• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / الثقافة الإعلامية


علامة باركود

الوجه الآخر للفيس بوك

ربيع بن المدني السملالي


تاريخ الإضافة: 8/5/2017 ميلادي - 12/8/1438 هجري

الزيارات: 9226

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الوجهُ الآخر لـ(الفيس بوك)

 

دعاني أَحَدُ أبناءُ عُمومتي قبل أيامٍ إلى الجُلوس إليه في أَحَدِ المقاهي بعد صلاة العشاء، فقَصَدْنا مكانًا قصيًّا في الطابق العُلويِّ؛ حيثُ الهدوءُ والصَّمتُ، فأَخَذْنَا نَتجاذَبُ أطرافَ كثيرٍ مِن الأحاديث التي كانتْ تَشغَلُ بالَ هذا الصديق العزيز، وهو إمامُ مسجدٍ في مدينةٍ مِن المدُن الإيطالية، وهو مِن المتابعين لتدويناتي (الفيسبوكية)، وإصداراتي الجديدة، وبعد أن تحدَّثْنا وتحاوَرْنا، وأَخَذَ كلُّ واحدٍ منَّا يُدلي بدَلْوِه في بعض القضايا، سألَني سؤالًا مفادُه: كيف تتعامَل مع (الفيس بوك)؟ ألا يُلهيك عن الكتابة والقراءة؛ لأنني أراكَ كثيرَ الحضور، كثيرَ الكتابة، ثم إنك تتجاوَب مع قُرَّائك وأصدقائك مِن المُعلِّقين والمُعلِّقات؟


فكان جوابي: أنا يا صديقي العزيز أتعامَل مع هذا الموقع كما أتعامَل مع عالَمٍ صغيرٍ بين يدي، فحين أنتهي مِن الكتابة والمُطالَعة، وأجد مِن نفسي مَلَلًا أو نُفورًا مِن هذه الأوراق (الباردة) - كما يُسمِّيها سيد قطب - أنصَرِف عنها، وأَدْخُل إلى هذا الموقع الذي يعجُّ بالحركة والحياة؛ لأستقي منه أفكاري؛ فتَغْريدةٌ، أو خَبَرٌ، أو مقالةٌ قصيرةٌ، أو خاطرةٌ، أو تعليقٌ عابرٌ لا قيمةَ له - قد أجد فيه مرتعًا خِصبًا للكتابة، والتأمُّل وفَهم هذه العقلية العربية كيف تُفكِّر؟! فبدلَ أنْ أقرأَ مثلًا كتابًا سيُحدِّثني مُؤلِّفُه عن هذه الفَوضَى التي طَغَتْ على هذا الموقع بدعوى حريَّة الفكر، وحرية التعبير، فأنا أراها واضحةً جليَّةً مباشرة أمامي، وما عليك إلَّا أن تدخلَ لصفحةٍ مِن صفحات الأخبار، أو صفحة رجلٍ أو امرأةٍ مِن المشاهير، لترى في التعليقات البَشاعةَ والضَّحالةَ والتخلُّفَ والجهلَ وقلَّةَ الأدب تُطلُّ برأسِها، بلا وازعٍ ولا رادِعٍ، فقد تَمُرُّ أنت على هذه التعليقات مرورَ الكرام، لكني أَسْتَغْرِقُ في قراءتها وقتًا طويلًا، ليس حبًّا في الوقاحة والتفاهة، كلَّا؛ بل للتعرُّف على هذه العقلية العربية المسكينة التي ترزح تحت رحمة (اللا وعي)! حتى إذا أخذتُ القلمَ، وشَرَعْتُ أكتُبُ في موضوعٍ مِن هذه الموضوعات الكثيرة المنتشرة في هذه الجمهورية المُهمَّشة، أكون على بيِّنةٍ مِن أمري، وتكون تعليقاتُ وأُكْتُوبات القوم مادَّةً دسِمَةً لهذه المقالة أو تلك الخاطرة التي حدَّثَتْني نفسي بكتابتِها، وهذه ميزةٌ قد لا أجدها بين دِفَافَ الكُتُب والمجلَّدات، وحتى لو وَجَدْتُها لكانتْ ميتةً لا حياةَ فيها!


ومِن لطيفِ ما يَحضُرني أنني قرأتُ مرةً لفتاةٍ تافهةٍ شَهيرةٍ جدًّا تغريدةً تقول فيها: (أنا حامل)! فأُعْجِبَ بها الآلافُ، وعلَّقَ عليها المئاتُ، وشاركَها العشراتُ!

فكَتَبْتُ ساخرًا: يُعجَب بحملِك كلُّ هذا الكمِّ مِن الناس، وكأنك ستلدينَ صلاحَ الدين الذي سيُحرِّر القدس مِن خبث اليهود! وكانتْ هذه الكلمةُ سببًا في كتابة خاطرةٍ حينئذٍ.


ومِن جهة أخرى، فإنَّ (الفيس بوك) أتَّخِذُه وسيلةً للتواصل مع أصدقائي وقُرائي، فتارةً أمزح معهم، وتارة أخرى أُشجِّعهم على قراءة كتابٍ ما، أو مناقشة قضيةٍ مِن القضايا الفِكريَّة أو الأدَبيَّة، أو أُشاركهم صورةً مِن صوري وأنا أحتسي شايًا في المقهى، أو في المكتبة، أو على ضِفافِ بحيرةٍ هادئة؛ لإدخال السُّرور على هذه النفس الملول، وخَلْق جوٍّ مِن المرَحِ الذي يكون بين الأصدقاءِ حين يَلْتَقُونَ تحت سقفٍ واحدٍ، أو في مجلسٍ معيَّنٍ.


وكذلك لا أُنْكِرُ أنَّ له فضلًا كبيرًا في إشهار كتبي والإعلان عنها، ولولا هذا الموقعُ - بعد توفيقِ الله - لَمَا كان للناسِ أن تعرفَ عن كتبي شيئًا، فقديمًا كانت الجرائدُ تُعلِن عن الكُتُب الجديدة في مُربَّعٍ صغيرٍ لا قيمةَ له، لا سيما إذا كان الكاتبُ نَكِرةً مبتدئًا غير مشهورٍ، فلا يَلْتَفِتُ أحدٌ لذلك التعريف، ولا يُلقُونَ بالًا لذلك الكاتب، وفوقَ هذا فإنَّ هذه الجرائدَ لا تَفْعَلُ ذلك إلا إذا دَفَعْتَ لها شيئًا مِن المال، وإلَّا فالمَحْسُوبيَّةُ والزُّبونيَّة ستكون سيدةَ الموقف.

وكذلك فإني لا أَبْخَلُ على مَن أَتَوَسَّمُ فيهم الخيرَ بالنصيحة، إذا ما رأيتُ لهم أخطاءً نَحْويَّةً أو إملائيَّةً، أو جُمَلًا ركيكةً، أو تعابيرَ فاسدةً تَتَنَافَى مع الشريعة الغَرَّاء.


وهذه نماذجُ وأمثلةٌ قليلةٌ، وغَيْضٌ مِن فيضٍ كما يُقال، لكن صاحب المقهى لم يُمْهِلْنَا طويلًا، وكانتْ ساعة الإقفال قد حانتْ، فاسْتَرْسَلْتُ في الكلام بعَجَلٍ:

لكن لا تَفْهَمْ مِن كلامي أنَّ هذا العالَمَ الافتراضيَّ يُغنِي عن الحياة الحقيقيَّة، أو عن عالَم القراءة والكتابة؛ بل يَجِبُ أنْ يُنَظِّمَ المرءُ وقتَه، ويُعطي لكلِّ ذي حقٍّ حقَّه، ومَن كان عاقلًا فإنه يتَّخذُ مِن كل الوسائل المتاحة مدرسةً يَتَعَلَّم فيها ويُعلم، وموقعُ (الفيس بوك) شأنُه شأنُ الأشياء الأخرى التي تُؤثِّر في حياة البَشر بالإيجاب والسَّلْب.

 

فلا تَستَهِنْ يا صديقي بهذا الموقع وغيرِه مِن مواقع التواصل الاجتماعيِّ، فبِسَبَبِه قد تُؤلِّف كتابًا، أو تلتزم بفريضةٍ، أو تُقلِعُ عن إِثْمٍ، أو تكفُّ عن تبنِّي بدعةٍ، أو تُغيِّرُ منهجك المُنحرِف إلى غير رجعةٍ إن أنتَ أحسنتَ اختيار الكَتَبَة والمدوِّنين، أمَّا التعرُّف على عادات الناس وأعرافهم وتقاليدهم، فلن تجدها نابضةً بالحياة في غير هذه المواقع، حتى لو قرأتَ (معجم البلدان لياقوت)، و(عجائب المخلوقات للقَزْويني).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة