• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / إدارة واقتصاد


علامة باركود

التنقل أيضا شكل من أشكال الفنون

التنقل أيضا شكل من أشكال الفنون
لبنى السحار


تاريخ الإضافة: 11/1/2015 ميلادي - 21/3/1436 هجري

الزيارات: 4289

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التنقل أيضًا شكل من أشكال الفنون

 

"يقال: إن الفن الذي يُوَلِّدُ داخلك شعورًا قويًّا بالامتنان هو الفن الحقيقي".

 

وأينما وجد فن حقيقي، لا بد أن نتوقف قليلاً، نلتفت ونطيل التأمل، وقبل أن نمضي نقول ما يجب علينا قولُه.

 

في بعض المدن يتم كسر كل القوالب، ويصبح من الإلزامي أن يتم تعريف الأشياء بشكل عصري وشاعري، وربما متطرف يليق بها.

 

(وسائل المواصلات) تعبير عادي جدًّا، و(شبكة نقل) توصيف تقليدي من المجحف استخدامه في واحدة من أجمل المدن السياحية في العالم.

 

في مدينة كإسطنبول الأشياء كلها تتمدد وتتقلص بطريقة مختلفة، إنها ليست مجرد قائمة تندرج ضمنها الطائرة والقطار والعبَّارة وسيارة الأجرة والحافلة والمترو.

 

ربما تكون وسائل مواصلات إسطنبول أو تركيا بالعموم أحدَ أهم الأسباب التي منحتها طاقة إيجابية وقوة جذب عالية، في كل الشوارع تجدها، تنتظرها وتنتظرك، لدرجة ترغمك على الابتسام أو التفكير في كتابة قصة تتغزل فيها في حافلة أو عبَّارة أو محطة ترام مزدحمة، شيء ما يلح عليك بشراسة لتقول: شكرًا، خاصة وأنت تقارن بين مكانين، بين حافلتين، بين محطتين، فتصمت لفترة طويلة تمتص حسرة كونك تعيش في مدينة أخرى كان يمكن أن تنافس وسائلُ مواصلاتها وسائلَ مواصلات إسطنبول البهية.

 

المترو والترام ديدان سعيدة، ضخمة ونشيطة، تربط بين إسطنبول القديمة والحديثة، عربات بألوان حيوية تشدك باتجاهها وباتجاه الحياة، ما إن تسمع صوت احتكاك العجلات بسكة الحديد حتى تنتعش، وما إن يمر هذا المخلوق الذي لا يقل درجة عن أيِّ كائن حي بنوافذه وركابه ورسوماته بجوارك، أمامك أو خلفك، عن يمينك أو شمالك، ويتقاطع ضجيجه المحبب إلى النفس مع طبيعة المدينة الساحرة، حتى ينمو بداخلك شعور غريب بالسعادة، ربما لا تعرف مصدره في لحظتها، خاصة إنْ كنت من سكان المدن التي لا تُذكَر وسائل مواصلاتها إلا وتهب معها رياحٌ ترافقها نوبة مشاعر سلبية.

 

العبَّارات أو المعديات البحرية عالم خيالي مصغر، تنتقل من ضفة إلى أخرى، من جزيرة إلى جزيرة، جولات يصبح كل راكب هو البطلَ الأساسي فيها، ولأن البِحار تحيط بإسطنبول من كل الجهات: مرمرة، مضيق القرن الذهبي، مضيق البوسفور، والبحر الأسود؛ فإنك كسائح أو كمقيم مجبور أن تعيش هذه التجربة مرات عديدة، تدفع مبلغًا زهيدًا لا يتجاوز ثمن لوح شوكولاتة أو ثلاث ربطات خبز أو فنجان شاي؛ لتعبر البحر برفقة كل ما يرمز للجمال، وتصل إلى الجهة المقابلة في وقت قياسي!

 

هنا تتجهز كلمة فن لتلقي بنفسها بين الجُمل، إنه فن التنقل المرتبط بالوسيلة وبالبشر وبالقيم المضافة.

 

الحافلات بنفسجية، فستقية، سماوية، ومرقمة بطريقة سلسة، المحطات تذكِّرك بشيء قرأته في رواية، الانتظار فيها لا يخيفك، الحافلة في إسطنبول وسيلة مثالية لمن يريد أن يجرب لذة التماهي مع البشر ومتعة قراءة وجوههم.

 

المطارات المبهرجة التي تنبض كلُّ زاوية فيها، هي ليست مبانيَ بقدر ما إنها أجساد لم ينسَ المهندسون أن يضعوا داخلها قلوب.

 

خط القطار السريع مرمراي الذي يمر تحت البحر ليربط بين الضفتين الآسيوية والأوربية، والجسر المعلق الذي يشبه القصيدة، خاصة في الليل، والدولموش، سيارة الأجرة الصغيرة وما تمنحه من حميمية لراكبها، وغيرها من مشاريع مستقبلية تلبي حاجات وتشبع رغبات المواطن والزائر، دقائق وتنتقل من هنا إلى هناك، ومن هناك إلى هنا، وفي أجواء أقل ما يقال عنها: إنها خرافية، تصعد سلالم تصطدم برجال ونساء وأطفال وباعة، يصادفك مطر، تعود لتهبط سلالم، لوحات على جدران المحطات، تصاميم معمارية مدهشة، فسيفساء، ألوان، خطوط، إعلانات، وكل ذلك ضمن طرقات وممرات تعد نموذجًا للنظافة والاتساق.

 

ببساطة شديدة أردتُ أن أقول: شكرًا....

 

لوزير مواصلات تركيا الحالي "لطفي إلوان"، وللوزير السابق "بن علي يلدرم"، ولكل من سبقوهما، ولكل صغير وكبير، إداري أو عامل ساهم في خروج منظومة المواصلات في إسطنبول بهذه الصورة البانورامية.

 

وأختم بسؤال إجباري:

"متى نجيد فن التنقل؟ وكيف يمكن تطوير وسائل المواصلات التي تعتبر بدائية وكئيبة في معظم دولنا العربية؟".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة