• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم


علامة باركود

محاكاة الشيخ الشنقيطي صاحب الأضواء

محاكاة الشيخ الشنقيطي صاحب الأضواء
عامر الخميسي


تاريخ الإضافة: 19/3/2022 ميلادي - 16/8/1443 هجري

الزيارات: 3466

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

محاكاة الشيخ الشنقيطي صاحب الأضواء

 

مما ثبَتَ عن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان وكتبه هو بنفسه في بعض كتبه وهو ثابت مرقوم في مقدمة كتابه "رحلة الحج" أنه في بداية طلبه للعلم ذهب عند أحد الشيوخ يريد دراسة "لامية الأفعال"، فلما حضر إلى الدرس وجلس، سأله الشيخ عمن يكون في ملأ من تلامذته، فأنشد الشنقيطي رحمه الله على البديهة مرتجلًا:

هذا فتًى مِن بني جاكان قد نزَلَا
به الصبا عن لسانِ العُرْبِ قد عدلا
رمَتْ به همَّةٌ علياءُ نحوَكُمُ
إذ شام برقَ علومٍ نورُه اشتعلا
فجاء يرجو ركامًا مِن سحائبهِ
تكسو لسانَ الفتى أزهارُه حُلَلا
إذ ضاق ذَرعًا بجهلِ النَّحوِ ثم أبَى
ألَّا يميِّزَ شكلَ العينِ مِن فعلا
وقد أتى اليوم صبًّا مُولَعًا كَلِفًا
بالحمد لله لا أبغي به بَدَلا

 

هذا ما حصل للشيخ الشنقيطي مع معلمه، وقد حفظت الأبيات في صغري وترنمت بها كثيرًا، وكانت تعجبني وأكثر ما يشدُّني إليها ذلك الموقف الذي تخيلته والشيخ ينشدها ارتجالًا في ذلك المجلس البهي الرضي، وذات يوم في مجلس علمي بين يدي شيخي عبدالرحمن ولد أحمد شعبان الشنقيطي ضياء شنقيط ونور عينيها، وقد ساقني الله إليه لدراسة لامية الأفعال، وأنا في الطريق زوَّرتُ أبياتًا في رأسي لأنشدها بين يديه عند سؤاله عن اسمي وهي:

هذا فتى قد أتى يحدو له شغفٌ
بالحمد لله لا أبغي به بدلا
من بلدةِ اليمنِ الميمونِ موطنهُ
من سفحِ صنعاءَ مهد السادة النُّبلا
قد عالج الصَّرفَ فاختالت مسائلهُ
ولم توطَّأ له أكنافها ذُللا
وصار يخلطُ في فِعْل وفي فُعَل
وليس يضبط فَعْلًا منه أو فَعُلا
وقد حداهُ حنينُ الشوق نحوكم
يرجو ارتشافَ معانٍ تُشبهُ العَسلا

 

وقد أنشدتُها بين يديه في ذلك المجلس أول ما صافحته، وسألني عن اسمي كما قررتُ في الطريق وخططتُ، فأعجب بها وأطربته معانيها، وقال لي: أعِدْها كي يسجلها فأعدتُها لكن بعدما أكملت البيت الثالث نسيت تمامًا ما بعده، وذهب عن ذاكرتي البيت الرابع والخامس، وتوقَّفتُ مليًّا، وأطرقتُ برأسي ثم رفعتُه أقلب طرفي في جدار المسجد يَمْنةً ويَسْرةً، والقارئ بين يدي الشيخ نظراته تستعجلني وكأني به يقول إما أن تكمل الأبيات وإما أن تفسح لي المجال، فالدرس بين يدي الشيخ لا يزيد عن عشرين دقيقة، ودقات قلبي تزيد في الإسراع، وعلاني الوجوم، ثم أعَدْتُها من جديد حتى وصلت إلى نفس الموضع، وضاع مني ما تبقَّى كأول مرة، ووقف حمار الشيخ في العقبة كما تقول العامة، وحِرتُ في أمري، ثم فكرتُ أن أقول للشيخ: نسيتُ بقيتها لكني تجاسرتُ وأعدْتُها ثالثةً، وبقيت أخبط خبط عشواء، لا أدري ما أقول وهمي البيتان، فلما أن وصلتُ لم أذكر ولو كنتُ أذكر الخامس لرقعتُ به لكنهما طارا مرة واحدة، فأنا كما قال الشاعر:

فَلَوْ كَانَ سَهْمًا وَاحِدًا لاَتَّقَيْتُهُ
وَلَكِنَّهُ سَهْمٌ وَثَانٍ وَثَالِثُ

 

وعند الإعادة أعيد وتركيزي كله على البيتين، وأعيد بخوف وتلكُّؤ حذرًا من نسيانها هي؛ إذ هي كل رأس مالي، فكنتُ كماشٍ بين أشواك لا يدري ما مصيره، وفي المرة الثالثة أو الرابعة فتح الله عليَّ بالبيتين مرة واحدة فأكملتهما وتنفست الصُّعَداء، وقررتُ ألا أحاكي أحدًا بعد اليوم، وكأنما أزاح عني أحدهم صخرةً كبيرةً كانت ترزح على صدري.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة