• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

الإمبراطورية الكارولنجية الفَرَنْجِيَّة راعية الكاثوليكية

أ. حسام الحفناوي


تاريخ الإضافة: 2/6/2011 ميلادي - 1/7/1432 هجري

الزيارات: 17588

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإمبراطورية الكارولنجية الفَرَنْجِيَّة راعِيَة الكاثوليكية

الجُذُور التَّارِيْخِيَّة لمَوْقِف الحُكُوْمَة الفَرَنْسِيَّة من الأُمَّة الإسْلامِيَّة (4)

 

سُقوط الجنوب الفَرَنْسِي بأَكْمله في عَصْر بيبين الثالث:

لما تُوفِّي شارل مارتل، ووَرِث وَلَدُه بيبين الثالث المُلَقَّب بالقَصِيْر مَنْصِبَه، واصل السَّعْيَ لإخراج المسلمين من قَواعدهم بالجنوب الفرنسي، لاسِيَّما مدينة أُرْبُونة، إلى أن نَجَح في إسْقاط هذه القاعدة بعد نَحْو أربع سنوات من محاولات اقتحامها، مُسْتَفِيْدًا من خِيانة نَصارى المدينة، ومُسْتَثْمِرًا انقطاع الإمدادات عنها لسنوات، وانشغال مُسْلِمي الأَنْدَلُس عن نَجْدتها بما كان من صِراع على السُّلْطة فيها، فيما بين سقوط الخلافة الأموية وقيام إمارة عبد الرحمن بن معاوية بن هشام المُلَقَّب بالداخل بالأندلس مُسْتَقِلًّا عن الخلافة العباسية.

 

فلما دخل بيبين أُرْبُونة، فَتَك الجيش الفَرَنْجِي بأهلها من المسلمين، وخَرَّبُوا مساجدها، ودُوْرَها، ولم يَنْجَح جَيْشٌ وَجَّهه عبدُ الرحمن بن معاوية - رُغْم انشغاله بإخْماد الفِتَن بالأَنْدَلُس - لنَجْدة أُرْبُونة قبل سُقوطها بعامين من عُبُور مَمَرَّات جِبال البرانس؛ حيث كان نَصارى الشَّمال يَتَرَبَّصُون به، ومَنَعُوه من العُبور، ورجع الجَيْشُ دون إتْمام مهَمَّته، وانْشَغَل عبدُ الرحمن بما يَدْهَمُه من الاضْطرابات في الأَنْدَلُس؛ فتُرِكَت أُرْبُونة وَحِيْدة لمَصِيْرها، وظَلَّت تُقاوِمُ بمُفْرَدها حتى سَقَطَت.

 

وخَرَج الجنوبُ الفَرَنْسِيُ بأَكْمَله عن السَّيْطرة الإسلامية، بعد أن استمر وجودُ المسلمين به زُهاء نصف قَرْن من الزمان، واحْتَشَدَت قُوى الأُمَّة الفَرَنْجِيَّة النَّصْرانِيَّة خَلْف جبال البيرينييه عَقِب اخْتِفاء الوجود الإسلامي بها، مُتَرَبِّصَةً بالمسلمين في الأَنْدَلُس، ساعِيَةً لإخْراجهم منها بكل قُوَّة، وإن كانت بعضُ جماعات من المسلمين قد ظَلَّت تُسَيْطر على بعض نَواحي أخرى في الجنوب الفَرَنْسِي حِيْنًا، واعْتَصَمَت طَوائفُ منهم بشِعاب جِبال الأَلْب الغَرْبِيَّة، وظَلَّت هناك لعُقُود طويلة.

 

تأثيرات باقية:

وقد بَقِيَ التأثيرُ الإسلامي في جنوب فَرَنْسا إلى عَصْرنا الحاضِر؛ فقد ذَكَر بعضُ الباحثين الفَرَنْسِيِّين في القَرْن التاسع عشر أن الدَّمَ العَرَبِي لا يَزال مُتَغَلِّبًا في جنوب فرنسا، ولا تَزَالُ سِحَنُ بعض أُناسٍ هناك عَرَبِيَّة صِرْفة، ولهم لُغَةٌ خاصَّةٌ بهم، تَتَضَمَّن الكثير من الكلمات العربية، ويُسَمِّيهم أهلُ تلك الأَرْجاء بالشَّرْقِيِّين، وهم في عُزْلَة عن بَقِيَّة الفَرَنْسِيِّين، ولا يتزوجون إلا من بعضهم البعض، ولا يُقِيْمون المَراقِص في حَفَلاتهم، وتَتَحَجَّب مُعْظَمُ نِسائهم، وتَحْمِلُ الكثيرُ من أَسْمائهم اسمَ الله ظاهرًا، كعبد الله، وفَتْح الله، وهم يَفْتَخِرُون بأنهم من سُلَالة العرب الفاتِحِيْن لهذه الأَرْجاء، والتي خَضَعَت لنُفُوذ أَجْدادهم وسَيْطَرَتهم في عَصْر الإسلام الزَّاهِر في القَارَّة الأوروبية[1].

 

تَحْرِيْض ثُوَّار الأَنْدَلُس على حُكومتها المسلمة:

ولم يَكْتَفِ بيبين بإخراج المسلمين من جنوب فرنسا، وجَعْل جبال البرانس حائِلًا بينه وبينهم، بل راحَ يَتَّصِلُ بنَصارى شَمَال الأَنْدَلُس الخارِجِيْن عن سُلْطَة المسلمين، وظَلَّ يُؤلِّبُهم، ويُشَجِّعُهم على تَوْحِيد صُفُوفهم، فنَشَطُوا في تَوْسِيْع أَراضِيْهم بالشَّمال حين كانت الفِتَنُ تَمُوجُ بالأَنْدَلُس.

 

كما شَجَّع بيبينُ أُمَراءَ المسلمين بالولايات الشَّمالِيَّة على الاسْتِقلال بولاياتهم، فاتَّصَل على سبيل المثال بسُلَيْمان الكَلْبِي أَمِيْر بَرْشلونة، وتَعاهَد معه.

 

بداية التَّحالُف الفَرَنْجِي البابَوِي:

وقد بَدَأ التَّحالُفُ الوَطِيْدُ بين الكنيسة الكاثوليكية في روما وبين مَمْلَكة الفَرَنْجَة في عصر بيبين؛ حيث اسْتَطاع كَسْبَ بابا روما إلى صَفِّه، عندما رَغِب في إنْهاء حُكْم الأُسْرة الميروفنجية التي كان لم يكن لمُلُوكها من المُلْك إلا الاسم فحَسْب، بينما كان رؤساء البَلاط من الأسرة الكارولنجية بمثابة الحُكَّام الفِعْلِيِّين لما يَزِيدُ على قَرْن من الزمان بعد اسْتِيْلاء الضَّعْف على المُلُوك الميروفنجيين. وقد حَضَر بابا روما ستيفن بنَفْسه؛ لتَتْوِيْج بيبين مَلِكًا على الفَرَنْجَة في احْتِفال دِيْنِي كبير بكنيسة سواسون، وكان بيبين هو الحَلِيْف الأول للكنيسة الكاثوليكية بروما ضد أَعْدائها من المسلمين، والنَّصارى المُخالِفِيْن للكاثوليك، والوَثَنِيِّين.

 

ومما يَجْدُر ذِكْرُه: أن وجودَ القُسُس والرُّهْبان في جُيوش بيبين كان أمرًا ثابتًا؛ رَغْبَةً منه في السَّعْي لنَشْر النَّصْرانِيَّة بين الأُمَم التي كان يُقاتِلُها[2].



[1] انظر: معركة بلاط الشهداء في التاريخ الإسلامي والأوروبي للدكتور عبد الفتاح مقلد الغنيمي (ص91). وقد شكك المستشرق الفرنسي المسيو رينو في القطع بوجود أناس في فرنسا من أصل عربي، وذكر أن بعض الألفاظ التي يقال عنها: إنها من بقايا العربية هي في حقيقة الأمر ألفاظ مشتقة من اللاتينية، أو الفرنسية القديمة، ولكنه أكد وجود تأثيرات عربية على اللغة الفرنسية، جاءت في عصور متأخرة؛ نتيجة فرار عدد كبير من المسلمين من الأندلس إلى فرنسا في عصر هنري الرابع، واستمرار العلاقات التجارية بين المسلمين وفرنسا في عصور ما بعد خروجهم من الجنوب الفرنسي. انظر: تاريخ غزوات العرب لشكيب أرسلان (238-241).

[2] انظر عن بيبين: تاريخ غزوات العرب لشكيب أرسلان (ص110-119)، ودولة الإسلام في الأندلس (1/133-137)، وفجر الأندلس (ص342-34)، ومعركة بلاط الشهداء في التاريخ الإسلامي والأوروبي للدكتور عبد الفتاح مقلد الغنيمي (ص104-108،132،131)، وقاعدة نربونة ودورها في الجهاد ضد الفرنجة والتوسع في أوروبا (ص43)،والمسلمون في الأندلس وعلاقتهم بالفرنجة[من92إلى206هـ] (ص113-115،179،178)، وكلاهما للدكتورة منى حسن محمود ، وتاريخ أوروبا الحديث لجفري براون (ص112-114)، ومعالم تاريخ أوروبا في العصور الوسطى لمحمود سعيد عمران (ص163،162) وتاريخ أوروبا في العصور الوسطى للدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور (ص126،125)، والحروب الصليبية في المشرق والمغرب لمحمد العروسي المطوي (ص189،188).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة