• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

الرسالة الأولى لرحالة عربي في الهند

د. أحمد عبد الباقي حسين


تاريخ الإضافة: 28/3/2018 ميلادي - 12/7/1439 هجري

الزيارات: 6213

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الرسالة الأولى لرحالة عربي في الهند

 

منطلقنا في التعرف على الهند هنا والتعريف بها يمر عبر رافد عربي يتمثل في الرسالة الأولى التي كتبها الرحالة أبو دُلَف مسعر بن المهلهل الينبوعي؛ في ذكر ما شاهده في ترحاله ببلاد الترك والهند والصين، وذلك في مصاحبته لوفد أمير خراسان نصر بن أحمد الساماني (الثاني)، في تزويج ابنه من ابنة ملك الصين.

 

أبدى المسلمون منذ فتوحات [1] محمد بن القاسم للسند وما والاها من بلاد الهند، عنايةً بطرق التجارة عن طريق البر – طريق الحرير – وطريق البحر الذي سيطر بحّارتهم عليه بمهارتهم في الملاحة البحرية؛ فكانوا يسافرون من الخليج العربي إلى الهند وسواحل الكجرات ومليبار وسواحل سريلانكا وسواحل الصين وسومطرة وجنوب أفريقيا، يتاجرون وينقلون الناس من مكان إلى مكان، وذلك ما أكده هيرونيمو في تقريره بأن قبطان السفينة التي أقلته إلى سومطرة كان مسلماً ويتحدث لغات عدة، وظلت تلك الريادة في البحر وطرقه إلى أن قاد ابن ماجد – أسد البحر- قبطان باخرة واسكودي بارشاد فاسكو دي جاما عندما وصل إلى جنوب أفريقيا ولم يستطع التقدم.[2]

 

ومما يكشف أهمية هذه الرسالة ومكانتها؛ أنها كانت موضع اهتمام وعناية لمعاصريه كابن النديم [3] الذي قابله ونقل عنه في مواضع عدة بكتابه الفهرست، ومن جاء بعدهم من الجغرافيين كالقزويني في كتابه: آثار البلاد وأخبار العباد، وياقوت الحمَوي في معجم البلدان؛ وبخاصة عند حديثه عن الصين [4].

 

وإن كان هناك من يرى أن الرواية الصحيحة الوحيدة عن الرحلة هي التي أوردها ابن النديم في الفهرست، وأن الوصف الذي نسبه ياقوت لأبي دلف "منحول قد جمع في عصر متأخر من مصادر مختلفة "[5]، إلا أن الاستعانة به أمر لا مناص منه مضافاً إلى مخطوط مشهد الشهير برقم 5229 ويتألف من 16 صفحة من 347 – 362 بالخط النسخ، اكتشفها أحمد زكي وليدي في مشهد، وقام فؤاد سزكين بتصويرها ونشرها مصورة، وتبعه الدكتور فهمي سعد والدكتور طلال مجذوب في تحقيق الرسالة الأولى لأبى دلف ونشرها في كتاب عنوانه: تحقيق المخطوطات بين النظرية والتطبيق، عن عالم الكتب، بيروت عام 1993م.

 

وتم النشر للمرة الثانية للرسالة الأولى محققة بيد مريزن سعيد مريزن تحت عنوان: الرسالة الأولى لأبى دلف مسعر بن مهلهل الخزرجي، دراسة وتحقيق، صدرت عام 1995 عن جامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية، وقد اعتمد أيضا مخطوط مشهد بالإضافة إلى ما جاء في ياقوت الحموي[6].

 

لم تسعفنا كتب التراجم بترجمة جامعة عن أبى دلف، وكل ما وصلنا أن اسمه مسعر بن مهلهل، وأنه عربي يعود نسبه إلى قبيلة الخزرج، وسكنت أسرته بلدة ينبع؛ ولذا صار معروفاً بالينبوعي، ولم يصلنا شيء عن مولده، أما وفاته فكانت حسب اعتقاد البعض في سنة 390هـ / 999م، وذهب الثعالبي [7] إلى أنه تخطى التسعين فقال: "خنق التسعين في الإطراب والاغتراب وركوب الأسفار والصعاب، وضرب صفحة المحراب بالجراب في خدمة العلوم والآداب.."

وذكر ابن النديم [8] في معرض نقله عن أبى دلف الينبوعي أنه: كان جوالة.

 

وبالإضافة إلى كونه رحالة، بلغ مكانة بين شعراء عصره دفعت الثعالبي إلى ذكره في الباب السادس من يتيمته ضمن "الشعراء الطارئين على حضرة الصاحب من الآفاق". حيث كان رحالتنا من رجالات القرن الرابع الهجري، وأبرز ما سيطر على هذه الفترة سياسياً ظهور الإمارات المستقلة في الشرق، ومن أبرزها الدولة السامانية [9] التي قامت في خراسان وبلاد ما وراء النهر، والدولة البويهية التي قامت في فارس والعراق، والشيء المحقق أن رحالتنا اتصل بأمراء ووزراء من هاتين الدولتين، وحظي عندهم بمكانة رفيعة ولا سيما الوزيرين الشهيرين: ابن العميد ومن بعده الصاحب بن عباد؛ فكان لابن العميد مجلس علم يتنافس فيه العلماء بعلمهم.

 

أما الصاحب بن عباد فقد وصف الثعالبي[10] مكانته في العلم، وكذلك مجلسه، بقوله: "هو صدر المشرق وتاريخ المجد، وغرة الزمان، وينبوع العدل والإحسان.. ولولاه ما قامت للفضل في دهرنا سوق، وكانت أيامه للعلوية والعلماء، والأدباء والشعراء وحضرته محط رحالهم، وموسم فضلائهم ومترع آمالهم، وأمواله مصروفه إليهم، وصنائعه مقصورة عليهم.

 

ثم حط أبو دلف رحله في مدينة بخارى، عاصمة الدولة السامانية وحل ضيفا على أميرها نصر بن أحمد الساماني (الثاني) الذي حكم بين سنوات 300-331هـ / 12-942م، وهناك سطع نجمه عندما أحاطه الأمير ووزيره أبو عبد الله محمد بن أحمد الشهير بالجيهاني بعطفهما. حتى إذا جاءت سفارة صينية من قبل ملك الصين تخطب ابنة أمير بخارى لاحد أمراء الين، فيأبى على الأمير دينه تلبية هذه الرغبة، فيعرض الوفد تزويج الأمير أحد ولده من ابنة ملك الصين، فيوافق الأمير الذي لم يجد مانعا من أن يكون أبو دلف واحداً من أفراد الوفد الذي بعث لحمل الفتاة لزوجها، محققاً بذلك رغبته في اغتنام قصد الصين.

 

فاتجه والوفد المرافق نحو الصين، ليؤدي المهمة ثم يعود من الصين نحو الهند، ثم خراسان وما وراء النهر حيث الأمير وابنه نوح الذي كان يرقب وصول عروسه في بخارى.[11]

وبذلك تكتمل رسالة أبى دلف الأولى ورحلته إلى الهند والصين.



[1] لمزيد من التفاصيل في فتوح الهند راجع ص15 وما بعدها: أبو المعالي المباركبوري: العقد الثمين في فتوح الهند، القاهرة، دار الأنصار.

[2] عثمان بن سعيد: قدوم العرب إلى الهند، ترجمة:حامد بن عبيد، نشر الجمعية اليمنية بالهند، ص8

[3] الفهرست، ص346

[4] معجم البلدان، بيروت، دار صادر، ج3، ص 440

[5] كارل بروكلمان: تاريخ الأدب العربى، ج4، ص 245

[6] شاكر لعيبي: مقدمة لرحلتي أبى دلف مسعر بن مهلهل الخزرجى الينبوعي حوالى 942-952م، مجلة الكوفة، العدد 3، 2013 ص 35.

[7] يتيمة الدهر، المجلد الثانى، ص 977

[8] الفهرست، 346

[9] ينسب السامانيون إلى سامان خداه بن خامتا، فكان دهقانا من دهاقنة بلخ، اسلم على يد الخليفة المأمون، والتحق أحفاده الأربعة فيما بعد بخدمة الخليفة المأمون الذى كافأهم بأن ولى نوحاً حاكماً على سمرقند، وأحمد على فرغانه وعلى على الشاش والياس على هرات، وكان نصر من أنشط أبناء أحمد؛ حيث تسلم في عام 263هـ/ 875م من الخليفة المعتمد مقاليد الحكم في كافة أنحاء هذا الإقليم؛ انظر: الكرديزى: زين الأخبار، ترجمة: عفاف زيدان، القاهرة، دار الطباعة المحمدية، 1982.ص 232 – 233؛ بوزورث: الأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامى، ترجمة: حسين على اللبودي، مراجعة: سليمان العسكري، الكويت، مؤسسة الشراع العرب، ط2، 1995م، ص 150.

[10] يتيمة الدهر، المكتبة الحسينية المصرية، ط1، 1934.جـ3، ص 169.

[11] يوسف بن أحمد حواله:أبو دلف مسعر بن مهلهل الخزرجي الينبوعي رحالة من نوع خاص، الدارة، ص11





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة