• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام


علامة باركود

مكتبة الزركلي

مكتبة الزركلي
د. محمد بن لطفي الصباغ


تاريخ الإضافة: 19/5/2012 ميلادي - 28/6/1433 هجري

الزيارات: 7988

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مكتبة الزركلي في المكتبة المركزية

في جامعة الملك سعود


عرَفتُ العلاَّمة الأستاذَ خيرَ الدِّين الزِّرِكْلِي في الرِّياض وفي بيروت، وكانت لقاءات تشرَّفتُ فيها بلقاءِ هذا الرَّجُلِ العظيم.

 

وعرفتُه في ندوةِ الدُّكتور رشاد فرعونِي الصَّباحية في بيتِه، والتي كان يحضرُها عددٌ من كبارِ الشَّخصياتِ، وفي عددٍ من ساسةِ البلادِ العربيَّةِ الضُّيوفِ على المملكةِ، وعددٍ من الكُتَّابِ والصَّحفيين، وكان الأستاذُ الزِّرِكْليُّ يحضُرها كلما جاء إلى الرِّياض، وكنت أحضُرها أحيانًا، وكنت أسعدُ بلقائه، وأُصغِي إلى حديثِه المرِحِ.

 

وكذلك كنتُ إذا أتيتُ "بيروت" زُرْتُه في بيتِه أنا وصديقي الأستاذ زُهير الشَّاويش، وكنت أراه في مطبعةِ دار القلم للأستاذينِ/ مجير العُمري، وعبدالمنعم الطَّباع، كنتُ أراه في غاية النَّشاطِ يُراجِعُ طبْعَ كتبِه بحيوية الشَّبابِ ودُعابتِهم.

 

ويَحسُن بي أنْ أقدِّمَ بين يدَيْ حديثي عن مكتبتِه تعريفًا موجزًا به - يرحمه الله.

 

كنتُ أسمعُ أستاذَنا الشَّيخَ "علي الطنطاوي" عندما يذكر الزِّرِكْليَّ يقول: إنَّ عصرَنا ليفاخِرُ العصورَ المتقدِّمةَ؛ عصورَ المؤلَّفات الضَّخمةِ، إنَّ عصرنا ليفاخِرُها بكتاب "الأعلامِ"، الذي هو من أعظمِ ما أُلِّفَ في العصر الحاضر من المؤلَّفاتِ.

 

هذا، وقد كتب الأستاذ الزِّرِكْليُّ ترجمةً لنفسِه في آخر كتابِه "الأعلام"، أقتبسُ منها هذه الكلمةَ الموجزةَ، قال - رحمه الله-:

"ولدتُ ليلة 9 من ذي الحجَّةِ سنة 1310هـ 25 حزيران "يونيو" 1893 في بيروت، وكانت لوالدي تجارةٌ فيها، وهو وأمِّي دِمَشْقيَّان، ونشأتُ بدمشقَ فتعلَّمتُ في إحدى مدارسِها الأهليَّةِ، وأخذتُ عن علمائِها على الطَّريقةِ القديمةِ.

 

وأُولِعْتُ بكتبِ الأدبِ، وقلتُ الأبياتَ من الشِّعرِ في صباي، ودرستُ في المدرسةِ الهاشميَّة، وأصدرت مجلَّة الأصمعيِّ".

 

وذكرَ أنه ذهب بعد ذلك إلى بيروت، وانتسب إلى الكليَّةِ العلمانية تلميذًا في دراساتِها الفَرنسية، ثم أستاذًا للتَّاريخِ والأدبِ العربيِّ فيها، ثم رجع إلى دِمَشق في أوائلِ الحرب العالمية الأُولَى، وأصدر بها جريدة "لسان العرب" يومية.

 

وبعد موقعةِ "ميسلون" غادر دِمَشق سنة 1920م إلى فِلَسْطينَ، فمِصرَ، فالحجاز، وصدر حُكمُ الفَرنسيين بإعدامِه، وحَجْزِ أملاكِه.

 

وتعاون مع الملك حسين بن علي الذي انتدبه لمساعدةِ ابنه الأمير عبدالله في شرقيِّ الأردن، ثم اختلف معه وغادر عُمانَ، وذهب إلى مصرَ، وأنشأ فيها المطبعة العربيَّة أواخر سنة 1923، ثم ذهب إلى القدسِ سنة 1930، وأصدر فيها جريدة "الحياة" يوميَّة، وعطَّلتها الحكومةُ الإنكليزية، ثم ذهب إلى "يافا"، فعمِل مع آخرين على إصدار جريدةٍ فيها.

 

ثم عمِل مع الحكومةِ السُّعودية في وزارةِ الخارجيَّةِ، ثم عمِلَ وزيرًا مفوَّضًا للسعودية في مصرَ، ثم عيِّنَ سفيرًا في المغرب.

 

وكان عضوًا في المَجمع العلميِّ العربيِّ بدِمَشق، وعضوًا في مَجمع اللُّغةِ العربية بمصرَ، وعضوًا في المَجمعِ العلميِّ العراقيِّ في بغدادَ.

 

وقام برحلاتٍ إلى عددٍ من البلاد العربيَّة والبلاد الأوربية والأمريكية.

 

توفِّي في 3 من ذي الحجة سنة 1396 (25 تشرين الثاني "نوفمبر" 1976م) في القاهرة.

 

كان الأستاذ الزِّرِكْليُّ يملِكُ مكتبةً من أعظمِ المكتباتِ الخاصَّة في العالَمِ، وقد ساعده على جمعِ هذه الكتبِ النادرةِ اشتغالُه بالعلمِ قراءةً وتأليفًا، وعملُه الدِّبلوماسي في أكثرَ من بلدٍ، فكان يشتري ما يرى من الكتبِ من مالِه، وكان يُهدي إليه كثيرٌ من المؤلِّفين ودورُ النَّشرِ ما يصدُرُ من كتبٍ، ولا شكَّ في أنَّ اشتغالَه بتأليف "الأعلام" جعَلَه يشتري الكثيرَ من الكتبِ.

 

حدَّثني هو شخصيًّا بأنَّه بحث عن كتاب "الدرر الكامنة" لابن حجرٍ، فلم يعثُرْ عليه، ثم دُلَّ على رجُلٍ ورِثَ عن أبيه نسخةً منه، فذهب إليه في أقصى المدينةِ ورجاه أنْ يُعيرَه إيَّاه، أو يمكِّنَه من قراءتِه بحضورِه، فأنكَرَ هذا الرَّجُلُ وجودَ الكتابِ عنده، فاستعان بأحدِ العلماءِ الكبار على ذلك الرَّجُلِ، وما زال به حتى اعترف الرَّجلُ يومئذٍ بأنه قد وضعه - حرصًا عليه - في الجدارِ وبنى عليه.

 

وتحمَّل الزِّرِكْليُّ نفقاتِ إخراجِه، وإعادةِ بناءِ الجدار، واستعارَه، ثم أعاده إليه فيما بعدُ، وقد حرَص أنْ يكونَ هذا الكتابُ في مكتبةٍ عامَّةٍ.

 

ومما ساعد الزِّرِكْليَّ على جمعِ هذه الكتبِ في مكتبتِه، وعلى تفرُّغِه لطلبِ العِلْمِ بحبوبةٌ في المالِ، وحِرْصٌ على العلم، وطولٌ في العُمُرِ.

 

كنتُ مرَّةً في "بيروت" فزرتُ الأستاذ الزِّرِكْلِيَّ، وكان معي صديقي الأستاذ زهير الشاويش، وكان صديقًا حميمًا للزِّرِكْلِيِّ، وجرى ذكرُ مكتبةِ الزِّرِكْليِّ، وسمعتُ منه في هذا المجلسِ تخوُّفَه أنْ تضيعَ بعد وفاتِه، فعرضْتُ عليه أنْ يَهَبَ هذه المكتبةَ لجامعة الرِّياض "جامعة الملك سعود" على أن تتولَّى الجامعةُ بطريقتِها الخاصَّةِ نقْلَها من مصرَ إلى الرِّياض، فوافق على ذلك فورًا، وكلَّفني أنْ أُبلِغَ المسؤولين في الجامعة رغبتَه هذه.

 

ولَمَّا عدتُ إلى عملي في الجامعةِ، اتَّصلتُ بمعالي المدير الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الفدّا، وأبلغتُه هذه الرِّسالةَ، فاهتمَّ بالموضوع اهتمامًا كبيرًا، وأرسلَ بعض المسؤولين في الجامعةِ إلى الأستاذ الزِّرِكْليِّ لإنهاءِ الموضوع.

 

وتم نقلُ هذه المكتبةِ العظيمةِ إلى جامعة الملك سعودٍ في حياة الزِّرِكْليِّ، وقد قابلتِ الجامعةُ هذه المكرُمةَ بالشُّكرِ الوفير، والوفاءِ الذي تُشكَرُ عليه، حيث أفردَتْ هذه المكتبةَ بجَناحٍ خاصٍّ يحملُ اسمَ الزِّرِكْليَّ في المكتبة المركزيَّةِ.

 

رحِمَ اللهُ الزِّرِكْليَّ، وجزاه عن العلمِ، وطلاَّبِ العلمِ خيرَ الجزاءِ.

 

إنَّه عالِمٌ علاَّمةٌ، ومجاهدٌ مناضلٌ، عمِلَ في مَيدانِ الصَّحافة والطِّباعةِ والدِّبلوماسية والتَّأليفِ.

 

وللهِ درُّ أبي العلاءِ حيث يقولُ:

وَجَدْتُ النَّاسَ مَيْتًا مِثْلَ حَيٍّ
بِحُسْنِ الذِّكْرِ أَوْ حَيًّا كَمَيْتِ [1]


[1] اللزوميات 1/ 218.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة