• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (14/ 17)

الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (14/ 18)
إبراهيم السيد شحاتة عوض


تاريخ الإضافة: 12/2/2012 ميلادي - 20/3/1433 هجري

الزيارات: 7108

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ثالثًا: علم التنجيم:

هو فرعٌ من فُروع علم الفلك، ويُطلَق عليه أيضًا "علم النجوم التعليمي" وهو الذي يُعَدُّ في العلوم وفي التعاليم، ويخلو من عِبارات العرافة والزجر وأشباه ذلك ممَّا تخصُّ به صناعة التنجيم، ويعدُّ المسعودي ذلك العلم فرعًا من فروع علم الرياضيات[1].

 

ومن أهمِّ فُروع علم التنجيم "علم الزيجات والتقاويم" الذي يتعرَّف منه مقادير حركات الكواكب لا سيَّما السبعة السيَّارة، وتقويم حركاتها، وإخراج الطوالع، وكذلك فهو ينتفع به في معرفة موضع كلِّ كوكب إلى فلكه وإلى فلك البروج وانتقالها ورجوعها واستقامتها وتشريقها وتغريبها وظهورها وخفائها، وهو ما يُعرَف بظاهرتي: "الكسوف والخسوف"، والغرض من معرفة هذه الأمور هو معرفة الساعات والأوقات وفصول السنة وسمت القبلة وأوقات الصلاة[2].

 

ومن العلماء المصريين الذين عاصَروا الدولة الإخْشيديَّة في مصر، والذين نبَغُوا في علم التنجيم "أبو الحسن علي بن عبدالرحمن بن يونس بن عبدالأعلى الصرفي" المصري المنجم الذي توفي سنة 389هـ، وكان هذا العالم مختصًّا بعلم النجوم ومُتصرِّفًا في سائر العلوم بارعًا في الشعر، وقد اختصَّ أبو الحسن بصُحبة الحاكم بأمر الله الفاطمي، وألَّف له الزيج الكبير، وهو كتابٌ يختصُّ بحساب سير الكواكب، ويختصُّ باستخراج التقويم، وهذا الكتاب يدلُّ على أنَّ صاحبه كان أعلم الناس بالحساب والتسيير في ذلك الوقت[3].

 

وقد قال صاعد بن أحمد الذي تُوفِّي سنة 642هـ، وعلي بن عبدالرحمن بن يونس لزيج يحيى بن أبي منصور تعويل أهل مصر في تقويم الكواكب إلى اليوم؛ أي: في أيَّام صاعد بن أحمد، وكان يعيشُ في القرن السابع الهجري[4].

 

ووجود هذا العالم فقط يدلُّ على عدم انتشار علم التنجيم في مصر الإخْشيديَّة، ويدلُّ أيضًا على قلَّة مَن اشتغل به.

 

1 - مقدمة في ماهيَّة التاريخ وأهميَّته:

إنَّ تاريخ كلِّ شيء من حيث اللغة، كما عرَّفَه محمد بن يحيى الصولي (ت336هـ) هو غايته ووقته الذي ينتهي إليه، فالتاريخ إذًا هو الإعلام بالوقت[5].

 

وكلمة "تاريخ" تعني في الاصطلاح: الزمن والحقبة، وهذا المعنى لم يظهَرْ في الأدب الجاهلي، ولا في القُرآن الكريم، ولا في الأحاديث النبويَّة، ولم يستخدم لأوَّل مرَّة إلا منذ أنْ أدخل الخليفة عمر بن الخطاب التقويم الهجري[6].

 

وتذكُر الروايات أنَّ الخليفة عمر بن الخطاب أراد وضْع تاريخ للناس، يتعامَلون به؛ لتصبح أوقاتهم مضبوطة فيما يتعاطونه من مُعامَلاتهم، فاتَّفق الصحابة على أنْ يجعلوا تاريخ دولة الإسلام من وقت أو تاريخ هجرة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأنَّ وقت الهجرة لم يختلف فيه أحدٌ، بخلاف وقت مبعثه، فإنَّه مُختَلَفٌ فيه، وكذلك وقت ولادته ليلة وسنة، وأمَّا وقت وفاته فهو وإنْ كان معينًا فلا يحسن عقلاً أنْ يجعل الأصل لمبدأ التاريخ، وأيضًا فوقت الهجرة هو وقت استقامة ملَّة الإسلام، واستيلاء المسلمين، فهو ما يتبرك به، ويعظم وقعُه وأثره في النفوس، وبدؤوا بأوَّل السنة وهو المحرَّم؛ لأنَّه كان أوَّل هلال استهلَّ بعد البيعة والعزم على الهجرة، وأصبح هذا التاريخ يعرف بتاريخ الهجرة[7].

 

"ومنذ أنْ وضَع عمر بن الخطاب تقويمًا ثابتًا - وهو التاريخ الهجري - أصبح عنصرًا حيويًّا في نشأة الفكرة التاريخيَّة، ومنذ ذلك الوقت أصبح توقيت الحوادث أو تاريخها العمود الفقري للدراسات التاريخيَّة"[8].


ثم تطوَّر مدلول الكلمة، واكتسبت كلمة تاريخ معنى "الكتب التاريخيَّة"، ويمكن القول بأنَّ الكلمة أصبحت راسخة الكيان في الاستعمال منذ القرن الثاني الهجري[9].

 

وعندما صار التاريخ عِلمًا كسائر العلوم المدونة كالفقه والنحو والبيان وغير ذلك ثبت الاحتياج إليه، كما ثبت الاحتِياج إلى ما عَداه من العلوم، وأنَّه واجبٌ تعلُّمه على سبيل الكفاية وجوب سائر العلوم بضبط زمن المبدأ والميعاد، وبارتباطه الشديد بالدراسات الدينيَّة"[10].

 

"وقد اكتسبت كلمة تاريخ هذا المعنى باستعمالها للدلالة على كتبٍ تحتوي على أزمنةٍ، فالكتب التاريخيَّة التي ليس فيها أزمنةٌ لم تكن في الأصل تسمَّى كتب تاريخ، ومجموعات التراجم تدخُل في عداد كتب التاريخ؛ لأنَّها تذكر تواريخ الوفاة والولادة لبعض الشخصيَّات التي ترجمت لها"[11].

 

ولقد ارتبطَتِ الكتابة التاريخيَّة منذ بدايتها في صَدر الإسلام بالعلوم الدينيَّة ارتباطًا وثيقًا، فكان المؤرِّخون الأوَّلون يكتبون في السيرة النبويَّة وفي المغازي وفي نسب قريش، وفي الطبقات وفي التراجم لرجال العلم والفقه والحديث، ولا شكَّ فيه أنَّ القرآن قد أكَّد على أمثلة الشعوب الماضية البائدة؛ لما فيها من عِبَرٍ دينيَّة ومواعظ خلقيَّة[12].

 

ولقد جمَع كثيرٌ من أئمَّة المسلمين والمؤرِّخين الأوائل بين الفقه والتاريخ؛ فكان الطبري العظيم وابن كثير يجمعان بين التفسير والتاريخ، وكذلك كان الحافظ الذهبي مُؤرِّخًا وفقيهًا وحافظًا في آنٍ واحد[13].

 

والتاريخ كلُّه حوادث فيها من العِبرة الموعظة والدروس والتجربة ما يُفِيد المطَّلِع عليها والقارئ فيها[14]، وقد أشادَ البهاء محمد ابن القاضي في قصيدةٍ له بفضل التاريخ وبيان منزلته في القرآن الكريم، حيث جاء في قصيدته:

وَبَعْدُ فَالتَّارِيخُ وَالأَخْبَارُ
عِلْمٌ لَهُ فِي المِلَّةِ اعْتِبَارُ
وَقَدْ كَفَى فِيهِ مِنَ البُرْهَانِ
مَا جَاءَنَا مِنْ قَصَصِ القُرْآنِ[15]

 

وقد رأى المصريون في التاريخ جانبًا مهمًّا من جوانب الثقافة العربيَّة الإسلاميَّة؛ ولذلك فقد عُنُوا به عنايةً بالغة، كما عُنُوا بالقراءات والتفسير والحديث واللغة والنحو وغير ذلك من العلوم، وقد نشَأت بمصر مدرسةٌ تاريخيَّة تَبوَّأَتْ مكانةً بارزة في تاريخ الحركة الفكريَّة؛ لأنَّها ارتبطت بالفتح الإسلامي، الذي يعدُّ نقطة تحوُّل خطيرة في تاريخ البلاد كلها[16]، وقد اهتمَّت هذه المدرسة بسِيرة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومغازيه، التي كانت تقومُ وتعتمد على الرواية الشفهية، ثم ظهرت بعد ذلك كالمؤلَّفات في تاريخ مصر القومي[17].



[1] د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص618.

[2] ابن خلدون، المقدمة، الفصل السادس عشر، ص448.

[3] د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص618.

[4] المصدر السابق، ص618.

[5] أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، أدب الكتاب، ج3، ص214، ت: محمد بهجة الأثري، القاهرة، (1341هـ) انظر: د. السيد عبدالعزيز سالم، التاريخ والمؤرخون العرب، ص17، مؤسسة شباب الجامعة، بالإسكندرية، (1999م).

[6] د. سيد عبدالعزيز سالم، التاريخ والمؤرخون العرب، ص18، 19، انظر: د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص481.

[7] د. سيد عبدالعزيز سالم، التاريخ المؤرخون العرب، ص18، 19، انظر: د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص481.

[8] د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص481.

[9] د. سيد عبدالعزيز سالم، التاريخ والمؤرخون العرب، ص13.

[10] د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص481.

[11] د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص482.

[12] د. السيد عبدالعزيز سالم، التاريخ والمؤرخون العرب، ص26.

[13] المصدر السابق، ص26، 27.

[14] المصدر السابق، ص28، 29.

[15] د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص482، 483.

[16] د. فتحية النبراوي، علم التاريخ دراسة في مناهج البحث، ص163، دار الآفاق العربية بالقاهرة، (1416هـ - 1996م)، انظر: د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص483.

[17] د. فتحية النبراوي، علم التاريخ، ص164، 167، انظر: د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص497.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة