• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

وقفة تدبر مع دولة بني عثمان وحالنا الآن

وقفة تدبر مع دولة بني عثمان وحالنا الآن
مصطفى محمود زكي


تاريخ الإضافة: 21/11/2016 ميلادي - 21/2/1438 هجري

الزيارات: 5442

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وقفة تدبر مع دولة بني عثمان وحالنا الآن


مَن منا لم يسمَعْ عن الدولة العثمانية العظيمة العريقة التي نشَرتِ الإسلام في ربوع العالم، وكوَّنتْ دولةً شاسعة متَّسعة الأرجاء؟!

 

ولكن:

هل تعلمون كيف كانت بداية هذه الدولة؟

وكيف نشأت في الأصل؟

ومَن مؤسِّس هذه الدولة العظيمة؟

إن المؤسس الحقيقي للدولة العثمانية هو عثمان بن أرطغرل، والذي نسبت له اسم الدولة، وهؤلاء ينتسبون جميعًا إلى قبائل الترك الذين خرجوا مِن ديارهم هربًا من التتار، بحثًا عن الملاذ الآمن والاستقرار، فخرج سليمان جدُّ عثمان من كردستان إلى بلاد الأناضول، فاستقر في مدينة "أخلاط"[1]، وتُوفِّي وخلفه ولدُه أرطغرل، وسبحان الله، يكمل المسير مع عشيرته هربًا من الهجمات المَغُولية، ولكن يحدث أمر رهيب أثناء المسير[2]؛ إذ وجد جلبةً كبيرة وضوضاء عالية عن بُعْد، فاقترب منها فإذا به يجد جيشًا من النصارى كاد أن ينتصرُ على أحد الجيوش المسلمة السلجوقية.

 

فماذا كانت ردة فعل أرطغرل؟

هل أخذ قبيلته وهرَب وترك المسلمين يُقتَلون، وقال: نفسي نفسي؟

هل وقف متفرجًا مشاهدًا لِما يحدث من مذابحَ، كما يحدث الآن؟

هل تحالف مع أعداء الإسلام، وقدَّم الدعم والمعلومات لهم، وسمَح بالعبور ليقتلوا باقي المسلمين؟

 

لا، بل تحرَّك من فوره مع الأربعمائة مقاتل الذين كانوا معه - بل كانوا كامل قوة القبيلة التي هو زعيمها - ونزلوا إلى أرض المعركة رافعين شعار: الله أكبر، الله أكبر، فزلزل كِيان العدو النصراني، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من النصر، وانقلبَت الأحداث رأسًا على عقب لصالح الجيش المسلم[3].

 

وبعد المعركة قدَّر قائدُ الجيش الإسلامي السلجوقي هذا الموقف البطوليَّ من أرطغرل ومجموعته، فأعطاهم أرضًا في الحدود الغربية بالأناضول، بجوار ثغور الروم[4]، وأتاح لهم فرصة للتوسعة على حساب الروم، وهنا أصبح للسلاجقة المسلمين حليف قويٌّ مشارك في الجهاد ضد الروم[5]، متحدٌ في العقيدة الإسلامية.

 

وبعد هذه الأحداث بدأ العثمانيون في مرحلة جديدة وُجِدت بوجود عثمان بن أرطغرل، الذي تولَّى زمام الأمور بعد أبيه، وأسس الدولة العظمى التي كبِرَتْ يومًا بعد يوم، وكانت لها فتوحات عظيمة، أكبرها فتح القسطنطينية، التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لتفتحن القسطنطينية، فلنِعْم الأميرُ أميرها، ولنِعْم الجيش ذلك الجيش))[6].

 

وبالقطع إذا خضنا في التاريخ العثماني لن يكفيَنا مقالات ومقالات، ولكني أود أن أعقب في عجالة على هذا الأمر:

فمِن الضعف والهرب من المغول إلى الوقوف في صف الحق والمسلمين، رغم أنهم كانوا قرب الانهزام أمام الأعداء.

ومن حالة المطارَد إلى حال القتال صفًّا واحدًا أمام أعداء الله، ومن التشتُّت إلى الانتصارات العظيمة وتأسيس أكبر دولة من أعظم دول العالم، بل أعظمها على الإطلاق.

 

فنصرة الحق - مهما كان الوضع مزريًا - هو أمر مِن رب العزة، وهذا هو تشريع الإسلام بنصرة أخينا المسلم، فما بالنا بحالِ المسلمين اليوم، الذين يُقتلون ويُذبحون في كل لحظة؟ وماذا نحن فاعلون؟!

إننا لاهون، غافلون، غارقون في تحالفات واتفاقيات ومعاهدات مع أعداء الإسلام على إخوتنا المسلمين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

وحال بدايات تكوين الدولة العثمانية العظيمة التي أرهبت العالم النصراني كله، كان مشابهًا لحالنا اليوم من الضياع وحال المطارد، ولكن مع عقيدة صحيحة ومنهج سليم لم يرضَ بذلٍّ وانكسار للمسلمين، ولم يتركهم ينهزمون، فقاتَلَ حتى آخر رمق فيه، فكان النصر من عند الله تعالى، وهكذا نحن إذا أخذنا بمنهج الله وتدابيره وسُننه في الكون، فوالله لنسُودَنَّ الدنيا كلها.

 

فنسأل الله أن يُسخِّر للأمة الإسلامية مَن يُخرجها من كَبْوتها، ويُصحِّح عقيدتها ومنهجها الذي تغير وتبدَّل، وأصبح بعيدًا كل البعد عن شرع الله، فنسأل الله أن يرزقنا فرجًا عما قريب.



[1] مدينة في شرق تركيا الحالية، قريبة من بحيرة وان في أرمنيا.

[2] راجع: علي محمد الصلابي، الدولة العثمانية، ص 41.

[3] راجع: زياد أبو غنيمة، جوانب مضيئة في تاريخ العثمانيين، ص 36.

[4] عبدالعزيز العمري، الفتوح الإسلامية، ص 353.

[5] علي الصلابي، الدولة العثمانية عوامل النهوض والسقوط، ص 41.

[6] مسند الإمام أحمد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة