• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / الثقافة الإعلامية


علامة باركود

الأذكياء الفصحاء وسحر الجماهير

الأذكياء الفصحاء وسحر الجماهير
علي الغامدي


تاريخ الإضافة: 28/12/2015 ميلادي - 17/3/1437 هجري

الزيارات: 6948

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأذكياء الفصحاء وسحر الجماهير

 

مما ثبت عن الجاهلية العربية أنها سجدت للبيان، ثم بعد ذلك سجدت للأصنام، بل إن كثيرًا منهم رجع إلى رشدِه وهَجا الأصنام، لكن لم نسمع أحدًا قد هَجا البيان.

 

والبيان له مكانة وطعم خاص عند العرب، وله فعل السحر في نفوسِهم.

في زخْرف القول تزيين لباطلِه
والحقُّ قد يَعتريه سوءُ تَعبيرِ
تقولُ: هذا مجاج النَّحل تَمدَحُه
وإن ذممتَ فَقُلْ: قَيءُ الزَّنابيرِ
مَدحًا وذمًّا وما جاوزتَ وصفَهما
حسْنُ البيان يُري الظَّلماءَ كالنُّورِ

 

لذلك نجد الشعراء والفصحاء في الجاهلية وبعدها كذلك لهم دور كبير في خفض قبيلة وفي رفع أخرى إلى أسمى المعالي، ولك أن تتأمل هذه الأبيات لجرير وكيف رفع أقوامًا وخفض آخرين:

يقول في الافتخار بقومه:

ألستُم خيرَ مَن ركبَ المَطايا ♦♦♦ وأندى العالَمين بُطونَ راحِ؟!

 

وقال في هجاء رجل من نمير:

فغضَّ الطَّرف إنَّك مِن نُمَير ♦♦♦ فلا كَعبًا بلغْتَ ولا كِلابَا

 

وقال في مدح بني تَميم:

إذا غضبتْ عليكَ بنو تَميمٍ ♦♦♦ حسبتَ الناسَ كلَّهُمُ غِضابَا

 

لذلك كان لزامًا على كل قبيلة أن يكون لديها شاعر يَمتاز بالفصاحة والذكاء، يُختار بمُواصفات وبعناية خاصة؛ حتى ينافح ويذب عنها هجوم المناوئين والأعداء، ويسوق لها ويمدحها في المحافل والمنتديات، لقد كان بمثابة وسائل الإعلام ووكالات الأنباء في العصر الحديث التي تتخذها الدول لتسويق سياساتها ومبادئها لدى الجماهير.

 

وتأييدًا لهذا القول ومدى تأثيره؛ يقول الحبيب عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي يرويه ابن عمر رضي الله عنهما: إنَّ مِن البيان لسِحرًا؛ أخرجه البخاري في صحيحه.

 

هذا في البيان إذا كان منفردًا، فكيف يكون الحال إذا اجتمع معه ذكاء وحسْنُ بيانٍ وفَصاحة لسان؟!

لا شكَّ أن مدى تأثيره سيكون كبيرًا، وكبيرًا جدًّا لدى شريحة كبيرة من أبناء المجتمع، وخاصة لدى الطبقة المثقَّفة.

تكمن إيجابية وخطورة هذا الأمر بما يَحمله هذا الرمز من فكْر ومُعتَقَد.

 

كان ابن عباس رضي الله عنهما فصيحَ اللسان، قويَّ الحجة، فنفع الله به الكثير عند وقوع فتنة الخوارج، ورجع الكثير منهم إلى الحق، وعلى النقيض من ذلك استطاع قادة ورموز الخوارج في إغواء أتباعهم بفصاحة ألسنتهم وتلبيسهم الحق بالباطل.

 

ولعل سبب طرحي لهذا الموضوع هو ما نراه في وقتنا الحاضر من وجود عدد كبير من الأذكياء والفُصَحاء الذين يتصدرون وسائل الإعلام، ولهم تأثير كبير على شريحة واسعة من أبناء المجتمع، وخاصَّة المثقَّفين منهم.

 

مما يمتاز به هؤلاء الفصحاء الأذكياء أنهم يضَعون غشاوة على أعين وأفئدة معجبيهم ومريديهم، فلا يدَعونهم يميزون بين الغث والسمين، ولا بين الحق والباطل في أحاديثهم الساحرة الأخاذة بالألباب والنفوس، بل تجد هؤلاء المُعجَبين يتشرَّبون كلَّ ما يقولون وهم عامهون في سكرة الإعجاب، وهنا يكمن الخطر.

 

والسؤال الذي يطرَح نفسه: هل هذا الأمر مُقتَصِر على العرب دون غيرهم من الأعراق والمجتمعات والثقافات؟

والجواب على ذلك: كلَّا سنجده عامًّا، ولكن العرب من أكثر الأعراق تأثُّرًا بهذا الأمر؛ نظرًا لغلبة العاطفة الجامِحة على تكوينهم النفسي والوجداني.

 

ولعلَّ مناط الحكم على هذا السحر البياني هو مدى قربِه وبُعدِه عن الحق الإلهي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة