جمع المادة الصحفية

جمع المادة الصحفية

إذا خصصنا الحديث عن الدور الذي تلعبه تكنولوجيا الحاسبات في مجال الإنتاج الإعلامي على الجانب الصحفي، فإننا يمكن أن نقول أنها أصبحت تدخل في هذه العملية الإنتاجية بشتى مراحلها (خليل، اللبان، 2000، 67)، بدءاً بعملية جمع المواد الصحفية من مصادرها المختلفة، بعضها داخلي وبعضها خارجي، وتوصيلها إلى مقر الصحيفة، ومعالجة المادة الصحفية التي تنطوي على عمليات متداخلة، كاختيار المادة التي تتلاءم وسياسة الصحيفة وتصنيفها ضمن فئات رئيسية بما يخدم عملية التبويب أو خلق عبوات إخبارية، والعمليات التي تطرأ على المادة الصحفية من تحرير (إعادة كتابة) تشمل عمليات الإضافة أو الحذف لبعض الفقرات أو تعديل بعض الأرقام أو تصويب بعض الأسماء أو الصفات، واختيار العناوين المناسبة والصور الملائمة لطبيعة الحدث، فضلاً عن عمليات المراجعة والتصحيح بأنواعه (خطاب، 2010، 67)، ولتوضيح ذلك سنتناول عمليات التحرير الصحفي بشكل أوسع:

عملية جمع المادة الصحفية:

تطورت عملية جمع المعلومات بالنسبة للصحفي من الاتصال اللفظي إلى البريد والحمام الزاجل حتى أنظمة التلغراف وأنظمة الهاتف والفاكسميل حتى وصلنا الآن إلى توظيف أنظمة اتصال الحاسب الإلكتروني: المتمثلة في نهاية طرفية للحاسب الإلكتروني يحملها المحرر في ميدان العمل مكان التغطية الإخبارية ويرسل منها عن طريق ربطها بخط هاتفي ومعدل (Modern) إلى مقر الصحيفة (علم الدين، 1990، 93 - 122)، وأحدثها ظهر عام 1990 وهي عبارة عن حاسب إلكتروني صغير متنقل Computer portable Micro يصلح خصيصا لصحفيين لمساعدتهم في مهامهم السريعة، وزنه أقل من 6 كيلو جرام ويبلغ قطر شاشته 12 بوصة، ويعمل ببطارية تغنيه عن الحاجة إلى التيار الكهربي ومن أهم مميزات هذا الجهاز قدرة على إرسال المواد الصحفية المطبوعة من الصحفي في موقع الحدث إلى المركز الرئيسي لجريدته عن طريق الاتصال التليفوني بعد ربطة بالجهاز عن طريق جهاز التعديل أو ال Modern متخطيا بذلك كفاءة جهاز الفاكسميلي من حيث السرعة والتفاعل مع المستقبل حيث تدخل المادة في ذاكرة الحاسب الإلكتروني الرئيسي لجهاز التحرير في الجريدة وبذلك يقدم للصحافة أسرع وسيلة اتصال فوري سواء بين الصحفي وجريدته أو بين الجريدة ومكاتبها ومراسليها ومطابعها ومراكز توزيعها وإعلاناتها (علم الدين، 2000، 249).

وفي مايو عام (1993) طرح جهاز جديد في الأسواق وصفته الدوائر العلمية بأنه أهم ابتكار تكنولوجي منذ اختراع الهاتف، فهو يجمع في جهاز واحد بين وظائف القلم، الدفتر، المفكرة الإلكترونية، الهاتف النقال، الحاسب الاليكتروني النقال، اللاسلكي ويطلق عليه "جهاز الاتصالات الشخصية" أو "المساعد الشخصي الإلكتروني" ويزن هذا الجهاز أقل من كيلو جرام ولا يزيد حجمه عن حجم كتاب متوسط، وثمنه حوالي آلفين دولار، ويحتوي داخله على حاسب إلكتروني صغير من طراز ثيوتن، ويمكن الكتابة على حيز من شاشته، فيقوم بترجمة الرسائل الخطية إلى الكتابية ويخزن المعلومات في ذاكرته ويمكن استدعاء هذه المعلومات عند الحاجة التقليدية، وبذلك تنتقي الحاجة التقليدية إلى لوحة المفاتيح الموجودة في داخل أي جهاز حاسب إلكتروني وإلى جانب ذلك يحتوي الجهاز على جهاز هاتف نقال مدمج حيث يمكن كتابة رسالة خطية وإرسالها إلى شخص أخر عبر الخطوط الهاتفية بأسلوب يشبه أسلوب الفاكسميل وهناك طراز آخر من هذه الأجهزة يمكن بواسطة إرسال الرسائل الإلكترونية واستقبلها (علم الدين، 2000، 249، 250).

ترد المواد المقروءة إلى الصحيفة من مصادر متعددة، سواء اعتمدت على جهود المحررين أنفسهم أو استعانت بوسائل الاتصال الأخرى، فعن طريق الاتصال اللفظي، والمحادثات الهاتفية، ورسائل البريد، والتلغرافات والاتصالات السلكية واللاسلكية، ونظم الإرسال عن بعد (الفاكسيملي) وأخيراً نظم الإرسال والنسخ المرتبطة بالحاسبات الآلية والحاسبات المحمولة في مواقع الأحداث عن طريق هذه المصادر تتجمع المواد والنصوص المقروءة وتصب في صالة التحرير، حيث تبدأ رحلتها الفنية والتحريرية والإنتاجية لها، إلى أن تأخذ طريقها للطبع (محمود، 1997، 40).

ويمكن رصد التحولات التي تشهدها طرق جمع المواد الصحفية من المصادر المتعددة بفضل استخدام تكنولوجيا الاتصال الحديثة في التالي: (خطاب، 2010، 68).

1. الحصول على المعلومات الصحفية من وكالات الأنباء.

2. الصحف والمجلات الوطنية والأجنبية.

3. الأرشيف (قسم المعلومات): هو بنك كبير للمعلومات يضم سجلاً كاملاً للموضوعات التي سبق نشرها في الصحيفة، والشخصيات العامة مرتبة ترتيباً قد يكون أبجدياً لتسهيل عملية البحث عن المعلومات بالسرعة المناسبة، كما يضم سجلاً ضخماً للصور مرتبة بطريقة تتيح سهولة استرجاع المطلوب منها.

4. أجهزة الاستماع السياسي (الإذاعات - محطات التلفزيون المحلية والإقليمية والعالمية).

5. المصادر الالكترونية (التلتكست - الفيديو تكس - الانترنت).

عملية نقل المادة الصحفية وتوصيلها إلى مقر الصحيفة:

استفادت الصحافة من الانجازات التكنولوجية في المرحلة الالكترونية في توصيل المادة إلى مقر الصحيفة، وهناك العديد من المعدات التكنولوجية التي أفرزتها ثورة الاتصالات واستفادت منها الوسائل الإعلامية عامة، والصحافة بصفة خاصة، في تطوير نقل المعلومات والبيانات، وقد تم الحديث عنها في الفصل الثاني من الدراسة، ومن أبرزها: (خطاب، 2010، 75).

أ. الهاتف.

ب. التلكس.

ت. التليتكست.

ث. الفاكسميلي.

ج. التلي فوتو.

ح. الحاسبات الآلية المحمولة.

ويستطيع الصحفي إرسال مادته الصحفية إلى مقر صحيفته باستخدام الحاسب المحمول عن طريق عدة طرق: (المرجع السابق، 80).

1. نقل المادة الصحفية من حاسبة المحمول إلى الحاسب المركزي في مقر الصحيفة، والذي تتجمع فيه المادة الصحفية باستخدام المودم في حالة ما إذا كانت هذه الأجهزة متصلة بشبكة متسعة WAN تمتد إلى خارج الصحيفة.

2. نقل المادة الصحفية باستخدام البريد الالكتروني E-mail عبر الشبكة العالمية عن طريق خطوط الهاتف، ويتم ذلك بسرعات عالية، خاصة إذا تم استخدام خطوط DSL التي يمكن بواسطتها ضغط البيانات ونقلها بمعدل يصل إلى 7 ميجابايت في الثانية، حيث يتم استقبالها على الفور بطريقة تزامنية، أي في نفس لحظة الإرسال، في حالة ما إذا كان كل من المرسل والمستقبل يستخدمان شبكة الاتصال في الوقت نفسه، وعندما يتم استقبال البيانات المصورة أو النصية أو الصوتية من قبل المحرر الموجود في مقر الصحيفة يتم قراءتها ويمكن طباعتها أو تخزينها في ملفات خاصة أو الرد عليها لطلب المزيد من المعلومات التفصيلية عن الحدث.