• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / إدارة واقتصاد


علامة باركود

منظمات العمل الروتيني!

د. نزار نبيل أبو منشار


تاريخ الإضافة: 6/12/2014 ميلادي - 14/2/1436 هجري

الزيارات: 3772

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

منظمات العمل الروتيني!


أطلق عليها هذا المسمى انطلاقاً من طبيعة وجودها في المجتمع، وما لها من دور فيه، فهذه المنظمات يقصد بها مجموعة الأجسام الحاصلة على ترخيص رسمي لممارسة العمل المؤسساتي في أي مجتمع عربي، انطلاقاً من شعارات فضفاضة كبيرة لا تمس أصل الاحتياج الموجود لها في المجتمع.

 

فمن منظمة لرعاية التراث الفني لأموات المغنين والمغنيات!.. إلى منظمات قائمة على نشاط سنوي باهت، إلى منظمات لها موازنات مالية حقيقية تقوم بعقد الأنشطة بشكل موسمي تقليدي تكرر من خلاله نفسها، من خلال كل نشاط وكل عام، دون أن تحظى بأي إبداع، ودون أن تقدم للمجتمع أي إفادة أو تطوير أو رقي....

 

ينبه الدكتور إسماعيل الفاروقي إلى هذه القضية المهمة بقوله:

((إننا لا نستطيع أن ننكر وجود مراكز متفرقة في العالم الإسلامي تتسم بقدر أكبر من الاستنارة، ولكنه توجد حاجة ملحة للغاية يفتقر إليها التعليم الإسلامي، وتلك هي: الموارد الإنسانية، إننا حقيقة لدينا مئات الآلاف من حملة الماجستير وحملة الدكتوراة، ولكن القليل منهم يمكن اعتباره من بين هؤلاء الذين لديهم حسن الإدراك بوجود تلك المشكلة المتعلقة بإضفاء الصفة الإسلامية على فروع الدراسة، فإن معظمهم قد مر بعملية تامة من غسل المخ بواسطة الغرب، حتى إنهم أصبحوا أعداء أشداء ضد إضفاء الصفة الإسلامية، أو على أفضل وجه؛ أصبحوا متفرجين نياماً يتسمون باللامبالاة، بل والتشكك، وانعدام القابلية للتأثر والتأثير))[1].

 

إن من أولى الأولويات على النخب في العالم العربي اليوم؛ أن تلتفت إلى مشاريع النهضة والتنمية – والتي منها: العمل في المجتمع المدني - ليستطيعوا مغادرة مربع الشعارات إلى مربع الفعل وإحداث التغيير المنشود، لا أن يتفرغوا لمناقشة قضايا عفى عليها الزمان، وباتت في مقابر التاريخ.

 

يقول الداعية علي الطنطاوي مبيناً:

((الهجوم على عقيدة التوحيد اليوم عنيف، وخطر، ويأتي ظاهراً وخفياً، تخطط له عقول كبيرة جداً وشريرة جداً، وتؤيده جماعات قوية جداً، وتنفق عليه أموال طائلة جداً، ونحن نترك هؤلاء ونُشغل التلاميذ في درس التوحيد بالرد على المعتزلة والجهمية وأمثالهم، نحارب الأموات، بسلاح الأمس، بالسيف والرمح، ونترك الأعداء الأحياء الذين يقاتلوننا بالصوارخ والقنابل الذرية!!))[2]، ومن ثَمّ؛ فإن بداية التأصيل الحقيقي للعمل في المجتمع المدني تنطلق من الفهم النظري لطبيعة الرسالة السماوية، ومن الفكر الإسلامي الصافي[3].

 

وعليه؛ كان لابد من دراسة موضوعية حقيقية جادة لطبيعة وواقع المجتمع المدني في العالم العربي، فأعذار الجهل وعدم الإمكانية، والمعيقات الكثيرة التي تقف في وجه عملية التغيير الحقيقية لا بد وأن تزول بالهمة والعمل المتقن.

 

إن المجتمع المدني العربي رغم قلة ما يملك، ورغم حاجته إلى المزيد من الفهم الموضوعي لطبيعة الدور المنوط بالمجتمع المدني قادر على تحقيق قفزة نوعية في العمل السياسي والاقتصادي والفكري، فالتعويل كله يتم على المجتمع المدني الذي يشكل بالفعل حاجزاً أمام تغول السلطة التنفيذية على المواطن الفرد، وهو مناط التغيير في البنية الحقيقية للمجتمع، بدءاً بالوعي وانتهاء بالسياسات الاستراتيجية.

 

إن (70000) منظمة طوعية وأهلية في العالم العربي ليست رقماً سهلاً، وإذا ما تم طرح نظرية التشبيك مع المؤسسات الدولية، وبناء جسور العلاقة الحقيقية معها، فإننا نتحدث عن 70 ألف منبر تواصل مع العالم الغربي، الأمر الذي يتيح الفرصة بشكل جدي لتغيير طبيعة تفكير المجتمع الغربي تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية.

 

وسيضرب الباحث لذلك مثلاً واحداً لبيئة محصورة وأمامها أقسى انواع المعيقات.

 

إنها بيئة المجتمع المدني الفلسطيني.. حيث يوجد الاحتلال الذي يستبيح الأرض والإنسان والمقدسات، ويقصف المؤسسات والمنشآت الأهلية صباح مساء بالقنابل المحرمة دوليا، لا بل والمنظمات العالمية على مرأى العالم ومسمعه.

 

هذا الواقع لم يمنع الشعب الفلسطيني في فترة حرب غزة الأخيرة من أن ينشط في بناء شبكة علاقات عامة مع المؤسسات الأهلية في العالم الغربي، وهو ما جعل المجتمع المدني في بريطانيا يخرج بمسيرة المائة ألف نصرة لفلسطين وغضباً على الكيان الصهيوني، وهو ما دفع 92 مؤسسة قانونية فرنسية – الدولة الأوروبية الأكثر حفاظاً على الكيان الصهيوني – لتقديم لائحة بمحاكمة قادة الكيان الصهيوني كمجرمي حرب، وهو أيضاً ما جعل الشارع الغربي يغير نظرته للكيان الصهيوني المدلل، وغير طبيعة اللعبة السياسية في المنطقة برمتها.

 

هذه صورة واحدة، فكيف بنا إذا تم توحيد الجهد العربي في قضايا الأمة الكبرى، وإنشاء رؤية استراتيجية عن النقابات والاتحادات والهيئات العربية من أجل بدء مشروع عربي عالمي جديد؟



[1] صياغة العلوم الاجتماعية صياغة إسلامية - ضمن سلسلة رسائل إسلامية المعرفة ( 5 )، أ. د إسماعيل الفاروقي، الدار العلمية للكتاب الإسلامي - الرياض، والمعهد العالمي للفكر الإسلامي، الطبعة الأولى ( 1989 م )، ص 32 - 33.

[2] موقفنا من الحضارة الغربية، علي الطنطاوي، دار المنارة للنشر والتوزيع - جدة، الطبعة الثانية ( 2000 م )، ص 50-51.. وانظر كذلك : صياغة العلوم الاجتماعية صياغة إسلامية - ضمن سلسلة رسائل إسلامية المعرفة ( 5 )، أ. د إسماعيل الفاروقي، الدار العلمية للكتاب الإسلامي - الرياض، والمعهد العالمي للفكر الإسلامي، الطبعة الأولى ( 1989 م )، ص 25.

[3] مدخل إلى النظرية السياسية في القرآن الكريم، بروفيسور زكريا بشير إمام، دار هزابر للنشر والتوزيع - الخرطوم، الطبعة الأولى ( 1999 م )، ص 60.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة