• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / الثقافة الإعلامية


علامة باركود

التغيير المنشود

عمران الحويطي


تاريخ الإضافة: 30/12/2013 ميلادي - 27/2/1435 هجري

الزيارات: 6202

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التغيير المنشود

 

كثيرًا ما نسمع في القنوات الإسلامية، ونقرأ في المجلات ذات التوجه الديني التي تعاصر المرحلة وتعايش الواقع - موضوعَ "التغيير"، ويُقصَد به عندما يُطلَقُ "تغييرُ الواقع"، ولكن القرآن كفانا مؤونة الكتابات البليغة، والعبارات الرَّنَّانة، بل وأخرجنا من مرحلة أزمة الوعي، إلى مرحلة وعي الأزمة، في كلمات عدة، لو عرفتها الأمة، ورضعت لبانها، وترعرعت بين أحضانها، لحصل التغيير المطلوب، ألا وهو قوله تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11] والتغيير لا يأتي من الشرق أو الغرب، إنما من داخل الضمائر، والصباح يولَد من رحم الظلام، وهكذا أخي الحبيب، فلنبدأ من أنفسنا، نعم أنا وأنت بواقعنا، بثقافتنا، بعِلْمنا، بمنهجيتنا، بنظرتنا للحياة، بتعامُلِنا مع غيرنا، مع القرآن، أو مع نبينا - عليه الصلاة والسلام - هكذا يَحدُث التغيير، أما أن نبقى ننظر مكتوفي الأيدي، ونكتفي بالاسترجاع والحوقلة، ونصدر الكتاباتِ البليغة، فوالله لا يحدث التغيير إلى يوم القيامة.

 

ثم الْمُريد للتغيير، ولإعادة ترتيب أولوياته وَفْق المنهج الإسلامي، والتصور القرآني، لا بد أن يراعي سُنن الله في أرضه، وقوانينه التي وضعها، ولا يحسبن مريدُ التغيير أنها لا تعنيه، ولا تمس حبال خيمته، بل عليه أن يضعها نُصْبَ عينيه، وتعيها أذناه، ويسايرها، ولا يصطدم بها؛ فهي غالبة لا شك، ولنا في مُعَلِّمنا الأول - عليه الصلاة والسلام - أسوة حسنة؛ إذ أعطى للأمة من بعده درسًا عظيمًا في تغيير الشعوب، وأي شعوب غيَّرَها الحبيب - عليه الصلاة والسلام - أليس مجتمع مكة العابد للأوثان، المقدِّس للأصنام، الذي يأكل الميتة، ويأتي الفواحش ويُسيء الجوار، أليس هو؟

 

ونحن - والحمد لله - ما زال هناك خير في مجتمعاتنا؛ ولكن علينا أن نقف عليها وقفة المتأمل والناظر لهذا التغيير بعين قلبه، ونستخرج منه العِبَر والدروس، ومكامن هذا التغيير، وأسباب نجاحه، والعوامل المساعدة؛ لتكون نبراسًا لنا في دعوتنا، ولا نمر عليها مرور شمس الشتاء في اليوم المطير؛ لأنها تجربة فريدة من نوعها، ولكن النبي - عليه الصلاة والسلام - علَّمنا مُقَوِّمات التغيير، فبذل الجهد - عليه الصلاة والسلام - لدعوتهم، وعَمِل وصَبَر وضحى بكل ما يملك لتغيير ذلك المجتمع، وهذه الأمة التي خيمت فيها الوثنية، وجَثَتْ على ركبتيها، ولكنها - بفضل الله - استيقظت من رقدتها، وتنبهت من غفلتها، واستقامت من اعوجاجها، ولم يكن عند النبي - عليه الصلاة والسلام - سوى القرآن الكريم، ذلك الدواء الناجع لكل الأمراض، لم يكن لديه الصُّحُف، والقنوات، والإذاعات، وغيرها، وإنما بيديه هذا الكتاب العزيز، فتلاه عليهم، فإذا الضعيف قويٌّ مقدامٌ، وإذا البخيلُ جوادٌ كريم، وإذا القلوب المتخاصمة السنينَ الطوالَ تعودُ إلى المودة والرحمة فيما بينها، وإذا العقول تَثِب إلى رشدها، فتَرَبَّى هذا الجيلُ على هذا الكتاب، وها نحن اليوم بين أيدينا القرآن، فهو الذي غيَّر الذين مِنْ قبلنا، ولم يكن مجتمعهم مثل مجتمعنا، بل الخير في هذه الأمة التي قد تَمْرَض لكنها لا تموت، وقد تبعد عن العيون لكنها لا تختفي، وقد تخبو شعلة ضوئها لكنها لا تنطفئ؛ لأنها تستمد قوتها من الله العزيز، فحري بكل فرد، ومن مكان عمله، من أصغر فرد في هذه الأمة إلى أعلى مقام فيها، أن يكونوا من دعاة التغيير؛ فالقافلة تسير، فاحجزوا مكانكم فيها.

أمانةُ الدينِ قد شُدَّت بعاتقكم
فما لغيركمُ تُلقَى المقاليدُ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة