• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / الثقافة الإعلامية


علامة باركود

ناقصة عقل ودين

ناقصة عقل ودين
د. بن يحيى الطاهر ناعوس


تاريخ الإضافة: 20/8/2013 ميلادي - 14/10/1434 هجري

الزيارات: 6603

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ناقصة عقل ودين


إن المتتبع للدراما العربية والنصوص الروائية يرى فيها عجبًا؛ فهي تتحدَّث عن كل شيء إلا عن الواقع العربي، فلا تستطيعُ ملامسةَ الحياة اليومية للمواطن العربي، بل نراها تعيش في هامش حياته، قد يبدو هذا الكلامُ في البداية للقارئ الكريم تهجمًا على الدراما العربية، ولكنْ صَبرًا معي قليلاً، ثم ليحكم بما يشاء بعد ذلك.

 

الدراما العربية حقًّا تتحدثُ عن الزواج والطلاق، والحب والصراع، داخل العائلة الواحدة وخارجها، حول المادة وطغيان النظرة المادية لدى بعض العوائل العربية، وهي تصورها تصويرًا دقيقًا، ولكن للأسف فهي تكتفي بالتصويرِ الفوتوغرافي فقط؛ أي: نقل لصورة موجودة يعيشها المواطن العربي كل يوم، وكمثال على مسلسل "عطر الجنة" للكاتب الكويتي: حمد بدر؛ حيث تدور أحداث المسلسل حول عائلة مفككة يطلِّقُ الزوجُ فيها زوجتَه بسبب قصورِها العقلي بعد إنجابها له صبيًّا؛ ليعيش الصبيُّ حياته القاسية في كنفِ جدته، ويضطر للعمل في سنِّ العاشرة حتى يتمكن من الإنفاق على والدته المعاقة.

 

مع الحديث عن جوانبَ أخرى؛ كالخيانة الزوجية، والعلاقات الفاشلة، وطبعًا يحاول الكاتب تبيانَ دور الحب في الحياة، ولكن بصورة مشوهة.

 

فالمسلسل هذا وغيره يطرح القضايا، ولكن لا يدرُسُ أسبابها، فكأن النصَّ الروائي لا يستطيع أن يطرَحَ السؤال: لماذا أصبح جزءٌ كبير من العرب يُغلِّبون الجانبَ المادي في علاقاتهم وفي تفكيرِهم بل حتى في تديُّنِهم؟ النص السردي الذي لا يستطيع أن يغوص في أعماق القضايا، فيبحث عن جذورها، ومن أين تمتصُّ هذه الجذور ماءها، وأيُّ نوع من الماء هذا الذي تمتصه وتتغذى منه، ثم تمده لأغصان الشجرة فتنمو ويُصبح ظلُّها وارفًا يغطي مساحة كبيرة من المجتمع.

 

هذه المسلسلات لا تستطيع نصوصُها صنعَ دواءٍ في مختبر الكلمات، الدواء الذي يتتبع السقمَ فيبترُه بترًا، وإذا أراد القارئُ الكريم أن يـتأكدَ من هذا الكلام، فإن مسلسلات: "العرَّاف، آدم وجميلة، تحت الأرض، توالي الليل، آسيا، البيت بيت أبونا، الداعية، الزوجة الثانية، القاصرات، أبو الملايين، خلق اللع، حمام شامي..." تخبرُ بالنبأ اليقين.

 

ماذا يفيد المواطن العربي أن نعيد له الصور التي يعيشها كل يوم في حياته؟ أم أن هذه الإعادة دورها تكريس للصور، حتى تصيرَ من الأمور المعتادة ولا ينبغي تغيرها؟ أم تهدف هذه المسلسلاتُ إلى زرع القنوط واليأس؛ ممَّا يجعَل هذا المواطن المسكينَ يبحث ويلهث وراء مُسكِّن بشتى الطرق، أم أنها تدريب على الرذيلة حتى صرنا نرى عجائب في واقعنا المعيش وكأننا نشاهد مسلسلاً؟

 

أسئلة كثيرة نود أن نطرحَها على هذه النصوص الدرامية التي جعلت المواطنَ العربي في كثير من الأحوال يبحث عن بديل لها في المسلسلات التركية، بل حتى في المسلسلات التي نبتت في بيئةٍ بعيدة عن قيمِنا وديننا، وما المسلسلات الصينية واليابانية والكورية والمكسيكية والبرازيلية التي تُرجِمت إلى اللغة العربية - والتي هي في غاية الخطر - عنا ببعيد.

 

هذه المسلسلات تعلَّق الشبابُ بقِيَم نصوصها، واستطاع الكاتبُ والمُخرِج أن يقنع المواطن العربي بها، بل تعدَّى الأمر ذلك، حتى صار الشباب يحاول أن يطبِّقَها في واقعه المعيش، في الجامعة، والثانوية، وفي النوادي المختلفة؛ سلوكًا ومَظهرًا، وحتى ممارسةً، والواقع العربي العميق خيرُ دليل؛ مما أحدَث في كثير من الأحيان هوَّةً بين الآباء والأبناء، فصارت التربيةُ من المستحيلات، بل هي أمُّها.

 

فالنصوص الدرامية العربية تدغدغ العواطف، وفي كثير من الأحيان تُحيي مَوت الغرائز، عن طريق حقنِها بمُفاعلٍ نووي؛ لتفجِّر جدارَ القِيَم وكأنها تقول:

دَع عَنكَ لَومي فَإِنَّ اللَومَ إِغراءُ
وَداوِني بِالَّتي كانَت هِيَ الداءُ

 

وللحديث بقية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- العرب في هوادي
اميرة بأخلاقي - الجزائر 26/08/2013 06:49 PM

نحن في زمن اتخذ من الظروف الراهنة عنوانا و هو التأثر بالثقافة الغربية
وهو مخطط الغربيون جسدوه بجملة من القصص والخرفات ضمن اشرطة و مسلسلات وكان العرب كلهم آذان صاغية فحتما نجحوا ....أين نحن منهم؟كل شئ مباح وحلال ....سفك الدماء حلال وقوع في الحرام حلال...هل هذه تسمى حضارة ...هل الحضارة تبني قيم و مبادئ غربية لا...الحضارة هي التشبث بالقيم و المبادئ التي ينص عليها الدين الاسلامي

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة