• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم


علامة باركود

نماذج لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة ودورهم في الفقه الإسلامي (3)

نماذج لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة ودورهم في الفقه الإسلامي (3)
سلامة إبراهيم محمد دربالة النمر


تاريخ الإضافة: 3/11/2025 ميلادي - 13/5/1447 هجري

الزيارات: 396

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نماذج لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة ودورهم في الفقه ‏الإسلامي (3)

التابعي إبراهيم النخعي رضي الله عنه

 

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد أيها الأكارم:

فالسلام عليكم ورحمة الله.

هذا هو المقال الثالث في الحديث عن نماذج لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة، ودورهم في الفقه ‏الإسلامي؛ فبعد ‌الحديث ‌عن التابعَين الجليلَين: عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود، وعطاء بن أبي رباح، يأتي الحديث عن ‌تابعي ثالث؛ وهو الإمام، الحافظ، والمفسر المقرئ، فقيه العراق، المتفق على توثيقه، وأمانته، ‌وجلالة ‌قدره، وهو علَم من أعلام أهل الإسلام، وفقيه من فقهائهم؛ إنه التابعي: إبراهيم النخعي رضي الله عنه.

اسمه ونسبه وكنيته:

إبراهيم ‌النخعي: هو إبراهيم بن يزيد بن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج، ويكنى أبا عمران[1].

 

‌والنخع ‌قبيلة باليمن، وقد ‌دعا ‌لها ‌رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن عبدالله بن مسعود، قال: ((شهِدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لهذا ‌الحي ‌من ‌النخع - أو قال: يُثني عليهم - حتى تمنيت أني رجل منهم))[2].

شيوخه: روى عن خاله، ومسروق، وعلقمة بن قيس، وعبيدة السلماني، وأبي زرعة البجلي، وخيثمة بن عبدالرحمن، والربيع بن خثيم، وأبي الشعثاء المحاربي، وسالم بن منجاب، وسويد بن غفلة، والقاضي شريح، وشريح بن أرطاة، وخلق سواهم من كبار التابعين[3].

تلاميذه: تتلمذ على يديه أغلب علماء دهره؛ فقد روى عنه: إبراهيم بن مهاجر البجلي، والحارث بن يزيد العكلي، والحر بن مسكين، والحسن بن عبيدالله النخعي، والحكم بن عتيبة، وحكيم بن جبير، وحماد بن أبي سليمان، وزبيد اليامي، والزبير بن عدي، وأبو معشر زياد بن كليب، وسليمان الأعمش، وسماك بن حرب، وجماعة من التابعين[4].

 

عبادته وزهده: كان إذا قام من مجلسه ختمه بالسلام، وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا، ويقوم الليل في حُلَّة، وكان يكره الشهرة، وكان يجالس الناس وكأنه ليس معهم[5].

 

لما حضرته الوفاة جزِع جزعًا شديدًا، فقيل له في ذلك، فقال: "وأي خطر أعظم مما أنا فيه؟ إنما أتوقع رسولًا يأتي عليَّ من ربي، إما بالجنة، وإما بالنار، والله لوددت أنها تلجلج في حلقي إلى يوم القيامة"[6].

مولده ‌ووفاته: كان مولده سنة خمسين، وتُوفي الإمام إبراهيم النخعي في سنة ست وتسعين في خلافة الوليد بن عبدالملك بالكوفة، وهو ابن تسع وأربعين سنة، لم يستكمل الخمسين[7].

إعاقته والتحديات التي واجهها:

كان التابعي إبراهيم النخعي أعورَ العين، وهذا لم يمنعه من أن يصبح أحد أعظم فقهاء الكوفة؛ قال ابن عون: "وصفت إبراهيم لمحمد بن سيرين فقال: لعله ذلك الفتى الأعور الذي كان يجالسنا عند علقمة هو في القوم كأنه ليس فيهم"[8].

من أبرز التحديات التي واجهها:

• الإعاقة البصرية: كونه أعور العين مما قد يؤثر على قدرته على القراءة والكتابة، والاعتماد على الحفظ الشفهي، مما يتطلب جهدًا بدنيًّا ونفسيًّا كبيرًا.

 

• التحديات الاجتماعية: بطبيعة الحال فإن الأشخاص ذوي الإعاقة قد يواجهون بعض الصعوبات في التقبل، والاندماج الاجتماعي، وصعوبة التنقل والسفر، والتفاعل مع الآخرين في بعض الأحيان، وقد يواجه بعض النظرات السلبية أو التمييز بسبب إعاقته.

 

جهوده، وإنجازاته العلمية:

قال ‌ابن ‌خِلِّكان: "إبراهيم ‌النخعي الكوفي، النخعي؛ أحد الأئمة المشاهير، تابعيٌّ رأى عائشة رضي الله عنها ودخل عليها، ولم يثبت له منها سماع"[9].

 

‌وقال الذهبي: "إبراهيم ‌النخعي: الإمام، الحافظ، فقيه العراق، اليماني، ثم الكوفي، أحد الأعلام"[10].

 

فالفقيه إبراهيم ‌النخعي، إمام وفقيه من أعلام التابعين، وكان من أبرز فقهاء الكوفة، وتتلمذ على يد كبار التابعين، وتميز بفهمه العميق للتفسير والحديث، وكان له الدور الأهم في الجانب الفقهي بالكوفة.

 

جهوده في إثراء الفقه الإسلامي:

نقل رحمه الله تعالى عن الكثير من الفقهاء أحكامًا فقهية، واجتهادات أثرت بشكل كبير في فقه الحنفية؛ حيث كان أبو حنيفة يستشهد بأقواله وآرائه، فكان شيخَ حماد، وحماد شيخ أبي حنيفة.

 

‌وناهيك عن ذلك كان ‌يفتي ‌الناس في العراق زمن كبار التابعين، فهو فقيهٌ لا يضاهَى في علمه وفقهه، "قال: أخبرنا محمد بن الفضيل بن غزوان قال: حدثنا عبدالملك بن أبي سليمان قال: رأيت سعيد بن جبير يُستفتى فيقول: أتستفتوني وفيكم إبراهيم النخعي؟"[11].

 

وقال أحمد بن عبدالله أيضًا: "إبراهيم النخعي كوفي، ثقة، وكان مفتي أهل الكوفة هو والشعبي في زمانهما، وكان رجلًا صالحًا فقيهًا، متوفيًا، قليل التكلف"[12].

 

أجمعوا على توثيقه وجلالته وبراعته في الفقه:

قال الشعبي عند موت النخعي: "ما ترك بعده أحدًا أعلم أو أفقه منه، قيل له: ولا الحسن وابن سيرين؟ قال: ولا الحسن وابن سيرين، ولا من أهل البصرة، ولا الكوفة، ولا الحجاز، ولا الشام، وكان فقيهًا صالحًا، متوقِّيًا للشهرة، قليل التكلف"[13].

وجملة القول:

• يُعد التابعي إبراهيم ‌النخعي نموذجًا يُحتذى به في المثابرة، والإصرار على تحقيق الأهداف، رغم التحديات الصحية، والاجتماعية، والثقافية.

 

• تفوقه في مجال الفقه الإسلامي، تعكس قوة الإرادة والعزيمة، ودوره كنموذج يُحتذى به لا يقتصر على الجانب العلمي فقط، بل يمتد إلى الجانب الاجتماعي.

 

• سيرته دليلٌ على أن الأشخاص ذوي الإعاقة يمكنهم تحقيق إنجازات بارزة، والمساهمة بشكل فعَّال في المجتمع.

 


 

[1] الطبقات الكبرى: ابن سعد، ج6 ص279.

 

[2]مسند أحمد: مسند عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، ج4 ص50، رقم ح 3826، الناشر: دار الحديث – القاهرة، الطبعة: الأولى، 1416 هـ - 1995 م.

 

[3] سير أعلام النبلاء: الذهبي، ج4 ص529 (مصدر سابق)‏.

 

[4] تهذيب الكمال في أسماء الرجال، المؤلف: جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي (654 - 742 هـ)، ج2 ص236، حققه: د. بشار عواد معروف، الناشر: مؤسسة الرسالة – بيروت، الطبعة: الأولى، 1413 ه، 1992 م.

 

[5] مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، المؤلف: شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قِزْ أُوغلي بن عبدالله المعروف بسبط ابن الجوزي (581 - 654 هـ)، ج10 ص116، الناشر: دار الرسالة، الطبعة: الأولى، 1434 هـ - 2013 م.

 

[6] وفيات الأعيان: ابن خلكان البرمكي، ج1 ص25.

 

[7] الطبقات الكبرى: ابن سعد، ج6 ص291.

 

[8] الطبقات الكبير: ابن سعد، ج6 ص279.

 

[9] وفيات الأعيان: ابن خلكان البرمكي، ج1 ص25.

 

[10] سير أعلام النبلاء: الذهبي، ج4 ص520.

 

[11] الطبقات الكبرى: ابن سعد، ج6 ص279.

 

[12] الكمال في أسماء الرجال: عبدالواحد المقدسي، ج3 ص189.

 

[13] قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر: الطيب بامخرمة، ج1 ص499.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة