• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / إدارة واقتصاد


علامة باركود

التنمية الاقتصادية بمنظور إسلامي

نايف عبوش


تاريخ الإضافة: 21/8/2013 ميلادي - 15/10/1434 هجري

الزيارات: 56959

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التنمية الاقتصادية بمنظور إسلامي


يمكن القول - وبغضِّ النظر عن التعاريف المتعددة لمفهوم التنمية -: بأنها مفهوم اقتصادي معاصر، يَنصرِف إلى النهوض بالنمو الاقتصادي للبلد المعنيِّ بشكل أساسي، حيث تستهدف التنمية زيادةَ معدلات الإنتاج السنوي في الاقتصاد القومي، الذي يؤدي إلى زيادة الدخل بالنسب التي تستهدفها خطةُ التنمية، الأمر الذي يؤدِّي بدوره إلى زيادة معدلات الاستهلاك، لدرجة أصبح معها معدل دخل الفرد السنوي يُعَد من بين أحد المعايير الأساسية المعتمدة في قياس رفاهية الشعوب وازدهارها الاقتصادي في الوقت الحاضر.


ولأن مفهوم التنمية بدلالاته الراهنة حديثُ النشوء؛ فإنه لم يكن متداولاً بنفس الدَّلالة الحَرفيَّة فيما مضى، ولم يَشِع استخدامه بنفس الأسلوبيَّة الراهنة في الاقتصاديات الإسلامية، سواء في صدر الإسلام، أو ما تلاه من الحِقَب اللاحقة، لكن ذلك لا يعني أبدًا أن الإسلام لم يكن يعرف التنمية، ولا يهتم بها.


ولعل من المفيد الإشارة في هذا المجال إلى أن الاسلام أَوْلى التنمية بمفهومها الاقتصادي أهميةً خاصة، وإن كان المفهوم الإسلامي للنمو الاقتصادي قد جاء بمصطلحات أخرى، مثل: الاستخلاف، والإعمار، والغِراس، والإحياء، معتبرًا الإنسانَ في تلك المهمة محورَ عملية التعمير التنموية، عندما جعله قيمة حقيقية باستخلافه في الأرض، بما منَحه الله تعالى من قدرات ذهنية وجسدية متميِّزة، حيث قال تعالى في هذا الصدد: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30]، وبذلك كان الإنسان في المنظور الإسلامي للاستخلاف هدف التغير، ووسيلة التنمية في آن واحد، ومن ثَمَّ فليس له أن ينتظر مفاجآت كونيَّة، أو نموًّا تلقائيًّا للموارد، يعفيه من مسؤولية القيام بهذه المهمة الجليلة على أفضل نحو مُمكِن، على قاعدة: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]، فكانت مهمة الإنسان بذلك هي العمل بجد لإعمار الأرض؛ باستثمار المتاح له من رأس المال، وعدم تعطيله: ﴿ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ﴾ [الحشر: 7]، وأن يتم التشغيل بأعلى معايير الكفاءة الاقتصادية بمنطلق قاعدة: ((إن الله يحب إذا عمِل أحدكم عملاً أن يُتقِنه))؛ تلافيًا للهدر والضياع.


وتتميَّز العمليَّة التنموية في الإسلام باعتماد مقاصد التغيير الإيجابي للحال، كأساس في كل ما يتعلَّق بكل جوانب الإعمار، وَفْقًا للقانون الإلهي المركزي: ﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ [هود: 61]، في حين حارَب الإسلام التغيير السلبي: ((مَن غشَّنا، فليس منا))، وبذلك زج البُعد الأخلاقي في صميم عملية الإعمار بالتنمية، وهو ما تفتقر إليه اقتصاديات التنمية المعاصرة؛ حيث اعتادت أن تعتمد مقاييس مادية صِرفة، فخلَتْ بذلك من النفحات الرُّوحيَّة تمامًا.


ومن ذلك يتبيَّن عُمق الرؤية الإسلامية في النظر إلى أهمية التنمية في الحياة الاقتصادية للمجتمع، وضرورتها العملية في إصلاح معاش الناس، وتحسين مستواهم الاقتصادي والاجتماعي بالعمل على توفير السلع الضرورية اللازمة لإدامة حياة الناس، من خلال ما تُحقِّقه لهم التنمية من زيادة في الدخل كمكسب، وَفقًا لما يبذُلونه من جهد استخلافي للتعمير بمقياس: ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ﴾ [النجم: 39]، بما يَكفُل لهم حياة طيبة تتجسَّد في حقيقة: ﴿ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ﴾ [سبأ: 15]، الأمر الذي سوَّغ للمسلمين يوم ذاك اعتمادَ مقاييس نبيلة في تحقيق التنمية، بأعلى درجات التطلع المؤمن بمعيار: ((إذا قامت الساعة وبيد أحدكم فَسِيلة، فليَغرِسها))، وذلك على طول مسار حركة الاستخلاف في الحياة: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا"





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- تعقيب
نايف عبوش - العراق 24/08/2013 08:51 AM

الكاتب الفاضل علاء أحمد الضاحي - العراق:نعم كل مجتمع توجد فيه طاقات وإمكانات كامنة، والنكتة في كيفية تفجيرها بالاستخدام الرشيد لها.وقد كان منهج الرشد الإسلامي رائعا في توظيف طاقة المجتمع للأعمار على قاعدة (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)،فكان الازدهار الحضاري صورة مشرقة للتوظيف العقلاني للطاقات المتاحة، يوم اعتمد المجتمع المسلم ذلك النهج الرشيد.أقدر مرورك المتمعن ومداخلتك القيمة.
نايف عبوش

3- تعليق
علاء احمد الضاحي - العراق 23/08/2013 08:44 AM

التفاتة مهمة في هذا المقال لكاتب الأستاذ نايف عبوش ... مفادها أن على أي مجتمع عليه استنزاف طاقاته العلمية في كل الميادين دون الانتظار لحدوث معجزة كونية تصنع لنا ما نطمح إليه .. فكل مجتمع فعلا توجد فيه طاقات وإمكانيات.. ولكن الخلل في ترسيخ هذه الطاقات بالشكل الصحيح والحقيقي لها.. كلام مهم ونتمنى للأستاذ نايف عبوش المزيد من هذا الإبداع لتعم الفائدة الجميع وأشكرك مرة أخرى .. تقبل مروري ..

2- تعقيب
نايف عبوش - العراق 22/08/2013 04:42 PM

الشاعر الفاضل احمد ابو كوثر - العراق: بارك الله بك على هذه القراءة المتمعنة وهذه المداخلة الإيجابية.نسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق في رفد الساحة الثقافية العربية الإسلامية بكل ماهو بناء ومفيد.
نايف عبوش

1- رد على مقال الأستاذ نايف عبوش
الشاعر احمد ابو كوثر - العراق 22/08/2013 10:08 AM

الاستاذ الكاتب الكبير نايف عبوش أبو بشير حياك الله نشكرك على هذا المقال المفيد للمجتمع وهذا الربط الرائع لسعي الإنسان في الأرض من أجل الإصلاح والعمل من أجل خير الدنيا ومتاع الآخرة بارك الله فيك دام تألقك وإبداعك وكذلك بدورنا نشكر شبكة الألوكة والقائمين عليها لنشرها هذا الموضوع المفيد حياكم الله جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة