• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم


علامة باركود

الحزن المضني على فقد الشيخ الحسيني

الحزن المضني على فقد الشيخ الحسيني
د. إبراهيم عبدالغفار الطاهري


تاريخ الإضافة: 21/8/2017 ميلادي - 29/11/1438 هجري

الزيارات: 4834

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحزن المضني

على فقد الشيخ الحسيني

الشيخ القاضي/ فهد عبد المحسن الحسيني

نائب مدير نيابة الأسرة في دولة الكويت

 

قال تعالى: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 23].

 

رحم الله تعالى أخي الشيخ فهد عبد المحسن الحسيني؛ فقد كان زميلي في مراحل الدراسة الثلاث: البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراة.. عرفتُه في ساحات العلم، والدعوة إلى الله تعالى، كان داعيةً بمعنى الكلمة، حصيفًا، مفوهًا، قويَّ الحجة، فطنًا، ألمعيًا، طيبَ المعشر، مهيبًا، لطيفًا مع زملائه، نبيلًا في أخلاقه وتصـرفاته، مربّيًا، مبدعًا في كل أموره، كانت له مواقف مشرفة مع الجميع.

وقد تلقيتُ خبر وفاته بنفسٍ صابرةٍ، ويديَّ مرفوعة بالدعاء له بالرحمة والمغفرة ونيل أعلى درجات الجنان.


من صفات الشيخ وخصاله الحميدة:

1- الالتزام العميق:

كان الشيخ فهد ملتزمًا قلبًا وقالبًا، ويظهر ذلك من خلال كلامه ومعاملته لإخوانه؛ فقد كان يسلك بأفعاله منهجَ السلف الصالح بصدقه وصراحته ونصحه لكل أحد، وهذه نعمة لا يُعطيها الله لأي أحد إلا لشخص التزم بالطهر والسلوك القلبي، وطبَّقَ ما أمر الله به، واجتنب ما نهى الله عنه، واتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم.


2- حسن السمت:

مَن رآه ووقعت عينُه عليه رأى فيه حسن الهيئة والهندام، فكل مَن جلس معه ارتاح لرؤياه وتنعَّم لِلقياه، وكان ذا هيئة حسنة من نظافة وسلوك وسكينة ووقار؛ بحيث يجزم مَن يراه أنه من أهل الصلاح والخير والاتباع والهدى؛ لأن أخلاق الإخلاص والتواضع كانت محفورة في قلبه الطاهر.


3- كثرة ذكره لله عز وجل:

كنتُ أراه في قاعات الدرس كثيرًا قبل حضور الأساتذة لإلقاء المحاضرات.. أراه يذكر الله عز وجل بصوت خافت غير مسموع، ويعرف ذلك من خلال تحريك شفتيه ذاكرًا لله تعالى ومصليًّا على النبي صلى الله عليه وسلم، ولِمَ لا يذكر ربَّه وهو يعلم أن للذكر ثوابًا عظيمًا يوم القيامة؛ فعند الحساب والجزاء لا يُرى ثواب أفضل من ذكر الله عز وجل، فيتحسر عند ذلك أقوام لم يذكروا الله؛ لأنه كان أيسر شيء عليهم في الدنيا.


4- قراءته للقرآن الكريم مع نفسه سرًّا:

رأيتُ الشيخ كثيرًا يتلو كتاب الله عز وجل قَبْل أوقات الصلوات، وبين الأذان والإقامة في مسجد كلية الشريعة في جامعة الكويت، وكان يجلس ويقرأ ويتلو كتاب الله عز وجل في إحدى زوايا المسجد إلى أن يحين وقت إقامة الصلاة، فيقوم لأداء الصلاة.

ورأيتُه كثيرًا يقرأ مع نفسه سرًا القرآنَ الكريمَ بين المحاضرات، وفي قاعات المحاضرات قبل حضور الأساتذة لإلقاء المحاضرات.


5- قلة كلامه:

كان الشيخ فهد رجلاً عاقلاً، يعلم أنه محاسب عن كل كلمة؛ لذا كان يتفكر في كلامه أولاً، فإن كان لله أمضاه، وإن كان لغيره حَبَسه؛ ولذا قلَّ كلامُه، وسكت عن كثير الكلام، فكان يراقب منطِقه بخشية ومراقبة؛ لأن القلب بابٌ مفتوح بكلمات الفضول، وهذه الخصلة -قلة الكلام- تدل على عقل الرجل؛ لأن العقل إذا تمَّ نقص الكلامُ.


6- حضور بديهته وسرعة فهمه:

كان شيخنا محمد خالد المنصور - حفظه الله - له طريقة مثلى في التدريس؛ فقد درسنا عنده في مرحلة الدكتوراة مادة (المقاصد والوسائل في الفقه الإسلامي)، وكان الشيخ يسألنا كثيرًا في قاعات الدرس، وكلما رأيتُ الشيخ محمد خالد المنصور يسأل أخانا الشيخ فهد عن الدرس أو ما يتعلق به رأيته حاضر الجواب، ومتشعب الإجابة، وكان الشيخ فهدسريع الفهم لمحاضرات المشايخ، وكان يظهر ذلك كله من خلال مشاركاته في الدرس ونقاشاته وإضافاته القيمة للدروس.


7- احترامه لمشايخه وتوقيره لهم:

كان الشيخ فهد كلما رأى مشايخه يصافحهم بوقار وخفض الجناح، وكان يسأل عنهم ويثني عليهم أمام زملائه، رأيتُه أكثر من مرة وسمعته يثني على الشيخ/ محمد خالد المنصور، ويقول: (الشيخ متخصص في البحث العلمي وهو ينفع كل طالب يريد الاستفادة).


8- احترامه لزملائه:

كان الشيخ فهدعندما يرى زملاءه في أي مكان، وبخاصة في أروقة وممرات وقاعات التدريس في كلية الشريعة، كان هو المبادر بالسلام على زملائه والسؤال عن أحوالهم.

وكان يتصل بي مرارًا ليسأل عن حالي، وكان في كل اتصال - لاحترامه - لا يبادر بإغلاق الخط إلا أن أغلق أنا الخط، وكان يقوم بتلخيص المواد، ويوزع تلك الملخصات على زملائه، ويساعدهم في فهم الدروس بتلك الطريقة.

كان زينة المجالس ونزهة المجامع؛ فكان يعيش لزملائه ومساعدتهم لا لنفسه؛ يتعب لنستريح، فقد كان حريصًا على إرضاء إخوانه، إن قصَّـر أحدُهم في برِّه ذكرَه، فكان يجدد الود والمحبة والإخلاص والوفاء لإخوانه، كان ناصحًا، نافعًا، ذا توجيه سديد.


9- اهتمامه بكتب العلماء وسؤاله عنها:

كان له اهتمام بكتب العلماء والسؤال عن الجديد منها، وكانت له عناية خاصة بالسؤال عن الطبعات النادرة منها؛ فكان يتصل بي هاتفيًا ويسأل عن طبعات بعض الكتب وعن مظان وجودها وأماكن توفرها، وكان هذا يدل على حرصه على تعلُّم العِلم والاستفادة من الكتب في زيادة المعرفة والتفقه في دين الله عز وجل.


10- تبرعه للمساجد:

في إحدى السنوات، اتصل بي أحد الإخوة هاتفيًا من إحدى الدول الفقيرة، وأخبرني أنهم قاموا ببناء مسجد وقَصُرَت النفقة عن تمام البناء، وأنهم قاموا ببناء المسجد، ولم يستطيعوا بناء سقف المسجد، وأرسلت إلى (20) من الإخوة رسالة عبر الجوال أخبرتهم فيها عن حالة هذا المسجد وحاجته لسقف، فما كان من الشيخ فهد إلا أن اتصل بي وسأل عن حالة المسجد فأخبرته، وتبرع لبناء السقف، وتم بناء السقف للمسجد، وكل ذلك بتبرع الأخ الشيخ فهد، أسأل الله عز وجل أن يتقبل منه سعيه؛ فقد كان حبُّ الخير والإنفاق في أوجه البر محفورًا في قلبه.


11- أمنيته الحميدة:

حدثني الشيخ فهد مرارًا وتكرارًا أنه لم يجد أحدًا يترجم القرآن الكريم للغة البرتغالية، وقال لي أن أكثر من شخص طلب منه ترجمةً لهذه اللغة فلم يجد ترجمة للقرآن الكريم بهذه اللغة، رحمه الله تعالى وغفر له، وأسكنه جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا، وألهم والدَه وأهله وأبناءه وذويه وشيوخه وزملاءه وطلبة العلم؛ الصبرَ والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.


وكتبه بمنطقة فهد الأحمد من مدن دولة الكويت

يوم الثلاثاء 23 ذو العقدة 1438هـ

الموافق: 15 غشت 2017م

راجي رحمة ربه الودود:

الدكتور إبراهيم عبد الغفار عبد الحنان الطاهري الأفغاني

- عفا الله عنه -





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة