• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

من منا صلاح الدين؟؟

د. حجازي عبدالمنعم سليمان


تاريخ الإضافة: 17/2/2011 ميلادي - 14/3/1432 هجري

الزيارات: 8761

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سيظلُّ صلاح الدين أحدَ أهمِّ الشخصيات التي تحلَّت بخصال الفروسية على معناها الأوْسَع على مدار التاريخ، ولعلَّ مِن دراستنا لشخصيته الفذَّة نسْعى إلى ملامسة أفكاره وخواطره، وكرمِه وتسامُحِه، ورُوحه الطيبة، وما إلى ذلك مِن خِصال جعلتْه فارسًا بحق، فارسًا؛ لأنَّه في أوج قوته فضَّل التسامُح على الانتقام، ولأنَّه أخذ بمبدأ العفو عندَ المقدرة، فكان بمقدرته أن يفعل بالصليبيِّين مِن أسْراه في بيت المقدس ما فعَلَه الصليبيُّون في حمْلتهم الأولى على بيت المقدِس من قتْل ما بين أربعين ألف وسبعين ألف نفْس مِن المسلمين وغير المسلمين في بيت المقدِس، ولكنَّه قرَّر العفو والتسامح، مما رفَع مِن قدره في أعين الجميع، وشهِد له بذلك الأعداءُ قبل الأصدقاء.

 

حقًّا قتَل (أرناط)، ولكنَّه قتله لأنه تعدَّى على الحرمات والأنفس بغير وجه حق، ومارَس نوعًا من اللصوصيَّة التي تأفف منها المسلمون والصليبيون على حدٍّ سواء؛ ولأنه تعدى على النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - مردفًا بأنه لا ناصرَ له، ولأجل ذلك كان ردُّ صلاح الدين عقبَ قتله له بقوله: ها أنا ذا أنتقم لمحمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

كما تخلَّص صلاح الدين مِن قادة الداوية والإسبتارية؛ وذلك لأنهم كانوا أشدَّ فِرق الصليبيِّين بطشًا بالمسلمين، ولأنهم كانوا يَقعون في الأَسْر ويتم فداؤهم ولكنَّهم لم يكونوا يحترمون تعهدَهم بعدم محاربةِ صلاح الدين مرَّةً أخرى، فيتملَّصون من تعهُّدهم ويُعاودون الحرْبَ ضدَّه مرة ومرات.

 

ولكن صلاح الدين لم يقتُل الملكَ الصليبي جاي لوزجنان، الذي وقَع في أسره مبررًا تصرفه بأنَّه جرتْ عادة الملوك بألاَّ يقتلوا الملوك، وعامل نِساءَ الصليبيِّين اللائي وقعْنَ في أَسْره - مثل زوجة ريموند الثالث وغيرها - بما ينبغي أن تُعامَل به المرأة الحُرَّة، ومنع جنوده وقوَّاده من الإتيان بأيِّ عمل أخرق ينافي دِينه السمح، وأطلق سراح عددٍ كبير من أسرى الصليبيِّين؛ إكرامًا لوجه الله تعالى، وأطلق سراحَ الأسْرَى المرضَى والعجائِز والأطفال ورِجال الدِّين مِن أسرى بيت المقدس دون فِدية، وسعَى إلى إنهاء الحرْب القائِمة بيْن المسلمين والأوربيِّين بالموافقة على زواج أخيه العادِل مِن الأميرة جوانا شقيقة غريمه الملِك ريتشارد قلْب الأسد فيحكمَان بيت المقدس معًا ويفتحانه أمامَ أرباب كل الدِّيانات، وبذلك ينتهي الصراعُ بيْن الشرق والغرْب، ولكن لأنَّ الحرْبَ ضدَّ المسلمين كانت استعمارية استغلالية ولها أبعادٌ أعمق وأعقد مِن ذلك، فقد رفَض رجالُ الدِّين إتمام تلك الزيجة.

 

إنَّ صلاح الدِّين موجودٌ داخل كلِّ مسلم، وداخل كل صاحِب ذي فِطرة لم تلوثها البِدع والهرطقات، تلك الشخصية التي تَنهَى عن المنكر وتأمُر بالمعروف، ولكنَّ هناك فرْقًا بين مَن يعرف ومَن لا يعرف، وبين مَن يعرف ويعمل بما يعرِف به عن قناعة وإيمان، وبين مَن يعرف ولا يعمل بذلك، وإنْ عمِل فلأجل الشُّهرة والوصوليَّة والانتهازيَّة، وبالرغم مِن أنَّ مِن يعرف ومَن لا يعرف يَعرِفون بأنهم مسلمون، ولكنَّ هناك فارقًا بين الإيمان والإسلام، وقدْ أدرك صلاحُ الدين ذلك الفارقَ، وأراد أن يكون مسلمًا مؤمنًا، وصدَق بعمله ما في قلبه، وسعَى إلى إرساء سلام عالَمي بين كافة الأطراف المعاصِرة له، وحينما رُفِض مشروعه فإنه لم يتراجعْ عن أسس دِينه وعن حقِّه في استرداد أرضه وعِرْضه وشرفه.

 

فمَن منا يبغي أن يكونَ صلاح الدين؟ لا تقولوا: إنه لم يولد سوى مرةً واحدة، بل لقد وُلِد مع كل نفس مرَّات كثيرة، ولكنَّه ضاع مع سنوات العمر وزخم الحياة، وقد ننسَى وجودَه بين ضلوعنا، وقد نُنكِر وجوده تمامًا، ونطالب بعودته مرَّةً أخرى، لقدْ قتلناه في أنفسنا حينما أغْمضنا عيوننَا عن نُصْرة الحقِّ وعدم الجهْر به؛ خوفًا من غوائلِ الزَّمن ومقدراته، بل إنَّنا بِتْنا نخشَى أن نعترف به في داخلنا؛ كي لا نُتهمَ بمعصية أو خطيئة أو مؤامَرة.

 

المادة باللغة الإنجليزية

اضغط هنا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة