• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام


علامة باركود

عبدالحليم عويس.. الراحل المقيم

عبدالحليم عويس.. الراحل المقيم
محيي الدين صالح


تاريخ الإضافة: 2/7/2012 ميلادي - 13/8/1433 هجري

الزيارات: 5089

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عبدالحليم عويس .. الراحل المقيم

 

من حكمة الخالق- سبحانه وتعالى- أن يقوم على أمر الأمة الإسلامية وتراثها وثقافتها رجال مخلصون، يقفون على ثغوره، يذودون عن دين الله ومحارمه، لا يريدون من الناس جزاء ولا شكورًا، إنما يَعنيهم رضا الله وثوابه، وفي سبيل ذلك فإن الله يصطفي من عباده ثلةً يقومون بحمل لواء دينه فكرًا وسلوكًا ومنهجًا، ويُعينهم على حمل تلك الأمانة بإخلاص، لا يَخافون في الله لومة لائم، ويرزقهم علمًا يتَّخذونه سراجًا يَهتدون به في ظلمات الدنيا، ويَمنحهم قوةً يذودون بها عن حياض الإسلام عندما يَقفون على ثغوره، ولذلك فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمَّى العلماء ورثتَه، بما وَرِثوا من علومه.

 

وقد عوَّدتنا الأيام أن المصائب لا تأتي فُرادى، وإنه لأمر عظيم أن يرحل عنَّا عالم جليل، وداعية مؤثِّر، وأديب مُخلص، ومعلِّم أجيال، كان يأوي إليه طلاب العلم من كلأقطار العالم الإسلامي يَنهلون منه كل الخير، فيَفتح لهمقلبه وبيته ومكتبته، ويسعى معهم في كل دروب المعرفة أينما كانت؛ ليَفتح لهم أيضًا مغاليق الجهات والإمكانات، لا يرجو من كل ذلك إلا ابتغاء مرضاة الله- سبحانه وتعالى.

 

وإننا لا نزكِّي أحدًا على الله، ولا يَنبغي لنا ذلك، إلا أننا- حسب ما عهْدناه - نحسبه على خير، هذا العالم هو المغفور له -بإذن الله- الدكتور عبدالحليم عويس الذي غاب عن دُنيانا بجسده تاركًا ما قام به صدقة جارية، نسأل الله أن يتقبَّلها منه قبولاً حسنًا، وعلمًا يُنتفع به؛ سواء في مجال الدعوة من خلال الجمعية الشرعية، أو في مجالات العلوم الإسلامية من خلال أستاذيته في الجامعات، أو في مجال الثقافة والأدب من خلال رابطة الأدب الإسلامي العالمية، التي تَذكُر له فضل الريادة وهو يسعى بكل ما أوتي من جهد لفتح مكتب للرابطة في مصر، وظلَّ يُكافح ويُنافح مع رفاقه حتى وفَّقهم الله فيافتتاح مكتب إقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بالقاهرة، ومن قبْل ذلك ومِن بعده فإن له دورًا لا يُنكَرفي كثير من المحافل والمؤتمرات واللقاءات، التي أينعتْ وأثمرتْ وآتَت أكلها بإذن ربها أضعافًا مُضاعَفة.

 

ولم يكن نشاطه وقفًا على المسائل الدعوية وحْدها، ولكنه كان يُجيد توظيف كل ما يُتاح له من فكْر وأدب لخدمة الدعوة الإسلامية؛ سواء كان ذلك بشكل مباشر أم غير مُباشر، ولأنه كان صاحب بصْمة واضحة فيمسار الثقافة على الصعيدَين العربي والإسلامي، فقدتمَّ تكريمه في كثير من بلاد العالم الإسلامي ودعوته لإلقاء محاضرات فيها، وحضور المؤتمرات المختلفة، وكان السودان من هذه البلاد التي تابعتْ جهوده في خدمة الإسلام، وقدرت فيه هذه الجهود الحثيثة والغيرة الحميدة، فمنحتْه جائزة البشير للعلوم الإسلامية، وهي جائرة تُمنح سنويًّا لعالِم واحد من العلماء المتميِّزين على مستوى العالم، سلَّمها له الرئيس عمر البشير فيحفل تكريم لائق أقيم له خصِّيصًا في الخرطوم في شهر أغسطس 2011 م، هنا نَذكُر بكلِّ الخير الدكتور جمال نور الدِّين الأستاذ بجامعة القرآن الكريم بالخرطوم،الذي قدَّرالرجل حقَّ قدْرِه عندما رشَّحه لهذا الوسام الرفيع الذي ناله الدكتور عبدالحليم عن جَدارة واستحقاق.

 

والحديث عما قدَّمه الدكتور عبدالحليم عويس للساحة الثقافية العربية والإسلامية لا يحتاج إلى بحث وتنقيب، فما مِن بلد عربي أو إسلامي إلا وله فيها تلاميذ أو محبُّون، ولا نتجاوز إذا قُلنا: مُريدون؛ فقد كان للدكتورعبدالحليم عويسفي نفوس مَن يخالطونه مكانة عظيمة لا ينالها كثير من الناس، بالإضافة إلى مكانته في وجدان القراء والمثقَّفين والمُتابِعين لمجلَّة التبيان التي توزِّع حوالي عشرة آلاف نسخة، إضافة إلى كثير من المجلات والصحف التي كان يَنشر فيها الدكتور عبدالحليم فكْره ورؤاه وأدبه وعلمه ودعوته ونقداته ومساجلاته، وكل ذلك في ميزان حسناته بإذن الله.

 

وقد اقتضت حكمة المولى- عز وجل- أن يُهيِّئ كل إنسان لما خُلق له، وكان من نصيب الدكتور عبدالحليم عويس أنْ زادَه الله بسطةً في العلم، فكان له القدح المعلَّى في كثير من جوانب المعرفة، ومما ميَّزه في الساحة الدينية تمسُّكه بالوسطية بدون تفريط أو إفراط، وهذا المنهج الصعب على كثير من الدعاة الذين يسلكون سبل الدعوة إلى الله لم يكن صعبًا عليه، فاستطاع أن يتعامل مع الجميع بنفس الأرْيَحية التي تجذب الناس إليه مقتديًا في ذلك برسول الله- صلى الله عليه وسلم- وحلمِه في تعامُله مع الناس، سواء المؤمنون أو غيرهم من أهل الكتاب والمشركين.

 

ولم يعد في مقدوري إلا أن أتمثَّل بأبيات الشاعر الذي أوجز كثيرًا ممانُعانيه في أبيات قليلة، تَحمِل من المعاني النبيلة أضعاف ما تحمله من كلمات وهو يقول:

لستُأرثي نفْسي ببعض قصيد
فهْي نفْس إلى الخُلود ستَمضي
لا... ولاكنتُ راثيًا لرِفاق
أَفَلُوا كالنُّجوم مِن بعْد ومْضِ
كيف أرثي نفسًا أنابَتْ، وصحبًا
لم يَنوءوا بأي نفْلٍ وفرْضِ
قدَّموا للعُلا الضرائب تترى
فحمى الصَّحوُ خلْدَهم بعد غمْضِ
إن مشى الناس للعظائم هونًا
ركضوا في سبيلها أيَّ ركْضِ
أنا أزهو بهم وإن كنتُ أطوي
حزَنًا للذين كانوا كبعضي

 

ولا يَسعنا إلا أنَّ نقول: ﴿ إنا لله وإنا إليه راجعون ﴾ [البقرة: 156] ونحن نعزِّي أنفسنا بهذا المصاب الأليم، سائلين الله أن يتغمَّده بواسع مغفرته، وأن يَحشره مع النبيِّين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقًا.

 

المصدر: مجلة الأدب الإسلامي، عدد رقم 73، صفحة 16، 17.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- الأب والأخ والصاحب
محمد ابو يوسف - فنلندا 06/07/2012 10:39 PM

رحمة الله على الدكتور عويس لقد كان نعم الأب والأخ والصاحب نسأل الله ان يتغمده في رحمته وأن ينور له قبره ويأنسه بعمله الصالح . اللهم آمين

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة