• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام


علامة باركود

صور رائعة من المسارعة إلى الخيرات

صور رائعة من المسارعة إلى الخيرات
د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان


تاريخ الإضافة: 16/7/2012 ميلادي - 27/8/1433 هجري

الزيارات: 194490

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أربعون كلمة دعوية

(بطريقة مختصرة عصرية)

الكلمة السادسة عشرة

صور رائعة من المسارعة إلى الخيرات


لقد كان - صلى الله عليه وسلم - مثالاً أعلى في المسارعة إلى الخير، فعن أبي سروعة عقبة بن الحارث - رضى الله عنه -، قال: "صليت وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة صلاة العصر، فسلّم ثم قام مسرعًا، فتخطى رقاب الناس إلى بعض حُجر نسائه، ففزع الناس من سرعته، فخرج إليهم، فرأى أنهم قد عجبوا من سرعته، قال: ذكرت شيئًا من تبرٍ (الذهب المكسور) عندنا فكرهت أن يحبسني، فأمرت بقسمته" [1].

 

خشي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تحبسه هذه الأمانة يوم القيامة، فبادر إلى توزيعها، والتصدق بها.

 

وهذا أبو الدحداح الأنصاري، لما نزل قول الله تعالى: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ﴾ [البقرة: 245] [2] قال للرسول - صلى الله عليه وسلم -: وإنّ الله ليريد منَّا القرض؟ قال عليه الصلاة والسلام: نعم يا أبا الدحداح، قال: أرني يدك يا رسول الله، فناوله النبي - صلى الله عليه وسلم - يده، فقال أبو الدحداح: إني قد أقرضت ربي عز وجل حائطي (أي بستاني، وكان فيه 600 نخلة) وأم الدحداح فيه وعيالها، فناداها: يا أم الدحداح، قالت: لبيك، قال: أخرجي من الحائط: يعني: أخرجي من البستان فقد أقرضته ربي عز وجل.

 

وفي رواية: أن امرأته لما سمعته يناديها عمدت إلى صبيانها تخرج التمر من أفواههم، وتنفض ما في أكمامهم. تريد بفعلها هذا الأجر كاملاً غير منقوص من الله. لذلك كانت النتيجة لهذه المسارعة أن قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كم من عقٍ رداح (أي: مثمر وممتلئ) في الجنة لأبي الدحداح" [3].

 

وأبو طلحة الأنصاري؛ جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال يا رسول الله: يقول الله تبارك وتعالى في كتابه: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92] [4] وإنّ أحب أموالي إليّ بَيْرُحاء، وكانت حديقة يدخلها النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويستظل بها، ويشرب من مائها، فهي إلى الله عز وجل، وإلى رسوله - صلى الله عليه وسلم -، أرجو برّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال - صلى الله عليه وسلم -: بخ يا أبا طلحة، ذاك مال رابح، ذاك ما رابح، قبلناه منك، ورددناه عليك، فاجعله في الأقربين، فتصدق به أبو طلحة على ذوي رحمه[5].

 

وهذه صورة مشرقة، ولوحة رائعة يزيّنها مسارعة الصحابة، ومبادرتهم إلى فعل الخيرات. فعند الترمذي يقول عمر بن الخطاب - رضى الله عنه -: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتصدق، ووافق ذلك مني مالاً، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر. قال: فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أبقيت لأهلك؟ فقلت: مثله. وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال - صلى الله عليه وسلم - له: ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قال عمر: "لا أسبقه إلى شيء أبدًا" [6].

وإذا كانت النفوس كبارًا
تعبت في مرادها الأجسام

 

ويقول الآخر:

من لي بمثل سيرك المدلل
تمشي رويدًا وتجيء في الأوّل

 

ومسارعة أبي بكر معروفة، ومواقفه مشهودة ومشهورة، ففي صحيح مسلم، أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا! قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟ قال أبو بكر: أنا! قال: فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟ قال أبو بكر: أنا! فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ما اجتمعن في امرئ إلاّ دخل الجنّة"[7].

 

ويترجم الصحابي الجليل عدي بن حاتم المسارعة إلى الخير بشكل آخر، وبصورة بديعة فيقول: "ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلاّ وأنا على وضوء" وقال: "ما دخل وقت صلاة إلاّ وأنا أشتاق إليها" هذا الصحابي مكث فترة زمنية ليست بالهيّنة يجاهد نفسه على طاعة الله حيث إنه أسلم في السنة السابعة للهجرة، وتوفي سنة 68هـ، وعاش 180سنة وقيل 120سنة.

 

وانظر يا رعاك الله إلى عامر بن عبدالله بن الزبير من كبار التابعين، وهو في مرض موته، يسمع المؤذن لصلاة المغرب، فيقول لمن حوله: أحملوني إلى المسجد، قالوا له: أنت عليل، قال: أسمع داعي الله فلا أجيبه، فأدخلوه في الصف مع الإمام، فركع ركعة ومات وهو يصلي [8].

 

وأخيرًا هذا التابعي الجليل محمد بن سيرين يسابق الزمان، ويلاحق اللحظات، ويسارع إلى الخيرات: كان يدخل إلى السوق نصف النهار، فيكبّر الله، ويسبّحه، ويذكره، فيُسأل عن ذلك، فيقول: إنها ساعة غفلة الناس.

 

اللهم أيقظنا من رقدات الغفلة، واستعملنا في طاعتك.



[1] البخاري 851.

[2] سورة البقرة، آية (245).

[3] مسند الإمام أحمد 3/179 رقم 12490، المعجم الكبير للطبراني 22/300 رقم 763.

[4] سورة آل عمران، آية (92).

[5] البخاري 1461، مسلم 998.

[6] أبو داود 1678، الترمذي 3675.

[7] مسلم 1028.

[8] سير أعلام النبلاء 5/220.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- المسارعة في الخيرات
ليندة - الجزائر 03/11/2024 03:00 PM

أنا عندي تحضير درس ولقد ساعدني هذا الموضوع.
شكرا

2- المسارعة
سيد - مصر 16/11/2017 11:53 PM

كم نحتاج اليوم إلى المسارعة في فعل الخيرات كم نحن بحاجة إلى اتباع سنة نبينا ونهج الصحابة رضوات الله عليهم .

1- صور رائعة من المسارعة إلى الخيرات
بوبكر قليل - الجزائر 22/07/2012 08:29 PM

السلام عليكم...تقبل الله صيامكم وقيامكم

ها هو خير البشرية يسرع في فعل الخيرات ما بال أقوام يتكاسلون ولا يهتمون بالمسارعة إلى فعل الخيرات والإنفاق على الفقراء والمساكين والامعوزين والأيتام والثكالى ومن ألمت بهم مشاكل الزمان وعظتهم الظروف وألمت بهم الخطوب ...أين أنتم يا أهل الخير ...سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة وعرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء.....** أيها المسلم الطامع في رحمة الله عز وجل سارع إلى المغفرة وإلى جنة عرضها السموات والأرض ...لا تترك الفرص تذهب هدرا وهباء منثور وخاصة في هذا الشهر الكريم شهر الرحمة والمغفرة وشهر العتق من النار ...سارع إلى إعانة المحتاجين إلى المال والمحتاجين إلى العلاج والمحتاجين إلى طلب العلم والمحتاجين إلى النصيحة والتوجيه والإرشاد ..لا نضيع الفرصة ....موضوع جيد أشكر صاحبه بارك الله فيك وجعلك شامة في الخير .....أبوبكر شرق الجزائر

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة