• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم


علامة باركود

في رحاب العلامة الدكتور علي الجندي

في رحاب العلامة الدكتور علي الجندي
د. أحمد زكريا عبداللطيف


تاريخ الإضافة: 14/10/2018 ميلادي - 4/2/1440 هجري

الزيارات: 12370

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في رحاب العلامة الدكتور علي الجندي


جئنا إلى دار العلوم طلابًا، والعلاقة بيننا وبين الأدب الجاهلي كعلاقتنا باللغة الصينية التي لا نعلم عنها شيئًا، وكانت سُمعة أستاذنا الكبير علي الجندي تُرهب قلوبنا، ونحن نسمَع عن الفشل المدوي للطلاب في مادة الأدب الجاهلي؛ إذ نتيجة كل عام لا تزيد على 20%.

 

حتى كان أول يوم لنا في رحاب دار العلوم في عام 1990، وكانت محاضرة العملاق اسمًا وقيمة، الضعيف جسمًا، الكبير سنًّا، في مدرج 3، وهو أكبر مدرجات الكلية، ولا يحاضر فيه إلا العميد الدكتور محمد البلتاجي حسن، وأستاذنا علي الجندي الذي حبَّب إلينا اللغة العربية، وجعل مُتعتنا في الحديث عن خَولة وطَرَفة، والوقوف على الأطلال.

 

وقد كان للشيخ الذي تجاوز السبعين من عمره طقوسٌ عجيبة في دخوله المحاضرة، فلا يدخل إلا في حراسة عدد وافرٍ مِن العمال يَحمونه من فضول الطلاب، خاصة أن شيخنا كان مهتمًّا جدًّا بمسألة النظافة، فلا يصافح أحدًا، ولو حدَث غسَل يديه مرات عديدة ليس بالماء والصابون فقط، بل ببعض المستحضرات الطبية!

 

ورأيت أساتذتي الكبار كيف كانوا يُجِلُّونه ويُوقرونه، بل رأيتُ الكثير منهم يقبِّل يديه، بل كانوا لا يرفعون أصواتهم في المحاضرات إذا كانوا بجوار محاضرة لأستاذنا، وكانوا يفتخرون بأنهم تتلمذوا على يديه طلابًا في مِحرابه.

 

ورغم الهيبة، وقوة الصوت، والهالة الكبيرة، فإننا كنَّا نستمتع أيَّما استمتاع بمحاضراته، بل نكتب كل كلمة وراءَه، ونحن نتذوق الفصحى السهلة بلا عناء أو تكلُّفٍ.

 

وكان لا يخلو جوُّ المحاضرة من مُزحة خفيفة، وتعليق رائقٍ، وحديث عن ذكريات، ترفع قيمتنا وقامتنا مع هذا العملاق الكبير.

 

سمعتُه وهو يشرَح لنا: "لخَولة أطلالٌ ببُرقة ثَهْمَدِ..."، ويُمعن في إيضاح عاطفة طرَفة، كأنَّا رأيَ عينٍ.

غرستْ فينا محاضراتُه وشخصيته حبًّا متجذرًا للإسلام وللغة العربية، ما زلنا نرتوي من فُيوضاته إلى يومنا هذا.

 

وقد كان أستاذنا من ذوي الهِمم العالية، فهو لم يكتفِ بتدريس المقرر للطلاب، بل سمتْ به همتُه، فوضع مخططًا واسعًا لدراسة الأدب الجاهلي، وعلى هدي هذا المخطط كان يُلقي دروسه في الجامعة، وألَّف بناءً على ما خطَّط عددًا من الكتب، الكتاب الأول الذي وضَّح فيه منهج الكتابة هو كتابه الضخم «تاريخ الأدب الجاهلي»، تناول فيه كل ما يتَّصل بالمنهج، وهو لا يفتأ في هذا الكتاب يقرِّر أهمية الأدب الجاهلي للأدب العربي.

 

وكان منهجه أن يدرس الأدب الجاهلي من خلال شعراء القبائل، وهي وجهة نظر مصيبة، ذلك أن المجتمع الجاهلي كان مجتمعا قبليًّا، وكان للقبيلة فيه سطوةٌ عاتية على أفراده ومنهم الشعراء.

 

ولكنه عندما بدأ بدراسة شعراء القبائل بدأ بقبيلة كندة، وهي قبيلة قحطانية، والشعر العربي في معظمه عدناني، وربما دفَعه إلى ذلك تسيُّد امرؤ القيس بن حجر الكندي للشعراء الجاهليين جميعًا.

 

والكتاب الثاني: «شعر الحرب في العصر الجاهلي»، وهو دراسة للأدب الجاهلي من خلال موضوعاته، وهو منهج آخر، ولعل الدكتور أحب أن يَمزج في دراسته بين منهجين...

 

والكتاب الثالث: "الأمير الجاهلي الشاعر امرؤ القيس الكندي"، والكتاب الرابع: "طرفة بن العبد البكري"، وهذا منهج ثالث أضافه إلى المنهجين السابقين: دراسة الأدب الجاهلي من خلال أعلامه.

 

وقد حطَّم أستاذنا أصنامًا كثيرة كانت تَحتكر الأدب الجاهلي، وتُعيد تصديره بصورة تحمل في طيَّاتها خبثًا لهدم الإسلام والتشكيك في القرآن، وكان جبلًا أشمَّ في مواجهة الطاعنين في الشعر الجاهلي، والمشككين في الكتاب العزيز، وكان له صولات وجولات مع هؤلاء جميعًا.

 

وكان لشيخنا بعد الله عز وجل الفضلُ في عشقنا للشعر الجاهلي، بل للعربية كتابةً وتحدثًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر وامتنان
علاء الدين علي الجندي - Egypt 01/06/2023 05:13 PM

هذا الرجل ابي وافتخر واليوم يوم مولده حيث ولد في الأول من يونيو عام 1917.
وصلني هذا المقال من ابني وهو حفيده الأول وكان شديد التعلق به وورث عنه النبوغ والتفوق وحبه للغة العربية. 
للكاتب عميق شكري وصادق امتناني لكلماته الرقيقة النابعة من حبه وتقديره لأستاذ -أراه- من رموز جيل عظيم وهب حياته للعلم وأفنى عمره في سبيل إحياء هذه الدرر من تراثنا الإسلامي العظيم.
ويبقي علمه ومحبته في قلوب أبناءه وطلابه ومحبيه ودعواتهم صادق جارية على روحه الطاهرة لعلها تكون هانئة راضية ومرضية عند رب العزة والجلالة.
وسلام عليك يا أبي يوم مولدك وفي كل حين.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة