• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / الثقافة الإعلامية


علامة باركود

هدهد سليمان وفضائيات اليوم

عفاف عبدالوهاب صديق


تاريخ الإضافة: 26/1/2009 ميلادي - 30/1/1430 هجري

الزيارات: 12371

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
ماذا لو أنَّ هدهد سليمان - عليه السلام - حاضرٌ في هذا الزَّمان وتلك الحقبة، وأحاط بِما يحدُث في أرْض فلسطين، ورأى يقينًا أطفالاً ونساءً وشبابًا يُقْتلون ويُذْبحون، من قومٍ آخرين، احتلُّوا أرضَهم، ودمَّروا ديارَهم، ويصِفون أنفُسَهم بأنَّهم شعبُ الله المختار، وبأنَّهم ماضون في البحْث عن هيْكل سليمان وملكِه تَحْتَ بناء المسجد الأقصى، ويعملون على سرعة انْهيار المسجد لبِناء الهيكل - المعبد!

لا شكَّ أنَّ الهدهد سيعودُ حزينًا متألمًا من ظلْم هذا الشَّعب، الذي يظنُّ أنَّه المختار عند الله، ويخفض جناحَ الذُّلِّ لربِّه ساجدًا، يدعوه النَّصر على هؤلاء القوْمِ الظَّالمين الجبَّارين، ويبكي قائلاً: إنَّ سليمان - عليه السَّلام - بريء ممَّا يفعلون.

ففي عصْر سليمان - عليه السلام - حين تفقَّد الطير ولم يرَ الهدهد، والذي كان قد غاب لحكمةٍ من الله، أن أراهُ امرأةَ سبأ وقومَها يسجدون للشَّمس من دون الله، فأنكر ذلك وتعجَّب وظلَّ يرقُبهم حتَّى غاب عن سيِّده، ولمَّا رجع قال: {أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} [النمل: 22]، فقد كان هذا الأمر غيبًا عند سليمان - عليه السلام - وأخبره بما رأى، يقول: {أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ} [النمل: 25، 26].

وسبحان ربي أن جعَل الهدهد داعيًا لله! إذْ أرسله سليمان بكتابٍ، ألقاه إلى بلقيس، فيه نذيرٌ لها ولقومِها؛ {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ * وَإِنِّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ  * أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} [النمل: 30، 31]، وكان أن أسلمتْ وقومُها لله ربِّ العالمين.

كانت هذه مهمَّة الهدهد التي ولاَّه الله إياها، يجوب الأرض مشارقَها ومغاربَها، يرى ويتأمَّل ويتعجَّب، ثم يعود لينقل الخبر؛ ذلك لأنَّ هذا الخبر عند سليمان - عليه السلام - غيبٌ لا يعلمه، ولكن ها نحن الآن نرى جميعًا ونسمع جميعًا كثيرا ممَّا يَحدث في عالمِنا لحظة بلحظة، تناثرت وتكاثرتْ أقماره الصناعيَّة وفضائيَّاته وإخباريَّاته التي ينقلُها العالم، الكلُّ يرى ظُلْم إسرائيل التي تودُّ أن تُوهِمَ العالم بأنَّ المقاومةَ ليستْ إلاَّ إرْهابًا وتطرُّفًا، الكل يحدِّق النَّظر في هيْمنة أمريكا التي كالقطار السريع، ومن عظام الأطْفال قضبانه، تأخذ في طريقِها أرْواحَ المسلمين، دون أن تُبالي بصراخ الثَّكالى وبكاءِ الرِّجال؛ لأنَّها ترى أنَّ دماءَنا هي السقيا، التي بها تزرع ضيعاتِنا وأرضَنا التي تحتلُّها لتسلبَ منها خيراتها، ولا حياةَ لمن تُنادي.

أيها المتكبرون، الهدهد سبَّح لله، يا رب لطْفًا.

أرق تحياتي.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- وجزيت خيراً
عفاف عبد الوهاب صديق - مصر 23/05/2009 10:42 AM

كان هدهد النبي سليمان عليه السلام ناقلاً للخبر .. أما اليوم فأقمار صناعية وفضائيات تنشر الخبر بلا صدق وإن غطاه الصدق غمرته بشاعة الفكر والقصد

أرق تحياتي

2- thank u
arwa - saudi 09/05/2009 10:04 PM
جزيت خير على هذا المقال الجميل المختصر
وعلى هذا الربط الذكي بين هدهد سليمان والفضائيات !

عسى الله يجلو هذا الظلام ويعقبه صبحا أبلج
1- رحماك ربى
nessma - مصر 30/01/2009 06:41 PM
ربنا يلطف بينا وينجى المسلمين من كيد اعداء الدين
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة