• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

المدرسة الدينية في سامراء وحساب الجمل

المدرسة الدينية في سامراء وحساب الجمل
د. مصعب سلمان أحمد السامرائي


تاريخ الإضافة: 30/8/2016 ميلادي - 27/11/1437 هجري

الزيارات: 7762

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المدرسة الدينية في سامراء وحساب الجُمَّل

 

تعدُّ المدرسة الدينية في سامراء من المعالم الحضارية والمراكزِ البحثية والهيئات العلمية الرَّصينة، التي تضمُّ مجموعة كبيرة من المدرسين والدارسين للعلوم الشرعية، سواء علوم الآلة أو علوم الجادة، ويُدرَّس في أروقتها الفقهُ وأصوله، والحديث النَّبوي وعلومه، والتفسير ومناهجه، وعلوم اللُّغة؛ من النحو والصرف والأدب والبلاغة، والتاريخ بمراحله، والمنطق والعقيدة، ودروس الأخلاق والتصوف، وغيرها من العلوم والفنون.

 

وتستقطِب الطلبةَ من كلِّ مكان، ومنذ تأسيسها إلى يومنا هذا عامرة قائمة برسالتها ومنهجها، وكنتُ ممَّن مَنَّ الله عليه من جملة طلبة العلم الذين تخرَّجوا فيها.

 

وقد أُسِّست المدرسة الدينية في سامراء في عهد السلطان العثماني عبدالحميد الثاني رحمه الله عام (1309 هـ)، وأمَر أن يعيَّن فيها مدرسٌ من العلماء الأفاضل فطِن دَيِّن سياسيٌّ، فانتخب المرحوم المبرور الشيخ محمد سعيد أفندي النقشبندي أبو بهاء الدين.

 

ولما قدم المرحوم الشيخ محمد سعيد أفندي النقشبندي إلى سامراء ارتجَّت له أركانها، واستُقبل استقبالًا رائعًا لم يسبق لغيره، وكان موضع هذه المدرسة دُورًا للآهلين، وحيث إنَّه ملاصق للجامع الكبير، وفي قرب الحضرة الشريفة لسادتنا علي الهادي وابنيه الحسن العسكري وجعفر الزكي، وبقية عائلته رضي الله عنهم، وفي وسط البلدة.

 

أحب الشيخ محمد سعيد أفندي النقشبندي أن تكون المدرسة بهذا الموضع لهذه المعاني، فأقنع أهلَ البيوت بمعرفته، وحسن سيرتِه وأخلاقِه، واشتراها منهم بالثَّمن الذي أرضاهم به عن طيب نفسٍ، وعمَّرها تعميرًا بديعًا رصينًا.

 

وقد ابتدأ في بنائها عام (1314 هـ)، وانتهى منها في عام (1316 هـ)، وكتب التاريخ المذكور على بابها في أبيات من نَظم الشيخ مصطفى أفندي الخطيب الشهربنلي الذي هو عم "عطا أفندي" الخطيب مدير منطقة الوقف آنذاك فقال:

لقد أشرقتْ بالعلم مدرسةُ الهدى
فلاحتْ شموسٌ واستهلَّ سعود
وقد جاورتْ أبناء بنت نبيِّنا
فبالقرب من آلِ النَّبي تسودُ
بأمر أميرِ المؤمنين إمامنا
خليفة خيرِ الخلقِ وهْو حميدُ
فأمَّا مفيد العلم فيها فأرَّخوا
فيم وأما حظها فسعيد

 

وما زالت هذه الأبيات شاهدةً قائمة على جدار المدرسة، وقد حفظتُها منها مباشرة عندما كنتُ طالبًا في المدرسة المباركة في تسعينيَّات القرن الماضي، وهنا تظهر العلاقة بين المدرسة الدينيَّة بزمانها ومكانها، ومشايخها وطلَّابها ومخرجاتها، من أول يوم تأسَّستْ فيه يومنا هذا، وبينَ حساب الجُمَّل بالضم والتشديد الذي هو عبارة عن طريقة حسابية تُوضَع فيها أحرف الهجاء العربية مقابل الأرقام؛ وذلك بأن يأخذ الحرف الهجائي القيمة الحسابيَّة للعدد الذي يقابله.

 

وأكثر ما يَستعمله المشارقة هو الجمَّل الكبير، ومشايخ المغاربة يعتنون بشأن الجمَّل الصغير.

 

ويقوم حساب الجُمَّل، الذي يسمَّى أيضًا حساب الأبجدية، على حروف أبْجَد أو الحروف الأبجدية، وهي: (أبْجَد، هوَّز، حطِّي، كَلَمُن، سَعْفَص، قَرَشَتْ ، ثَخَذ، ضَظَغٌ).


ومجموع الحروف ثمانية وعشرون حرفًا؛ تسعة منها للآحاد وهي: (أ، ب، ج، د، ه، و، ز، ح، ط)، وتسعة للعشرات، وهي: (ي، ك، ل، م، ن، س، ع، ف، ص)، وتسعة للمئات وهي: (ق، ر، ش، ت، ث، خ، ذ، ض، ظ)، وحرف للألْف وهو: (غ).

 

وتكون قيمة الحروف على النحو التالي:

(أ = 1)، (ب = 2)، (ج = 3)، (د = 4)، (هـ = 5)، (و = 6)، (ز = 7)، (ح = 8)، (ط = 9)، (ي = 10)، (ك = 20)، (ل = 30)، (م = 40)، (ن = 50)، (س = 60)، (ع = 70)، (ف = 80)، (ص = 90)، (ق = 100)، (ر = 200)، (ش = 300)، (ت = 400)، (ث = 500)، (خ = 600)، (ذ = 700)، (ض = 800)، (ظ = 900)، (غ = 1000).

 

وقد استعمل العربُ هذا النوعَ من الحساب منذ العصر الجاهلي إلى صدر العصر العباسي طريقتين للعدِّ الحسابي، فكانوا إذا أرادوا أن يسجِّلوا عددًا في البيع والشراء دوَّنوه كتابة بالحروف.

 

ثمَّ شاع استعمال هذه الطَّريقة في العصر المملوكي فيما عُرف بالتاريخ الشِّعري الذي ظلَّ معروفًا مستعملًا إلى زمن قريب.

 

والتاريخ الشعري يقوم على إيراد الحدَث المؤرَّخ له ضمن بيتٍ من الشِّعر أو قِسْم منه، ويكون غالبًا بعد كلمة أرِّخ أو أحد مشتقاتها.

 

وقد استعمل هذا الحساب لأغراض كثيرة في التأريخ للمعارك، والوفيات، والأبنية وغيرها.

 

وتتميَّز هذه الطريقة بالاختصار وجمعِ الأعداد الكثيرة في كلمةٍ واحدة أو كلمات، وهذا ما جعل حساب الجمَّل سهلَ الاستخدام في نَظْم العلوم والمعارف وتاريخ الأحداث.

 

كما يمكن أن يكون نوعًا من التَّعْمية أو التَّشْفير؛ بتحليل الأعداد المعطاة إلى مجموعة حروف مكوِّنةً بذلك لُغْزًا أو شفرة.

 

ومما ينبغي أن ينبَّه عليه هو أنَّ هذا النَّوع من الحساب في التاريخ لا غبار عليه من وجهة النَّظر الشرعيَّة؛ لأنَّ الأمر من قَبيل الاصطلاحات، فهو من المباحات.

 

وبناء على ما تقدَّم يظهر أنَّ تاريخ انتهاء بناء هذه المدرسة المباركة هو عام (1316 هـ) على وَفْق حساب الجمَّل، ويعدُّ دليلًا قاطعًا على أصالتها وانتسابها للزَّمان الحقيقي، بعيدًا عن أيِّ شبهة أو تشكيك في ذلك.

 

في الوقت الذي أشارت الأبيات المتقدِّمة إلى تحديد مكانها، وجهة صدور الأمر العثماني بتأسيسها، مع الإشارة إلى المدرِّس الأول فيها.

 

ومن نِعم الله المتناهية وأفضاله المتواترة ديمومة هذا المدرسة مع كلِّ الصعوبات التي تمر بها.

 

رحم الله مَن مضى وسلَف، وحفِظ مَن بقي وخلف.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة