• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

من أقدار الله في التاريخ

من أقدار الله في التاريخ
عبدالله بن سعود آل معدي


تاريخ الإضافة: 12/12/2023 ميلادي - 30/5/1445 هجري

الزيارات: 3872

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من أقدار الله في التاريخ

 

من أشهر الأحداث في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ما يعرف بقصة يهود بني قريظة، وهي قبيلة يهودية كانت تسكن المدينة، وكانت كافرة وبقيت على كفرها حتى بعد مهاجرة النبي صلى الله عليه وسلم، فكتب النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينهم عهدًا إلا أنهم خانوه ونقضوا العهد في أثناء غزوة الخندق؛ حيث حالفوا قريشًا ضده صلى الله عليه وسلم، فأُتِي المسلمون من أمامهم (قريش وحلفاؤهم) ومن خلفهم (يهود المدينة ومنهم بنو قريظة)، وعظم الخطب، واشتدَّ الخوف، ونجم النفاق، وبقي المسلمون محاصرين قرابة شهر، ثم إن الله تعالى أرسل الريح والملائكة فانهزم المشركون وحلفاؤهم، وتورَّط اليهود!


ثم توجَّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة فحاصرهم بضع عشرة ليلة حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ؛ لأنهم كانوا حلفاءه فحكم فيهم بحكم الله: أن تقتل مقاتلتهم وتسبي ذراريهم ونساؤهم، ثم أمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم فخُندقت لهم الخنادق، ثم أمر بضرب أعناقهم في تلك الخنادق أرسالًا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بقتل كل من أنبت منهم، ومن لم ينبت أن يتركوه.


روى أبو داوود (4404) أن عطية القرظي قال: "كنت من سبي قريظة، فكانوا ينظرون: فمن أنبت الشعر قتل، ومن ‌لم ‌ينبت لم يقتل، فكنت فيمن ‌لم ‌ينبت"، وفي رواية: "فكشفوا عانتي فوجدوها لم تنبت، فجعلوني في السبي".


فمن عجائب التقدير الإلهي أن عطية القرظي لم ينبت آنذاك، وكان صغيرًا حين شهد قتل قبيلته، ومن فضل الله عليه أنه أسلم بعد ذلك وصار صحابيًّا -رضي الله عنه- يروي ويُروى عنه، كما جاء في أُسْد الغابة (3/ 543).


وجاء في تهذيب الأسماء واللغات للنووي: قال العلماء: لا نعرف له غير هذا الحديث، ولا نعرف نسبه، روى عنه مجاهد، وعبدالملك بن عمير، وكثير بن السائب، وحديثه هذا رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي بأسانيد صحيحة. قال الترمذي: هو حديث حسن صحيح...[1].


فكانت تلك الأحداث بدءًا من خيانة اليهود ثم قتله صلى الله عليه وسلم لقريظة قومه خيرًا له، وفضلًا من الله عليه!


ومثله أيضًا: كعب بن سليم القرظي ثُمَّ الأوسي، كَانَ من سبي قريظة الذين استحيوا إذ وجدوا لم ينبتوا، ولا تعرف لَهُ رواية...[2]، وهو والد الإمام في التفسير محمد بن كعب القرظي، التابعي، جاء في ترجمته: أبو حمزة، القرظي، المتوفى سنة 108هـ، سمع ابن عباس، وزيد بن أرقم، قال أبو نعيم: مات سنة ثمان ومائة، سمع منه الحكم بن عتيبة، وابن عجلان، ويقال: محمد بن كعب بن سليم، وكان أبوه ممن ‌لم ‌ينبت يوم قريظة فترك...[3].


فانظر كيف كانت الأقدار الربانية؟! وكيف كان التدبير الإلهي؟!


قال الذهبي: الإمام، العلَّامة، الصادق، أبو حمزة - وقيل: أبو عبدالله - القرظي، المدني، وكان أبوه كعب من سبي بني قريظة، سكن الكوفة، ثم المدينة.


قالت أم محمد بن كعب القرظي له: يا بني، لولا أني أعرفك طيبًا صغيرًا وكبيرًا، لقلت: إنك أذنبت ذنبًا موبقًا؛ لما أراك تصنع بنفسك. قال: يا أماه، وما يؤمنني أن يكون الله قد اطَّلع علي، وأنا في بعض ذنوبي، فمقتني، وقال: اذهب، لا أغفر لك، مع أن عجائب القرآن ترد بي على أمور حتى إنه لينقضي الليل ولم أفرغ من حاجتي...


وكان لمحمد بن كعب جلساء من أعلم الناس بالتفسير، وكانوا مجتمعين في مسجد الربَذَة، فأصابتهم زلزلة، فسقط عليهم المسجد، فماتوا جميعًا تحته...[4].


وشبيه بذلك جدًّا ما حدث لأحد أعظم شخصيات التاريخ الإسلامي في مواجهة التتار، وهو الملك المظفر قطز!


سيف الدين ‌قطز هو واحد من أعظم الشخصيات في تاريخ المسلمين، واسمه الأصلي محمود بن ممدود، وهو من بيت مسلم ملكي أصلي، وهو رحمه الله ابن أخت جلال الدين بن محمد بن خوارزم الذي هزم التتار مرتين، ثم هزم وفر إلى الهند، ثم عاد إلى أرض فارس وقتل الكثير من المسلمين إلى أن قُتِل.


فالتتار لما أمسكوا بعضًا من أهل جلال الدين بن خوارزم بعد فراره إلى الهند، كان ‌قطز أحد هؤلاء الذين أمسكهم التتار، فقتلوا بعضهم وأبقوا بعضهم؛ ليباعوا في سوق الرقيق، وكان ممن بقي محمود بن ممدود أو ‌قطز.


ثم إنهم أطلقوا هم الذين أطلقوا على ‌قطز اسم ‌قطز، وهذه الكلمة بالتترية تعني: الكلب الشرس، فقد كان واضحًا على ‌قطز علامات القوة والبأس من صغره؛ فلذلك أطلق عليه التتار هذه الكلمة، ثم باعوه بعد ذلك في أسواق الرقيق في دمشق، واشتراه أحد الأيوبيين وجاء به إلى مصر، ثم انتقل من سيد إلى غيره حتى وصل في النهاية إلى الملك المعز عز الدين أيبك؛ ليصبح أكبر قوَّاده، ثم يكون ملكًا على مصر، وبعد فترة قصيرة من حكمه يواجه التتار (الذين أمسكوه وباعوه) ويرتطم معهم في معركة عين جالوت الشهيرة ويقتلهم قتل الخراف![5].


وهكذا.. فكم في المحن من منح!


ويا لأقدار الله، ما أعجبها!


ويا لتدبيراته، ما أروعها!


وإنه لباب للتفكر لو وجد عقلًا! ومجال للعبرة لو وجد قلبًا!



[1] تهذيب الأسماء واللغات (1/ 533).

[2] أسد الغابة في معرفة الصحابة (4/ 179).

[3] التاريخ الكبير (1/ 216).

[4] سير أعلام النبلاء (5/ 65).

[5] دروس صوتية بعنوان: التتار من البداية إلى عين جالوت، الشريط الثامن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكرا لكم
ربحي أسعد عبدالرحمن إسماعيل - فلسطين 03/07/2024 02:25 PM

ما شاء الله تبارك الله عليكم وجزاكم الله خير الجزاء وجعل الله كل أعمالكم هذه في ميزان حسناتكم جميعاً إلى يوم الدين ويرزقكم الله مالك الملك حسب نياتكم وأكثر..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة