• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

الحالة الفكرية والثقافية في عصر أ.د. محمد شوقي الفنجري

أحمد محمد عاشور


تاريخ الإضافة: 24/5/2016 ميلادي - 17/8/1437 هجري

الزيارات: 3958

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحالة الفكرية والثقافية في عصر أ.د. محمد شوقي الفنجري


كانت الحياة الثَّقافيَّة والفكريَّة - أثناء الاحتلال الأجنبي - شبه ميتة، حيث انتشرت الأمِّيَّة، وشاع الجهل، وعاش الشَّعب في ظلمات الجهل والتَّخلُّف، لا يعرف ما له وما عليه.


وكانت هذه السِّياسة مقصودةً ليظلَّ الشَّعب خاضعًا للاحتلال.


«فاقتصر التَّعليم على أبناء الباشوات، والأغنياء، وبعض من أبناء الطَّبقة المتوسِّطة؛ لارتفاع نفقاته، أمَّا الغالبيَّة العظمى من الفلَّاحين والعمَّال فقد حُرِمُوا مِن نور العلم والثَّقافة» [1].


ثُمَّ جاء الغزو الفكريُّ على يد المستغربين من تلاميذ الغرب؛ فأفسدوا التَّعليم ووسائل الإعلام.


أمَّا إفساد التَّعليم: فكان عن طريق وضع الاستعمار لمناهجَ تعليميَّةٍ تخرج أجيالًا ممسوخة، لا تعرف دينها، ولا رسالتها، كما عمل الاحتلال على تشجيع الإعلام اللَّاديني والمدني بكل وسائل التَّرغيب والتَّشجيع، ومحاربة التَّعليم الدِّيني، ووضع العقبات الَّتي تعوق تقدُّمه ونهضته.


يقول الرَّافعي: «والاحتلال هو المسئول عن انتشار الجهل والأمِّيَّة، فهو بسياسته التَّعليميَّة قد حال دون تعليمهم، وتهذيبهم، وتثقيفهم؛ فَحُرِمُوا نورَ العلم، والتَّربية الأخلاقيَّة الدِّينيَّة» [2].


وإفساد الإعلام كان ببثِّ الدَّعوات الهدَّامة، والتَّرويج للمذاهب الضَّالَّة، وإشاعة الرَّزيلة، وتهييج الشَّهوات، والهجوم على الثَّوابت الإسلاميَّة، وشغل النَّاس بالأشياء التَّافهة مثل أخبار الفنِّ والرِّياضة.


وعمل الاحتلال على إحياء العصبيَّات العرقيَّة باسم القوميَّة، والوطنيَّة؛ لتفتيت وَحْدَةِ الأمَّة، وإثارة الفتن الطَّائفيَّة بين أبناء البلد الواحد؛ ليفرق بينهم، ويسوِّد عليهم، وبعد ثورة يوليو1952م أصبح التَّعليم مجانيًّا، وفي متناول الجميع.


ولكن بقيت آثار الغزو الفكريِّ في مناهج التَّعليم ووسائل الإعلام، وسرى اتِّجاه التَّغريب، وعلمنة التَّعليم، وإحياء العامِّيَّة، وكتابة الحروف باللَّاتينيَّة.


وعلى الرغم من ذلك فقد كانت هناك جهود علميَّة في هذا العصر، حيث زخر هذا العصر بأكابر العلماء، والمصلحين، والمجدِّدين، وذلك في شتَّى العلوم والمعارف، ولكن للأسف لم يكتب الازدهار لهذه الصَّحوة العلميَّة والفكريَّة، ولم يكن لها التَّأثير الفعَّال على العرب، وعلى المسلمين لعدَّة أسباب من أهمها:

1- أنَّ العلماء في هذه الفترة أغفلوا دراسة الحقبة المثاليَّة من تاريخ الإسلام (عصر الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والخلفاء الرَّاشدين) دراسة وافية، وبذلك عجزوا عن معرفة الأسباب الحقيقيَّة للوصول إلى المجتمع المثاليِّ القائم على الحقِّ والعدل، والذي ينشد صالح الإنسان ورقيه وامتيازه [3].


2- أنَّهم بحثوا مشاكل مجتمعهم وما أكثرها!، كلُّ مشكلة على حِدَة، برغم ترابط جميع المشاكل بعضها البعض، أو حاولوا علاج جميع المشاكل مرَّة واحدة، وبذلك لم تنل كل مشكلة قسطها الكافي من الدِّراسة والتَّمحيص [4].


3- تأثَّر بعض الكُتَّاب والأدباء وغيرهم بالأفكار الوافدة من شيوعيَّة، واشتراكيَّة، وماركسيَّة، وغيرها، ولا شكَّ أنَّ هذه الفسلفات، وتلك الأفكار تُحارب الدِّين الإسلاميَّ [5].


وفي ظلِّ هذا الجوِّ الَّذي أعرض فيه النَّاس عن تعاليم الدِّين، وعن جعله شريعة يحتكمون إليها وينقادون لها، كان للأزهر الشَّريف دوره في توجيه النَّاس وإرشادهم، إلى تعاليم دينهم الحنيف، بالإضافة إلى وزارة الأوقاف الَّتي قامت ومازالت تقوم بنشر تعاليم الإسلام في الدَّاخل والخارج.


والدُّكتور الفَنْجَرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ بطبيعة الحال كان من أبناء الطَّبقة المتوسِّطة فوالده الأستاذ شَوْقِي الفَنْجَرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ عمل مديرًا للبنك العقاري، وهي وظيفة مرموقة أتاحت له أنَّ يلحق أولاده الأربعة بالتَّعليم، غير أنَّ نجم الأستاذ الدُّكتور مُحَمَّد شَوْقِي قد لمع وبرز، وأكمل دارسته، وساهم بجهده وفكره في تنوير المجتمع، والمساهمة في حلِّ القضايا الفكريَّة، تجلَّى ذلك في مؤلَّفاته ومحاضراته، وأبحاثه العلميَّة [6].


تَعْقِيبٌ:

هذه هي أهمُّ ملامح عصر الأستاذ الدُّكتور مُحَمَّد شَوْقِي الفَنْجَرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ في نواحيه المختلفة، السِّياسيَّة، والاقتصاديَّة، والاجتماعيَّة، والفكريَّة، وهذا هو الجوُّ الَّذي عاش فيه، وتعامل معه، وتأثَّر به.


لقد عاش الرَّاحل الكريم عصره، وتحرَّك في مجتمعه، وتفاعل معه، وقام بنشاط علميٍّ في التَّأليف والتَّدريس.


وبعد، فلا يملك الباحث في سيرة الدُّكتور الفَنْجَرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ إلَّا أنَّ يَدْعُوَ اللهَ تَعَالَى أنَّ يَتَغَمَّدَهُ بِوَاسِعِ رَحْمَتِهِ، وَأَنْ يَجْعَلَ جُهْدَهُ وَعِلْمَهُ فِي مِيزَانِ حَسَنَاتِهِ.



[1] في أعقاب الثَّورة المصريَّة -ثورة 1919م- ، عبد الرَّحمن الرَّافعي، ج2، ص344، ، ط3، سنة 1988م، دار المعارف، القاهرة.

[2] مصر والسودان في أوائل عهد الاحتلال، عبد الرَّحمن الرَّافعي، ص 214، ط4، 1404هـ، دار المعارف، القاهرة.

[3] أضواء على النُّظم والثَّقافة الإسلاميَّة، عبد الغفَّار عزيز وآخرون، ص26، ط1، 1403هـ، مؤسَّسة الوفاء للطِّباعة، مصر.

[4] المرجع السَّابق، ص26.

[5] دراسات في الاستشراق، وردُّ شُبَه المستشرقين حول الإسلام، علي شاهين، ص41 بتصرُّف، ط1، دار الطِّباعة المحمَّديَّة، القاهرة.

[6] كما سأوضِّح في الفصل الثَّالث من الرِّسالة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة