• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

تمهيد في دراسة علم التاريخ

د. عمر بن محمد عمر عبدالرحمن


تاريخ الإضافة: 5/11/2017 ميلادي - 16/2/1439 هجري

الزيارات: 11325

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مكانة التاريخ في الثقافة الإسلاميَّة (1)

(تمهيدٌ في دراسة علم التاريخ)

 

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أمَّا بعدُ:

فإنَّ التاريخ هو الكنز الثمين الذي يحفظ للأمة مدَّخراتِها في الثقافة والعلم، وهو الذي يمدُّها بالحكمة في كل زمانٍ ومكانٍ تجاه تقلُّب الأحداث، وهو المِفتاح لمغاليق المشكلات المعقَّدة والمعرقِلة لكل نهوضٍ أو إصلاحٍ، وهو المدخل المأمون للقوانين والسُّنن التي تُعين على حلِّ تلك المشكلات، كما أنَّه المنبع الذي خرجت منه جميعُ العلوم الاجتماعيَّة؛ لأنَّه المختبر الحقيقيُّ الذي يمكن أنْ تُقاس به وفيه مدى فاعلية المبادئ والقيم والفلسفات.

 

ولو لم يكن للتاريخ هذا البُعد، لَمَا استحقَّ أنْ يكون عِلمًا، ولما استحقَّ أنْ يكونَ مصدرًا للعبرة في كل زمانٍ ومكانٍ وشأن، ولما أمكن الإفادة منه لغير زمانه، ولَمَا جازَ أن يترتَّب على الفعل التاريخيِّ أيَّة مسؤولية، ولَمَا استطاعَ أنْ يُضيفَ إلى أعمارنا عُمرًا، وإلى عقولنا عبرًا تُغذِّيها.

 

ولا يجادل عاقل في أنَّ تاريخ الأمَّة - أيِّ أمَّةٍ - يُؤثِّر في بناء مستقبلها، كما يؤثِّر في حاضرها وواقعها؛ لأنَّه ذاكرةُ الأمة، وبقدر ما تسلم له وتُحسن التعامُل معه، تقوى شخصيتها، وتبرز قدراتها، ويمتدُّ تأثيرها في غيرها، وبقدر ما تضعف ذاكرة الأمة أو تُسيء الأمة التعامُل مع تاريخها، تذبل وتُمحى شخصيتها، ويظهر ضعفُها، ويقل وزنُها بين الأمم؛ حتَّى تكون دائمًا متأثِّرة بغيرها (غير مؤثرةٍ فيه!).

 

إِنَّ الأمة - أيَّ أمة - لا تشعر بذاتها وشخصيتها الحاضرة على الوجه الصحيح إلَّا إذا كان لها تاريخ، تمامًا كالفرد الذي لا يشعر بكيانه إلَّا من خلال ذاكرته، وفي هذا يقول العلَّامة ابن خلدون: "إنَّ التاريخ فنٌّ تتداوله الأمم والأجيال، وتُشد إليه الركائب والرِّحال، وتسمو إلى معرفته السُّوقة والأغفال، وتتنافس فيه الملوك والأقيال...؛ فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق، وجدير بأنْ يُعدَّ في علومها وخليق"[1].

 

ففقه التاريخ ماضيًا وحاضرًا، ضرورةٌ لكلِّ أمة تُريد أنْ تبقى، ويبقى لها دور، وهو للأمة الإسلاميَّة - بالإضافة إلى ما سبق - شرطٌ من شروط وجودها وحياتها واستمرارها وقيادتها لأمم الأرض؛ حيثُ إنَّ تاريخها هو تاريخ جميع الشعوب والمجتمعاتِ الإسلاميَّة منذ دخَلَها الإسلام حتَّى يوم النَّاس هذا، وإلى ما شاء ربُّ الناس، فهو تاريخٌ ممتد زمانًا طول القرون التي تربو على الأربعة عشر قرْنًا، وممتد مكانًا سعة الرقعة المكانيَّة التي يشغلها من المحيط الأطلسيِّ إلى المحيط الهادي.

 

فهو تاريخ عريق بعراقة الإسلام، ومن خِلال استقرائه تُعرَفُ السُّنن الفاعلة في الحياة، وتُطوى مسافة الزمان والمكان، وتُوجَّه أبصارنا إلى أفق المستقبل، ويمنحنا الحكمة والقدرة على الفهم والموازنة والتحليل والتعليل لكلِّ الأحداث التي تواجهنا في كلِّ زمانٍ ومكانٍ؛ لذلك اعتبرَ القرآن الكريم التاريخَ مصدرًا للمعرفة، ودعا إلى السَّير في الأرض؛ لاستيعاب التاريخ ماضيًا وحاضرًا، بل استنكر الركود والجمود وعدم السعي والاستكشاف الحضاريِّ، فقال تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [الروم: 9].



[1] المقدمة؛ ابن خلدون، ص 9.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة