• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

الأحلاف في الجاهلية

د. إبراهيم عوض


تاريخ الإضافة: 25/10/2017 ميلادي - 5/2/1439 هجري

الزيارات: 40736

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأحلاف في الجاهلية


وكان للأحلاف شأن خطير في حياة الجاهليين، وتتلخص في أن يحلف كل طرف للآخر على التعاضد والاتفاق، وكانوا ينظرون إليها على أن لها قداسة خاصة وحرمة، ويعاملون الحانث بيمينه بأشد أنواع التحقير والازدراء، وتكون بين المتحالفين مواثيق على الوفاء بالالتزامات التي نُصَّ عليها، ويتم إعلان الحلف ليكون معلومًا بين الناس، وقد تُعْقَد الأحلاف لأغراض معينة، فتكون لها آجال محددة، كأن تسعى قبيلة لعقد حلف مع قبيلة أخرى لمساعدتها في صد غزو أو في غزو قبيلة أخرى أو في الأخذ بثأرها منها، ومثل هذه الأحلاف لا تعمَّر طويلًا؛ إذ ينتهي أجلها بانتهاء الغاية التي من أجلها عُقد الحلف، ولم يكن تفكير العرب ليتجاوز، عند عقدهم هذه الأحلاف، مصالح العشائر أو القبائل الخاصة، ولم تكن موجهةً للدفاع عن بلاد العرب جميعًا أمام عدو خارجي.

 

وتُعقَد الأحلاف على النار، وهذه النار تسمى: "نار التحالف"؛ ذلك أنهم كانوا إذا عقدوا حلفًا أوقدوا نارًا ودعوا بالحرمان من خيرها على من ينقض العهد، وقد أشار إلى هذه النار "أوس بن حجر"؛ إذ قال:

إذا استقبلَتْه الشمسُ صدَّ بوجهِه ♦♦♦ كما صُدَّ عن نارِ المهوّلِ حالفُ

كما أشار إليها الكميت:

همُو خوفوني بالعمى هُوَّة الردى ♦♦♦ كما شبَّ نارُ الحالفين المهوّلُ

 

ولا تُعرَف صيغة واحدة معينة للقَسَم الذي يُقسم به المتحالفون: فمنهم من كانوا يقفون عند الأصنام التي يعبدونها ويقسمون بها، ومنهم، وهم أغلب أهل مكة، مَن كانوا يحلفون عند ركن الكعبة فيضع المتحالفون أيديهم عليه فيحلفون، ومنهم من كان يقسم بالآباء والأجداد؛ لِما لهم من مكانة في نفوسهم، ومنهم من كان يحلف عند المشاهد العظيمة أو عند قبور سادات القبائل، فيحلفون بصاحب القبر ويذكرون اسمه على ما يتحالفون عليه، وفي كتب أهل الأخبار والأدب أسماء قبائل يظهر أنها كانت أسماء أحلاف عُقدت في مراسيم خاصة، مثل الرباب والمحاش وما شاكل ذلك من أسماء، وكان من عاداتهم أن يُحضروا في جفنة طِيبًا أو دمًا أو رمادًا، فيدخلون فيه أيديهم عند التحالف ليتم عقدهم عليه باشتراكهم في شيء واحد، وقد يحلفون بالملح وبالماء.

 

وتُدوَّن الأحلاف أحيانًا لتوكيدها ثم تحفظ عند المتعاقدين، وقد تُودع في المعابد، كالذي ورد من تحالف ذبيان وعبس وتدوينهم ما تحالفوا عليه في كتاب أقسموا على اتباع ما كُتِب فيه، وفي شعر زهير بن أبي سلمى يطالعنا قوله:

ألا أبلِغِ الأحلاف عني رسالةً ♦♦♦ وذُبْيان: هل أقسمتمُ كل مُقْسَمِ؟

كما نقرأ في شعر الحارث بن حِلِّزة اليَشُكري البيتين التاليين:

واذكروا حلف ذي المجاز وما قُدِ
دم فيه العهودُ والكُفَلاءُ
حَذْرَ الجَوْر والتعدِّي، وهل يَنْ
قضُ ما في المَهَارقِ الأهواءُ؟

 

إشارة إلى العهود والرهائن التي أُخذت من بني تغلِب وبني بكر للوفاء بما تعاهدوا عليه ودوَّنوه من شروط على "المهارق"؛ أي: القراطيس، وكان الملك عمرو بن هند قد أصلح بين الطرفين بحِلف سُمي: "حلف ذي المجاز"، وأخذ عليهم المواثيق والرهائن، ويتم توثيق العهود والأحلاف والمواثيق بتوقيع المتحالفين وطبع خواتيمهم في أسفلها، وشهادات الشهود على صحة العقود والأوامر الملكية معروفةٌ عند أهل اليمن، وكذلك عند أهل مكة، وهم قوم تجار وأصحاب مصالح، ولهم عقود ومواثيق ومعاهدات مع غيرهم من أهل القُرى وسادات القبائل، ولما كانت مراسيم الأحلاف من الأمور المهمة والأحداث الخطيرة اقترنت مِن أجل ذلك بتقديم الطعام للمتحالفين، فيجلس المتحالفون من جميع الفُرَقاء على طعام واحد؛ كالذي حدث من تقديم عبدالله بن جُدْعان الطعام للمتحالفين في "حلف الفضول"، وقد تكون الوليمة نفسها مظهرًا من مظاهر مراسيم عقد الأحلاف؛ لِما للخبز والملح من أثر عند العرب، فعلى مَن يأكل خبز رجل ومِلحه أن يوفي له؛ ولهذا يعنَّف الغادر ويوبَّخ؛ لعدم مراعاته حرمة الخبز والملح، وهي حرمة تكاد تصل إلى حرمة الدم والرَّحم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة