• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / الثقافة الإعلامية


علامة باركود

فضائياتنا بين الفصحى والعامية

أ. عاهد الخطيب


تاريخ الإضافة: 29/5/2011 ميلادي - 26/6/1432 هجري

الزيارات: 8803

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لعلَّ واحدةً من الإيجابيَّات التي تُحْسَب للفضائيَّات العربية - على كثرة سلبيَّاتِها - أنَّها أسهَمَت في تواصل العرب؛ فأصبح بإمكان الفرد العربيِّ - بفضلها - أن يعرف الكثير عن أخيه العربي في البلد الآخَر؛ عاداته وتقاليده، وتُراثه، وسُبل عيشه، وأسباب فرحه وهمِّه، وحتى أطباقه المفضَّلة، إضافةً إلى اعتياد العرب كلٌّ لهجةَ الآخَر بمرور الوقت؛ فما كان صعب الفهم بالأمس صار اليوم أقلَّ صعوبة؛ بفضل هذا الفضاء المشرع للجميع.

 

ولكن ما يؤخذ على فضائيَّاتنا أنَّ اعتمادها العربيَّة الفصحى في مختَلِف برامجها ليس بأحسَن حالاته، فهو يكاد يقتصر على نشرات الأخبار، وبعض البرامج كالدِّينية منها والحواريَّة أحيانًا، وما يعول على هذه الفضائيات - نظرًا إلى دورها المحوريِّ في تواصل العرب، خصوصًا تلك التي تحظى بأعلى نِسَب مشاهدةٍ على مستوى العرب؛ من خليجهم إلى مُحيطهم، وغيرهم من بني جنسِهم المنتشرين في أصقاع الأرض، إضافة إلى غير العرب المعنيِّين بهذه اللُّغة، والمرتبطين بهذا الدِّين - أن يعطوا للعربيَّة الفصيحة ما تستحقُّه من اهتمام في كلِّ برامجهم، مع التركيز على برامج الأطفال بشكلٍ خاص، وإن كان لا بدَّ من الحديث باللهجات العامِّية في البرامج الحواريَّة التي يُشارك فيها أفرادٌ من أقطارٍ عربيَّة مختلفة أن يسعى الجميعُ لتجنُّب اللُّجوء إلى لَهجاتهم المحلِّية الصِّرفة، والاقتراب من الفصحى بِقَدر يمكِّن المشاهد حيثما وجد من المتابعة، وفهم ما يدور، فإنْ تعذَّر على أحدِهم الأمر فلْيَدَع مجالاً لغيره مِمَّن يُحْسِن القيامَ بذلك.

 

مِن وجهةِ نظري فإنَّ كل من يُوصَف بأنه عربيٌّ مثقَّف، ويُدْعى للمشاركة في مثل هذه البرامج ليس أهلاً لهذا الوصف إن لم يكن قادرًا على طرح آرائه، والتعبير عن أفكاره، والمُحاورة باللُّغة العربية الفصحى التي من المفترض أنَّها لغتُه الأم، وتلك مُصيبة أن يكون هذا حالَ من يُدْعى بالمثقف.

 

أمَّا إن كان السبب وراء ذلك عدم احترامه لهذه اللُّغة فالمصيبة أعظم، وإن أقلَّ خدمة يمكن أن تقدِّمها هذه الفضائيات لمشاهديها - احترامًا لمشاعرهم - الامتناعُ عن استضافة أمثال هؤلاء.

 

ولا يخفى أنَّ البعض مِمَّن هم محسوبون على هذه الأمَّة يُبيِّتون نيَّات خبيثةً ضدَّ دينها ولغتها العربية الفصحى؛ لأغراضٍ في نفوسهم، أو خدمة لغيرهم؛ بهدف إضعافها، ودفع الناس إلى هجرها بالتَّدريج، فقد سبق أن وُجِّهَت دعواتٌ من البعض إلى استخدام اللهجات العاميَّة، واعتمادها كلغاتٍ رسميَّة للتعليم والإعلام.

 

ووصل الحدُّ ببعض هؤلاء مطالبة حكوماتهم اعتماد الكتابة بالحروف اللاتينيَّة؛ تأسِّيًّا بما حصل في تركيا، ولكن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل، وسوف تفشل بإذن الله أيُّ دعوات قادمة مماثلة؛ لأنَّ من يطالبون بذلك لا يتَّسِع إدراكهم وخيالهم لمدى عظمة وقوَّة هذه اللُّغة وتجذُّرها في نفوس أصحابها المخلصين لها.

 

يثير اعتزازُ الآخرين بلغاتهم شعورًا بالأسى في النُّفوس الغَيُورة على لغتنا العظيمة، عندما تجد أصحاب اللُّغات الأوربِّية على سبيل المثال غير النَّاطقين بالإنجليزيَّة لا يتحمَّسون أبدًا للحديث بغير لغتهم إذا تحدَّثت إليهم بالإنجليزيَّة رغم إتقانهم لها في كثيرٍ من الأحيان، في حين تجد البعض منَّا يسارع إلى استعراض قدراته عند أيِّ فرصة سانحة، وحتى لو لم يعرف منها سوى كلماتٍ لا تكاد تُسْعِفه لتركيب جملةٍ واحدة مفهومة.

 

وهذه ليست دعوةً إلى مقاطعة اللُّغات الأخرى، وعدم تعلُّمِها، ولا سيَّما الإنجليزية؛ فهي حاليًّا لغة العلم الأولى، ولغة السَّفر، ولغة التفاهم والتواصل أينما حطَّت بك الرِّحال؛ شئنا أم أبَيْنا.

 

ولكنَّها مطالَبة باستخدامِها المقنَّن في موضعها وعدم زجِّها وإقحامِها في كلِّ حديث وحوار في إعلامنا العربي لحاجةٍ غير ضروريَّة، أو دون حاجة كما يحلو للبعض أن يفعل، ويبالغ أحيانًا في ذلك لدرجةٍ تثير أعصابَ المُشاهد والمستَمِع، وتجعل من مقدِّم البرنامج نصفَ مترجِم لأقوال ضيفِه العتيد؛ لكثرة ما يُتْحِف به متابعيه من مصطَلحات.

 

أخيرًا أقول متفائلاً: على الرغم من كل هذا الإهمال والهجر الذي تتعرَّض له لغتنا العربية الفصيحة منَّا - نحن أصحابها - فهي ستبقى بإذن الله قويَّة وخالدة إلى يوم الدِّين, تندثر كلُّ لغات العالَمِ إلاَّ هي, نحن نوقن بذلك؛ لأنَّها لغة القرآن الكريم الذي تعهَّد ربُّنا بحِفْظه إلى يوم الدِّين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- آراء متقاربة
نسمه السيد ممدوح - مصر 06/06/2011 03:19 AM

هذا للأسف هذا الواقع المرير لا يقتصر على الإعلام وحده، وإنما أصبح الاتجاه الشائع حتى في تسجيل الرسائل الصوتية في شبكات الاتصال، فبعد أن كانت الرسائل تسجل بالفصحى أصبحت تسجل بالعامية، وكأن الجميع استملح العامية على حساب اللغة العربية الفصحى، وكأنهم نسوا أن ثقافة الأمة من لغتها، وأن فقد الهوية يبدأ بفقد اللغة، واليوم نجد الكثير من الأطفال ممن يدرسون في المدارس الأجنبية يجيدون الإنجليزية بطلاقة، وفي المقابل ضعفاء إن لم يكونوا شبه معدمين في اللغة العربية، لا يحسنون فهم تراكيبها حتى البسيطة مما يطلق عليها لغة الصحافة، ولا يجيدون بالضرورة تركيب الجمل بأنفسهم، والأسوأ أن نجد أساتذة الجامعات يقدمون محاضراتهم في الكليات النظرية بالعامية، ونجد من يخطئ الحروف جهلاً وليس خطأَ طباعيًا، فنجد من يكتب اعتزار بدلاً من اعتذار، ويكتب نذر بدلاً من نزر ، والمعنى بين الاثنين كبير، والحرف يتغير فيغير المعنى أو يشوه الكلمة ويخلق لفظًا جديدًا معوجًا.

كتبت فيما مضى مقالاً بهذا الخصوص وعبرت عن رأيي فيما يتعلق بإجادة اللغات الأجنبية بتلك العبارة : "أن تجهل الإنجليزية أهون من أن تجهل العربية، فلا يصل المرء أصدقاءه على حساب عق والديه، ولكن صل الأقرب أولاً وأحسن إلى الجميع"

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة