• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

التحديات التي تواجه التاريخ الإسلامي

د. عمر بن محمد عمر عبدالرحمن


تاريخ الإضافة: 11/1/2018 ميلادي - 24/4/1439 هجري

الزيارات: 8313

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مكانة التاريخ في الثقافة الإسلاميَّة (10)

التحديات التي تواجه التاريخ الإسلامي

 

لقد ابتُلي التاريخ الإسلاميُّ بكثيرٍ من التحدِّيات التي حاولت تشويهه وطمْسَ معالمه الصحيحة الحقيقية؛ ذلك لأنَّ أعداء الإسلام وتاريخِه يعرفون جيدًا مدى قدرة التاريخ الإسلاميِّ على العطاء وبناء الأجيال، كما يعرفون أثره في تكوين النفسيَّة الإسلاميَّة والوجدان الحرِّ الكريم؛ ولذلك فهُم يرغبون في طمْس هذه الوحدة؛ حتَّى لا يكون التاريخ عاملًا في بناء الأُمَّة الإسلاميَّة من جديدٍ[1].

 

ولذا فإنَّ اليهودَ - أساتذة المكر والخداع والتمويه والتهويل والتضليل- قد ركَّزوا كثيرًا على التاريخ احتواءً وتشويهًا، خاصةً في المناهج التعليميَّة، التي حرَصوا منذ وقتٍ مبكرٍ على احتوائها وتوجيهها تنفيذًا لأغراضهم العدوانيَّة، وهذه الشواهد الصارخة من بروتوكولاتهم خيرُ دليلٍ على ذلك:

 

فقد جاء في "البروتوكول 16": سنتقدَّم بدراسة مشكلات المستقبل بدلًا من الكلاسيكيَّات، وبدراسة التاريخ القديم الذي يشتمل على أمثلةٍ سيئة أكثر من اشتماله على أمثلةٍ حسنة، وسنطمس ذاكرة إنسان العصور الماضية التي قد تكون شُؤمًا علينا، ولا نترك الحقائق التي ستُظهر أخطاء الحكومات في ألوانٍ قاتمة[2].

 

وجاء في "البروتوكول 14": سنُوجِّه عنايةً خاصة إلى الأخطاء التاريخيَّة للحكومات الأمميَّة التي عذَّبت الإنسانيَّة خلال قرونٍ طويلة جدًّا لعجزٍ في فهمها لأي شيءٍ يُوافق السعادة الحقَّة للحياة الإنسانيَّة[3].

 

أي إنَّ اليهود سيُدرِّسون للشباب صفحات التاريخ السوداء؛ ليُعرِّفوهم أنَّ الشعوب عندما كانت محكومةً بالنُّظم القديمة كانت حياتها سيئةً، ولا يُدرِّسون لهم الفترات التي سعدت فيها الشعوب؛ لإقناعهم أنَّ النظام الصهيونيَّ الجديد أفضلُ من القديم الإسلامي؛ لهذا كانت عناية اليهود مركزةً بصفة أدقَّ وأشملَ على التاريخ الإسلاميِّ بقصْد تشويه حقائقه أو طمسها، وإلَّا فاختلاقها وإلصاقها به سهلٌ يسيرٌ على أصحاب المكر والدهاء.

 

ولهذا؛ فقد خصصت الصهيونية العالمية مؤتمر "بلتيمور" - في الولايات المتحدة الأمريكيَّة - من أجل تزييف التاريخ الإسلاميِّ، وإثارة الجدل حول قضايا الشُّعُوبية والباطنية، وتوظيف بعض المواقف الهدَّامة في التاريخ؛ لإضفاء مصطلحات عصريَّة عليها، كما فعلت في وصفها لحركة القرامطة بأنَّها تُمثِّل حركة العدل الاجتماعي، وحركة الزنج التي استغلَّها دُعاة التفسير المادي[4] وأبرزوها في ثوب حركة ثوريَّة تقدُّميَّة، وغيرها كثير.

 

وقد نجح الأعداء من الصهاينة الأعداء والصليبيِّين الحاقدين في كثيرٍ ممَّا أرادوهُ ودبَّروا له - إلى حدٍّ ما - فتشوَّهت بعض معالم ديننا وحضارتنا في أذهان كثيرٍ من الشباب والمثقَّفين، وصاروا يُشكِّكون في مجدِ آبائهم وأجدادهم، ويطعنونَ في قدرتهم العقليَّة أو الفكريَّة، ويهزؤون بمنجزاتهم الحضاريَّة!

 

بل الأدهى والأمرُّ أن نجدَ فُلولًا من المثقَّفين تتصوَّر جيلَ السَّلَف الصالح عبارةً عن رُعاة حُفاة عُراة لا يُجيدون إلَّا الجري وراء لُقمة العيش، ويصطادونها اصطيادًا بعَرقِ الجبينِ تارةً، وبحدِّ السيفِ بطْشًا وعدوانًا تاراتٍ كثيرة أخرى!

 

وهذه الصور الوحشية التي تكوَّنت لدى البعض، ما هي إلَّا نتيجة مسْخٍ أعجميٍّ لتاريخنا، وخلاصة تشويه جاهليٍّ لحضارتنا الإسلاميَّة الزاهرة، وقد ساعدَ على ذلك إعجابُ المخدوعين بزخارف مدنيَّات الغرب والمناهج التحليليَّة المصطنعة[5].

 

ولذلك حينما زار المستشرق الفرنسيُّ شارل بيلا أحد البلاد العربيَّة الإسلاميَّة سأله صحفي عربيٌّ مسلمٌ: ماذا تقرأ: الأدب العربيَّ القديم أم الحديث؟ فأجابَ: "القديم وحده"، فقال له الصحفي: ولماذا لا تقرأ الأدب العربي الحديث؟ فأجابه: "لأنَّه أدبٌ غربيٌّ مكتوبٌ بحروف عربية"[6].

 

فهذه الرؤية الصادقة من هذا المستشرق الفرنسي تصلح تعبيرًا ووصفًا دقيقًا لتلك المحاولات التي يقوم بها أصحاب الفكر المستنير، ويُقدِّمونها للناس! وذلك لأنَّه في حقيقته فكر غربيُّ المنشأ والمضمون، ولكنه مصاغ بألفاظٍ عربيَّة مُنتقاة، ثم يجعلونه حَكَمًا على الفكر الإسلامي، والتاريخ الإسلاميِّ، والحضارة الإسلاميَّة، فينطلق الباحث من ثقافته الغربيَّة، ويُحاول إسقاطها على الإسلام وحضارته ودراسة مفكريه (أي: إنَّه يحكم من خلال خصوصية نمط حضاريٍّ على نمطٍ آخر يختلف عنه اختلافًا جذريًّا، وهذا قطْعًا يقود إلى الخطأ في النتائج التي يصل إليها[7]).

 

والوقائع موجودة في تاريخنا الإسلامي بأسبابها وعِلَلها المعنوية والأخلاقية، فمَن يُطالع هذه الوقائع بعمقٍ وتأمُّل ودراسة وبحْثٍ، يجد أنَّ المدَّ والجزر، والنصر والهزيمة، والازدهار والذُّبول، والغنى والفقر، والتقدُّم والتخلُّف، كل ذلك مرتبط بمقدار صلة الأمة بالإسلام أو انفصالها عنه، وقُربها من تعاليمه أو بُعْدها عنها.

 

وحسبنا في ذلك أنَّ نظرة إلى عصر الخلفاء الراشدين أو الخليفة المصلح المجدِّد عمر بن عبدالعزيز، أو عصر العلم عصر هارون الرشيد، أو عصر نور الدين، أو عصر صلاح الدين - تُرينا إمَّا تمسُّكًا بالدين أو رجعةً إليه، فنرى - بهذه النظرة الفاحصة - ثمارَ التمسُّك والرجعة عِزًّا وازدهارًا، والعكس بالعكس في فتراتٍ أخرى حالِكة في تاريخنا.

نسأل الله أن يرُدَّ لهذه الأُمَّة مجدها وعِزَّها، آمين.



[1] انظر: محاكمة فكر طه حسين؛ للأستاذ/ أنور الجندي، ص203، بتصرف يسير، طبعة دار الاعتصام بمصر 1984م.

[2] بروتوكولات حكماء بني صهيون؛ شوقي عبدالناصر، ص158، طبعة دار التعاون بمصر (بلا تاريخ طباعة).

[3] المصدر السابق، ص141.

[4] وهم يهود؛ لأنَّ جدهم "ماركس" كان يهوديًّا.

[5] راجع: ثقافة المسلم: دراسة منهجية برامجية؛ د/عبدالحميد بوزونيه، ص114، طبعة مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1989م.

[6] الغزو الفكري وموقفنا منه؛ أ.د/ محمد عبدالمنعم خفاجي، ص118، مجلة الأزهر الشريف، 1404هـ 1984مـ.

[7]انظر: المذهبيَّة الإسلاميَّة والتغير الحضاري؛ د/ محسن عبدالحميد، ص145.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة