• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (11/ 17)

الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (11/ 18)
إبراهيم السيد شحاتة عوض


تاريخ الإضافة: 2/1/2012 ميلادي - 8/2/1433 هجري

الزيارات: 7519

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ثالثًا: النحو واللغة:

اللغة والنحو من أهمِّ عُلوم اللسان العربي التي تطوَّرت وازدهرَتْ في مدينة الفسطاط، والنحو يظهَر بشكلٍ طبعيٍّ على لسان كلِّ متكلم؛ لأنَّ الإنسان يستخدم النحو وهو يتعلَّم النطق لكي يُحسِن التعبير عن أفكاره[1].

 

وقد تطوَّرت الدراسات اللغويَّة والنحويَّة في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، فقد ازدهرت العلوم وتطوَّرت[2]، وفي هذا القرن تخلَّص علم اللغة من طريقة الفُقَهاء حتى من الناحية الشكليَّة؛ فقد شعر علماء اللغة في هذا القَرن بأنهم في حاجةٍ إلى منهج يسيرون عليه، وإلى اتِّباع طريقة منظَّمة في تناوُل مادَّة بحثهم[3].

 

وتُشِير كثيرٌ من الأدلَّة إلى انتشار اللغة العربيَّة في مصر في القرن الرابع الهجري[4]، وقد ظهَر بوضوحٍ نُفور الناس من اللحن؛ فقد اعتبَرَه كثيرٌ منهم نوعًا من اللحن والعيب الكبير، ومن ذلك "أنَّ الفضل بن عباس دخَل على كافور فقال له: أدام الله أيَّامِ مولانا "بكسر الميم" فأنكر كافور ذلك، فقام رجلٌ من الحاضرين، وهو النجيرمي، وأنشد معتذرًا عن لحن الفضل بن عباس، عسى أن يعفو كافور:

 

لاَ غَرْوَ أَنْ لَحَنَ الدَّاعِي لِسَيِّدِنَا
أَوْ غَصَّ مِنْ هَيْبَةٍ بِالرِّيقِ أَوْ بَهَرِ

فَمِثْلُ سَيِّدِنَا حَالَتْ مَهَابَتُهُ
بَيْنَ البَلِيغِ، وَبَيْنَ القَوْلِ بِالْحَضَرِ

فَإِنْ يَكُنْ خَفَضَ الأَيَّامَ عَنْ دَهَشٍ
مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ، لاَ مِنْ قِلَّةِ البَصَرِ

فَقَدْ تَفَاءَلْتُ فِي هَذَا لِسَيِّدِنَا
وَالْفَأْلُ مَأْثُورَةٌ عَنْ سَيِّدِ البَشَرِ

بِأَنَّ أَيَّامَهُ خَفْضٌ بِلاَ نَصَبٍ
وَأَنَّ دَوْلَتَهُ صَفْوٌ بِلاَ كَدَرِ[5]

 

وهذا الموقف يدلُّ على أنَّ الناس - وعلى رأسهم الولاةُ - كانوا يعدُّون اللحن والخطأ في اللغة من العُيوب التي تعيب صاحبها، ويدلُّ أيضًا على وجود الذوق اللغوي عند الكثير منهم.

 

وكان هناك علماء قد توفَّروا على اللغة والنحو في مدينة الفسطاط في العصر الإخْشيدي، ويأتي على رأس هؤلاء أبو العباس بن ولاد، وأبو جعفر النحاس[6].

 

وكان ابن ولاد - أبو العباس - أحمد بن محمد بن الوليد التميمي المصري نحويَّ مصر، وقد ظلَّ بها يفيد ويُصنِّف إلى أنْ مات سنة 332هـ[7]، وهو من أسرة بني ولاد التي توفَّر أهلها على اللغة والنحو، وقد أخذ العلم على أيدي علماء الفسطاط، فسمع من أبيه، ثم رحل إلى بغداد، فأخذ عن الزجاج[8]، وكان الزجاج يُفضِّله على ابن النحاس، ويثني عليه عند مَن يقدم بغداد من المصريين، فكان يقول: "عندكم تلميذ من صفته كذا وكذا... فيُقال له: أبو جعفر النحاس؟ فيقول: بل أبو العباس بن ولاد"[9].

 

وقد اشتدَّت المنافسة بينه وبين مُعاصِره أبي جعفر النحاس[10]، وكان لابن ولاد مجالسه العلميَّة التي كان يرتادها طلاب العربيَّة، وكان عبدالله بن يحيى بن سعيد الشاعر المصري أحد مَن لازَموا مجلس ابن ولاد وأخذوا عنه[11]، وكان ابن ولاد على جانبٍ كبيرٍ من العلوم العربيَّة بصيرًا بالنحو خبيرًا بأسرار اللغة عارفًا لتراكيبها ومفرداتها، وقد ألَّف كتاب "الانتصار لسيبويه"، وكتاب "المقصور والممدود"[12]، وهو مُرتَّب على حروف المعجم، ويُعالِج مشكلات الكلمات المقصورة والممدودة، ويذكُر طريقة هجائها ويحصر مفرداتها، وكانت له آراء في كيفيَّة تقعيد القواعد وفي أصول النحو تُعَدُّ من أنضج ما قيل في هذا الموضوع[13].



[1] جورجي زيدان، تاريخ آداب اللغة العربية، ج2، ص148.

[2] المرجع نفسه، ج2، ص220.

[3] متز، الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري، ج1، ص417.

[4] د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط منذ الفتح العربي إلى نهاية الدولة الإخشيدية، ص77، 78.

[5] ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج2، ص285، انظر: ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج4، ص3، د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص318، د. صفي علي محمد، مرجع سابق، ص445، د. حسن إبراهيم حسن، كافور الإخشيدية، ص38، 39، مجلة كلية الآداب، المجلد الثالث، ج1، مايو، 1942م، مطبعة جامعة القاهرة، ط2، 1953م.

[6] د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص446.

[7] السيوطي، حسن المحاضرة، ج1، ص228، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص326، د. محمود الحويري، مصر في العصور الوسطى، ص138، د. أحمد محمد الحوفي، الطبري، ص22.

[8] د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص326، انظر: د. محمود الحويري، مصر في العصور الوسطى، ص138.

[9] السيوطي، حسن المحاضرة، ج1، ص228، انظر: د. محمود الحويري، مصر في العصور الوسطى، ص139، د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص446.

[10] د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص447.

[11] السيوطي، حسن المحاضرة، ج1، ص172، انظر: د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص447.

[12] د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص326، انظر: د. محمود الحويري، مصر في العصور الوسطى، ص138، د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص447.

[13] د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص447.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة