• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم


علامة باركود

صحابة منسيون (5) الصحابي الجليل: خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري

صحابة منسيون (5) الصحابي الجليل: خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري
د. أحمد سيد محمد عمار


تاريخ الإضافة: 21/9/2025 ميلادي - 29/3/1447 هجري

الزيارات: 160

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صحابة منسيون:

الصحابي الجليل: خُفَاف بن إيماء بن رَحَضَةَ الغِفاري[1]

 

ترجمنا في المقال السابق للصحابي الجليل إيماء بن رحضة، وفي هذا المقال، نترجم لابنه خفافٍ، رضي الله عنهما.

 

اسمه ونسبه:

هو خفاف بن إيماء بن رحضة بن خربة بن خلاف بن حارثة بن غفار الغفاري الكناني، وكنيته: أبو الحارث.

 

له ابنان هما: الحارث ومخلد، وابنة يُقال: اسمها حمراء.

 

كان يسكن هو وأبوه إيماء "غيقة" من ناحية السقيا من بلاد غفار، وكانا يأتيان المدينة كثيرًا، ثم انتقلا إليها فأقاما بها قبيل الحديبية؛ لذلك يُعد من المدنيين.

 

ولخفاف ولإيماء أبيه ولجده رحضة صحبة، كلهم صاحَب النبي صلى الله عليه وسلم.

 

منزلته في قومه:

كان أبوه سيد بني غفار، ووافدهم، وكذلك كان خفاف، فكان أبوه يكلفه ببعض المهام، أو يصطحبه معه في وفادته إلى القبائل الأخرى، ولما دخل بنو غفار في الإسلام كان خفاف إمامَهم وخطيبهم.

 

كما كانت له – كأبيه - علاقات وطيدة مع قريش، وتجمعه ببعض زعمائها صداقة قوية؛ حتى إن أبا جهل عندما سمع بإسلامه قال: "لقد صبأ الليلة سيد بني كنانة"[2].

 

إسلامه:

جاء في قصة إسلام أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قوله: "حتى أتينا قومنا غفارًا فأسلم نصفهم، وكان يؤمهم إيماء بن رحضة الغفاري، وكان سيدهم، وقال نصفهم: إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسلمنا، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأسلم نصفهم الباقي"[3].

 

والذي نراه أن الذي كان يؤم غفارًا هو خفاف بن إيماء، وليس إيماء؛ حيث تكاد المصادر تُجمع على أن إيماء أسلم قبيل الحديبية؛ مما ينفي إمامته لغِفار، وعليه يكون خفاف قديمَ الإسلام، أسلم قبل الهجرة مع النفر من قومه الذين سبقوا إلى الإسلام؛ استجابةً لدعوة أبي ذر لهم.

 

فلعل الرواة أو النُّساخ أسقطوا اسم خفاف، ونسبوا الإمامة لأبيه؛ ظنًّا منهم أنه الأسبق إسلامًا.

 

شهِد خفاف الحديبية، وبايع بيعة الرضوان.

 

وكان رضي الله عنه فارسًا شجاعًا، شهد له بذلك سيدنا عمر رضي الله عنه؛ فقد جاءت إليه امرأة شابة، وشكت إليه سوء حالها، بعد أن استُشهد زوجها، وترك لها أطفالًا صغارًا، ثم قالت له: أنا بنت خفاف بن إيماء الغفاري، وقد شهد أبي الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأعطاها عمر بعيرًا قد حمل عليه طعامًا، ونفقة وثيابًا، فقال رجل: يا أمير المؤمنين، أكثرت لها، قال عمر: "ثكلتك أمك، والله، إني لأرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصنًا زمانًا فافتتحاه ..."[4]، يحتمل أن يكون ذلك في خيبر؛ لأنها كانت بعد الحديبية وحُوصرت حصونها.


وعلى الرغم من إسلام خفاف مبكرًا؛ فإنه لم يلتقِ النبي صلى الله عليه وسلم إلا قبل الحديبية بقليل، عندما حمل إليه بعض الهدايا التي أرسلها معه أبوه إيماء.


وعليه، فهو لم يحضر الغزوات والمعارك التي خاضها النبي وأصحابه قبل الحديبية، خلافًا لما ذكره صاحب الرياض المستطابة من أنه شهد بدرًا[5]، منفردًا بذلك من بين جميع من ترجموا له، والله تعالى أعلم.

 

ولعل السبب في ذلك أن خفافًا كان متفرغًا لإمامة قومه وتعليمهم، حتى إنه لم يقطن المدينة هو وأبوه إلا قبيل الحديبية.

 

روايته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

روى خفاف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أحاديث: اثنين منها في كتاب الصلاة؛ أولهما في كيفية جلوس النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد، والثاني في قنوته صلى الله عليه وسلم في الصلاة، أما الثالث ففي المناقب، عن إسلام أبي ذر رضي الله عنه[6].

 

وقد روى عنه ابنه الحارث، وعبدالله بن الحارث، وحنظلة بن علي الأسدي، وخالد بن عبدالله بن حرملة، وغيرهم، رضي الله تعالى عنهم جميعًا.

 

ومن أخبار خفاف رضي الله عنه: ((أنه كان وافدَ أبيه إلى النبي صلوات الله وسلامه عليه لما نزل ومن معه من الصحابة رضوان الله عليهم الأبواء، يريدون الحديبية؛ حيث أهدى إليهم جُزرًا ومائة شاة، وبعيرين يحملان لبنًا، فانتهى بها خفاف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن أبي أرسلني بهذه الجزر واللبن إليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: متي حللتم ها هنا؟ قال: قريبًا، كان ماء عندنا قد أجدب، فسُقنا ماشيتنا إلى ماء ها هنا، فقال صلى الله عليه وسلم: فكيف البلاد ها هنا؟ قال: يتغذى بعيرها، وأما الشاة فلا تذكر - أي في الشبع - فقبِل رسول الله صلى الله عليه وسلم هديته، وأمر بالغنم تفرق في أصحابه، وشربوا اللبن عسًّا عسًّا حتى ذهب اللبن وقال: بارك الله فيكم))[7].


ومن أخباره: أنه كان فيمن جاء من الأعراب من بني غفار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يريد تبوك، يعتذرون إليه في التخلف عنه؛ وذلك قوله تعالى: ﴿ وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 90].


والمعذرون فريق من المؤمنين الصادقين من الأعراب، منهم بنو غفار، وقد قبِل الله عذرهم؛ قال بذلك: ابن عباس، ومجاهد، وقد رجح الإمام ابن كثير هذا الرأي؛ فقال: "ثم بيَّن تعالى حال ذوي الأعذار في ترك الجهاد، الذين جاؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتذرون إليه، ويبيِّنون له ما هم فيه من الضعف، وعدم القدرة على الخروج، وهم من أحياء العرب ممن حول المدينة"[8].

 

وخالفهم قتادة فجعلهم المعتذرين كذبًا، وهم بنو عامر رهط عامر بن الطفيل، وأسد، وغطفان.

 

والذي يبدو لنا أن الرأي الأول أقرب إلى الصواب؛ لتناسقه مع ما يفيده ظاهر الآية؛ لأن الآية الكريمة ذكرت نوعين من الأعراب، أحدهما: المعذرون، أي أصحاب الأعذار، وثانيهما: الذين قعدوا في بيوتهم مكذبين لله ولرسوله، فتوعدهمسبحانهبالعذاب الأليم، ولأنه لا توجد قرينة قوية تجعلنا نرجح أن المراد بالمعذرين هنا، أصحاب الأعذار الباطلة، فكان الحمل على حسن الظن أولى[9].


وفاته: تُوفي رضي الله عنه في خلافة عمر بن الخطاب بالمدينة أو قبلها، قال البغوي: بلغني أنه مات في زمن عمر، قلت: وفي قصة ابنته إشارة إلى أنه مات في خلافة عمر أو قبل ذلك[10].

 

المصادر والمراجع:

• الاستيعاب لابن عبدالبر، ت: البجاوي، دار الجيل، بيروت، 1992.

• أسد الغابة لابن الأثير: ت: علي محمد معوض، وعادل أحمد عبدالموجود، ط: دار الكتب العلمية، بيروت.

• الإصابة لابن حجر العسقلاني، ت: التركي، ط: مركز هجر، القاهرة، 2008.

• تاريخ الطبري، ت: أبي الفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة، ط2.

• تفسير ابن كثير: ت: مصطفى السيد محمد وآخرين، ط: مؤسسة قرطبة، مصر، ط1، 2000.

• التفسير الوسيط للطنطاوي: الرسالة، القاهرة، ط2، 1985.

• تهذيب الكمال للمزي: ت: د. بشار عواد، مؤسسة الرسالة، ط2، 2014.

• الجوهرة في نسب النبي لمحمد بن أبي بكر التلمساني، ت: محمد ألتونجي، دار الرفاعي، الرياض، 1983.

• الرياض المستطابة فيمن روى في الصحيحين من الصحابة للعامري: ت: عبدالله بن إبراهيم الأنصاري، وعبدالتواب هيكل.

• صحيح البخاري، ط: دار ابن كثير، دمشق، بيروت، 2002.

• صحيح مسلم، ت: فؤاد عبدالباقي، ط: عيسى الحلبي، القاهرة، 1991.

• الطبقات الكبير لابن سعد، ت: علي محمد عمر، ط: مكتبة الخانجي، القاهرة، 2001.

• طبقات خليفة بن خياط، ت: أكرم ضياء العمري، ط1، 1967، مطبعة العاني، بغداد.

• مسند أحمد، ت: مجموعة من العلماء، ط: دار السلام، الرياض، 2013.

• معرفة الصحابة لأبي نعيم، ت: عادل يوسف العزازي، دار الوطن للنشر.

• المغازي للواقدي، ت: مارسدن جونس، ط: عالم الكتب، بيروت.

الوافي بالوفيات: صلاح الدين الصفدي، باعتناء محمد الحجيري، دار صادر، بيروت، ط2، 1991.

 


[1] ينظر ترجمته في: الاستيعاب لابن عبدالبر: 2/ 449، أسد الغابة لابن الأثير: 2/ 177 178، الإصابة لابن حجر: 3/ 304، تهذيب الكمال للمزي: 2/ 388، الرياض المستطابة للعامري: 69، طبقات خليفة بن خياط: 33، الطبقات الكبير: 5/ 113، معرفة الصحابة لأبي نعيم 2/ 985، والوافي بالوفيات: 13/ 350.
[2] أسد الغابة: 2/ 178.
[3] صحيح البخاري: كتاب المناقب: حديث: 3522، ومناقب الأنصار: حديث: 3861، ولم يرد فيهما ذكر إمامة إيماء أو ابنه خفاف، ومسلم: باب فضائل أبي ذر: حديث: 132، 133، ومسند أحمد: مسند الأنصار: حديث: 21525، وذكر الإمام أحمد في هذا الحديث الاختلاف على رواية سليمان بن المغيرة: هل هو خفاف بن إيماء أو أبوه إيماء بن رحضة؟ وعلى هذا فيمكن أن يكون إسلام خفاف تقدم على إسلام أبيه.
[4] صحيح البخاري: كتاب المغازي، حديث: 4160.
[5] الرياض المستطابة: 69.
[6] الحديث الأول: مسند أحمد: 16136، 16572، والثاني: مسند أحمد: 16323، والثالث: طبقات ابن سعد: 4/ 208.
[7] الطبقات الكبير: 5/ 112، والعس: الإناء الكبير.
[8] تفسير ابن كثير: 7/ 263.
[9] التفسير الوسيط للطنطاوي: 6/ 263، 264.
[10] الإصابة: 3/ 304.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة