلمام كبير بهذا العِلم النبيل، حتى رُوي عن أحد أطباء زمانه أنه قال عن الشافعي: "كان مع عظمته في عِلم الشريعة، وبراعته في العربية، بصيرًا بالطبِّ".

 

ونرى مِن جانب آخَر، أن مِن علماء المسلمين، مَن تفرَّغ لدِراسة علوم الطبِّ والجراحَة، وصبَّ جُلَّ اهتمامه في تعلُّم هذا العِلم النافع، وامتلأتْ سماء البلاد الإسلامية بنجوم مضيئة مِن هؤلاء العلماء، في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تعيش في ظلام العصور الوسطى الحالك، وحمَل العلماء المسلمون حينَها راية العِلم، وأمسَكوا بزمام الحضارة، وقادوها بثبات نحو الأمام، وقدَّموا إلى تاريخ العلوم، ما شَهد بعظمته البعيد قبل القريب.

 

نجد - إن نشَطْنا بالبحث - قائمةً طويلةً ممَّن نبَغ مِن علماء المسلمين في مجال العلوم الطبيَّة، وفيها نجد أسماء لامِعة؛ كالرازي، والزهراوي، وابن النفيس، ومهذَّب الدِّين البغدادي، وابن باجة، وابن الخطيب، وابن رشْد، وابن السماح، والإدريسي، وثابت بن قرَّة، وكثير غيرهم.

 

وهنا سنُقدِّم لمحَةً سريعةً عن إسهامات بعض مِن هؤلاء العلماء، تُغطِّي جانبًا يسيرًا من الحقيقة الكبيرة التي يَعرفها الجميع، وهي تشجيع حضارة الإسلام الخالدة على تلقي العلوم والثقافة والفنون، بأشكالها المُختلِفة، وانعِكاس ذلك بالنفع على أفراد المجتمع المسلم.

 

الرازي

هو أبو بكر محمد بن زكريا الرازيُّ، الذي وُلد بالرَّيِّ، على الراجِح في سنة 854 للميلاد، ونشأ هناك، وسافَر طالبًا للعِلم إلى بغداد، وفيها ظهَر نُبوغ الفتى في علوم مُختلِفة، كان على رأسها الطبُّ، واشتُهر به شُهرةً عظيمةً، وتولَّى لاحِقًا إدارة أكبر البيمارستانات في ذلك العصر؛ كالبيمارستان العَضُديِّ، وبيمارستان الرَّيِّ، والبيمارستان المُقتَدِريِّ، وتوفي ببغداد سنة 925 للميلاد.

 

للرازي مؤلَّفاته الكثيرة، ومنهم مِن عدَّها فزادتْ على المائتَين، بين كتاب ورسالة، ومِن أشهر ما كتَب:

كتاب الحاوي في عِلم التداوي، الذي تُرجِم إلى اللاتينيَّة وطُبع في خمسة وعشرين مُجلَّدًا، ومنها كتاب المَنصوري في التشريح، والجامع الكبير، ومنافع الأغذيَة ودفْع مَضارِّها، والحَصى في الكُلى والمثانة، وكتاب في الفصْد والحِجامة، ومِن رسائله: رسالة في الجُدَريِّ، ورسالة في الحَصبَة.

 

وقد اشتُهر عن الرازيِّ صبْرُه الشديد ودأبه على الكتابة، ومما ورَد عنه قوله:

"وبلغ مِن صبري واجتهادي، أنِّي كتبتُ بمثل خطِّ التعاويذ في عام واحدٍ أكثرَ مِن عِشرين ألف ورقة، وبقيتُ في عمل كتاب "الجامع الكبير" خمس عشرة سنَة، أعمله بالليل والنهار، حتى ضَعُف بصَري، وحدَث عليَّ فسْخ في عضَلِ يَدي، يَمنعاني في وقتي هذا عن القراءة والكتابة، وأنا على حالي لا أَدعُها بمِقدار جهدي، وأستعين دائمًا بمَن يَقرأ ويَكتب لي".

 

كان الرازي - رحمه الله - أول طبيب يُميِّز بين أنواع النزيف الذي يُصيب جِسم الإنسان؛ حيث فرَّق بين النزْف الشِّرياني والوَريديِّ، وقد أثبتَ عِلم التشريح صحَّة أقوال الرازي، فأوعيَة الجِسم الدمويَّة تتنوَّع بين شرايين تَحمل الدم مِن القلب باتِّجاه أعضاء الجسم المُختلِفة، وأَورِدة تَحمِل الدم بالاتجاه المعاكس (أي: مِن أعضاء الجسم باتِّجاه القلب)، ونَزيف كلٍّ منهما - والاستِنتاج هنا للرازي - يَختلِف عن الآخَر، مِن ناحية قوة الدَّفْق وغَزارته، ولون الدم، وتوقيت الحُدوث.

 

ووصَف الرازي كذلك، وسائلَ الإسعافات الأولية التي يُمكِن بها السيطرة على نزيف الشِّريان، وهذا مما يُساعِد في إنقاذ حياة المُصاب؛ لأن النُّزوف الشِّريانيَّة قد تَكون مُميتة في الحالات الشديدة.

 

ومِن جهود أبي بكر الرازي الطبيَّة الأخرى:

كلامه في جراحَة العِظام، وتصنيفه للكسور، وأنواع الجبائر المُختلِفة، التي تُستخدَم لتجبير تلك الكسور، ومِن ذلك أيضًا استِخدام الأنابيب المُختلِفة، التي يتمُّ وصْلُها بين تجاويف الجسْم الداخلية، والبيئة الخارجية المحيطة بجسم الإنسان، وذلك حتى يتسنَّى تصريف ما يتجمَّع مِن قَيح أو إفرازات مُؤذيَة مِن داخل الجسم نحو الخارِج، وقد أجاد الرازيُّ في وصف تلك الأنابيب، وأبان موادَّ صُنعِها ومقاساتها المُختلفة.

 

ويُجمع المؤرِّخون على أن الرازيَّ كان أول مَن استعمَل الخيُوط الجراحيَّة، التي تمَّ تصنيعها مِن أمعاء الحيوانات؛ إذ لاحَظ ما يَجمع هذا النسيج مِن خصائص المُرونة والقوة والمتانَة، ففكَّر في تصميم خيوطٍ يَستعين بها الطبيب الجراح في خدمة الأهداف الجراحيَّة المختلفة؛ مثل خياطة الجُروح المفتوحة وغيرها، وتُعرَف هذه الخيوط حاليًّا باسم خيوط أمعاء القطَّة Catgut sutures، ولها مَقاسات مُختلفة، وذلك بناءً على ما يُراد خياطتُه من أنسجة مجروحة.

 

وقد كان الرازي مِن رواد البحث التجريبي، وكثيرًا ما كان يَستخدم حيوانات التجارب؛ لمعرفة تأثير الدواء في أجسادِها قبل أن يلجأ إلى وصفِه إلى أحد مرضاه، واستخدم لذلك الغرض القرود؛ لما لاحَظَه مِن إصابتِها بالعديد مِن الأمراض التي تُشبه في أعراضها ما يَظهر في جسم الإنسان في كثير مِن الحالات.

 

واشتُهر عن الرازي اهتمامه بالحالة النفسيَّة للمريض، والرفع مِن شأنها، وإزالة مَخاوِف المريض، عبر استخدام أساليب نفسيَّة، تُحقِّق هدف الإسراع في العلاج؛ كزرع الثِّقة بالنفس والطَّمأنة، وفي ذلك يقول:" يَنبغي للطبيب أن يوهِم المريض بالصحَّة، ويُرجِّيه بها، وإن كان غير واثِق بذلك، فمزاج الجسم تابِع لأخلاق النفس".

 

لم تقف اهتِمامات الرازي عند العلوم الطبية فحسب، بل تعدَّى ذلك إلى علوم أخرى، صبَّ فيها جانبًا مِن اهتماماته، وظهَر فيها نُبوغ العالِم، وبَراعة المُكتشِف، ومِن ذلك: اهتمامه بعِلم الكيمياء، وقد ألَّف فيه الكثير مِن المصنَّفات والرسائل، كما أن له الكثير مِن الإسهامات في علوم المنطق، والطبيعيات، والجغرافيا، والفلسفة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- مع الشكر
أبو عبد الباري - France 26/10/2012 10:42 AM

مقال موفق ما شاء الله
نجح كاتبه بأسلوب أدبي ممتاز في إظهار تاريخنا ناصع البياض، عل الله يعيد لنا ذلك المجد

دعاؤنا للكاتب بالتوفيق والسداد

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة