• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ


علامة باركود

الحالة الاجتماعية في عصر الدكتور شوقي الفنجري

الحالة الاجتماعية في عصر الدكتور شوقي الفنجري
أحمد محمد عاشور


تاريخ الإضافة: 17/5/2016 ميلادي - 10/8/1437 هجري

الزيارات: 4859

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحالة الاجتماعية في عصر الدكتور شوقي الفنجري


يُقصد بالحالة الاجتماعيَّة في بلد من البلاد ((ذكر طبقات المجتمع في هذا البلد من حيث الجنس، والدِّين، وعلاقة كلٍّ من هذه الطَّبقات بعضها ببعض، ثُمَّ بحث نظام الأسرة، وحياة أفرادها، وما يتمتَّع به كلٌّ منهم من الحرِّيَّة، ثُمَّ وصف الأعياد، والمواسم، والولائم، والحفلات، وأماكن النُّزهة، وصفة المنازل، وما فيها من أثاث، وطعام، وشراب، ولباس، وما إلى ذلك من مظاهر المجتمع)) [1].


وإذا نظرنا إلى العالم الإسلاميِّ عامَّة، ومصر بصفة خاصَّة في فترة نشأة الدُّكتور شَوْقِي الفَنْجَرِيِّ - رَحِمَهُ اللهُ -؛ فإنَّنا نجدها كما سبق أن بيَّنت، تعيش في ظلال الاحتلال الأجنبيِّ الَّذى استبدَّ النَّاس، واستنفذ خيرهم، بالإضافة لظلم واستبداد الملك وحاشيته، وتدهورت حالة الأمَّة الاجتماعيَّة تدهورًا بالغًا.


ويُمكن تقسيم المجتمع أيَّام الاحتلال إلى ثلاث طبقات، وهم: [2]

الأُولَى: الطَّبَقَةُ الخَاصَّةُ: وهي من الأغنياء، والكبراء، وبعض المثقَّفين، وقد اتَّجهت تلك الطَّبقة في مجموعها وجهة الولاء للاحتلال، والحياة التَّعصبيَّة، واجتمع إلى ذلك الإسراف في التَّرف، والبذخ، والرَّغبة في الظُّهور الكاذب، واقتباس مفاسد المدنيَّة الغربيَّة دون محاسنها؛ فصارت هذه الطَّبقة في مجموعها عنوان الانحلال في الوطنيَّة، والأخلاق، وأداة للاحتلال الأجنبيِّ في البلاد [3].


الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ: الطَّبَقَةُ المُتَوَسِّطَةُ: وهي ((تلك الفئات ذات الطَّبيعة المركَّبة (أو المزدوجة)، والَّتي تتعدَّد وظائفها، ولكن يجمع بينها احتلالها لموقع أو مكان وسط بين هؤلاء الَّذين لا يملكون وكبار الملَّاك، وهذه الفئات تضمُّ ضمن ما تضمُّ من عناصر وفئات: ضبَّاط الجيش، وموظَّفِي جهاز الدَّولة، وأرباب المهن الحرَّة، والتُّجَّار، وملَّاك الأراضي المتوسِّطين)) [4].


وقد قامت الطَّبقة الوسطى بدور بالغ الأهمِّيَّة في النِّضال السِّياسيِّ، والاقتصاديِّ، والاجتماعيِّ، والثَّقافيِّ منذ أواخر القرن التَّاسع عشر.


وكان لها دورها المشهود في التَّصدِّي لقوَّات الاحتلال الأجنبيِّ، وفى جهود التَّحديث والسَّعي من أجل الدِّيمقراطيَّة، وتطوير الثَّقافة الوطنيَّة.


وخرجت من صفوفها كلُّ التَّيَّارات الفكريَّة، والقُوَى السِّياسيَّة المعاصرة: قوميَّة، وليبراليَّة، وإسلاميَّة، واشتراكيَّة.


وقد كان الدُّكتور الفَنْجَرِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - من أبناء هذه الطَّبقة المتوسِّطة حيث كان والده موظَّفًا يعمل مديرًا لمحلج بنها، كما عمل مديرًا للبنك العقاريِّ.


الطَّبَقُة الثَّالِثَةُ: وهي الطَّبقة الفقيرة من الفلَّاحين، والعمَّال، وهم أغلبيَّة الشَّعب، وقد ساءت حالتهم أيَّام الاحتلال.


((فالاحتلال هو المسؤول عن انتشار الجهل والأمِّيَّة بينهم طوال أكثر من سبعين سنة، فهو بسياسته التَّعليميَّة قد حال دون تعليمهم، وتهذيبهم، وتثقيفهم؛ فحُرِمُوا نورَ العلم، والتَّربية الأخلاقيَّة، والدِّينيَّة، وساءت حالتهم المادِّيَّة، والمعنويَّة)) [5].


فكان المجتمع المصريُّ في فترة نشأة عالمنا الكريم يئنُّ بالمشاكل الاجتماعيَّة، والآفات الأخلاقيَّة، والفوارق الطَّبقيَّة، وكان الدُّكتور الفَنْجَرِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ- يتألَّم لهذه الأوضاع، ويتفكَّر فيها، وظلَّت عالقةً بذهنه، وشاغلةً لتفكيره، حتَّى إذا ما استقرَّ له الحال، وأصبح ميسور المال [6]؛ رأى أنَّ مِنْ واجبه خدمةَ بَلَدِهِ ومجتمعه عن طريق الاهتمام بالعلم، ومساعدة الطَّلبة النَّابغين والمحتاجين؛ فأوقف جزءًا من ماله لدعم الطَّلبة المصريِّين بجامعة الأزهر، والوافدين، وأوقف جزءًا آخرَ من المال؛ لمساعدة الفقراء، واليتامى، والمحتاجين، كما أوصى بذلك الشَّرع الحنيف.


وكان رائدًا في هذا المجال، وله جهد رائع حيث أوقف ما يزيد على الثَّلاثة ملايِّين جنيهًا مصريًّا لمثل هذه الأعمال الخيريَّة، والَّتي لا يزال نفعها مستمرًا بعد وفاته.


فَاللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الجُهْدَ فِي مِيزَانِ حَسَنَاتِهِ، وَيَسِّرْ لَهُ كُرُبَاتِ الآخِرَةِ كَمَا كَانَ يُيَسِّرُ عَنِ المُعْسِرِينَ، وَكُنْ لَهُ يَا رَبَّ العَالَمِينَ كَمَا كَانَ يَسْعَى فِي خِدْمَةِ طُلَّابِ العِلْمِ المُجْتَهِدِينَ، إِنَّكَ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيْهِ.



[1] تاريخ الإسلام السِّياسي، والدِّيني، والثَّقافي، والاجتماعي، حسن إبراهيم حسن، ط10،1982م، ج 2 ص395، مكتبة النَّهضة المصريَّة، القاهرة.

[2] مصر والسُّودان في أوائل عهد الاحتلال، عبد الرَّحمن الرَّافعي ص:195بتصرف يسير، ط4، 1984م، دار المعارف، القاهرة.

[3] تاريخ الإسلام السِّياسي، والدِّيني، والثَّقافي، والاجتماعي ص399، مرجع سابق.

[4] دراسات في الحركة التَّقدُّميَّة العربيَّة د. إسماعيل صبري عبد الله، التَّنمية المستقلَّة، ص: 235، ط1، يونيو 1987، مركز دراسات الوحدة العربيَّة، بيروت- لبنان.

[5] مصر والسُّودان في أوائل عهد الاحتلال، عبد الرَّحمن الرَّافعي ص:214،ط4، 1984م، دار المعارف، القاهرة.

[6] وقد تكونت ثروته نتيجة عمله بمصر، بالإضافة إلى عمله خارجها خاصة بالمملكة العربية السعودية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة