• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / إدارة واقتصاد


علامة باركود

مبادئ إسلامية للعمل الإداري

مبادئ إسلامية للعمل الإداري
محمد أكزناي الفريول


تاريخ الإضافة: 1/7/2013 ميلادي - 23/8/1434 هجري

الزيارات: 18250

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مبادئ إسلامية للعمل الإداري


إن المتأمِّل في النصوص الشرعية من قرآن وسنة يجد عددًا من المبادئ والقواعد الإسلامية التي يُمكِن الاستئناس بها لتَخليق العمل الإداري، والرقيِّ بمردوده، وفي هذا المقال المتواضِع سأُحاول الإشارة لبعضها من خلال ثلاثة جوانب:

1- جانب التسلسل الإداري:

العمل الإداري المقصود بهذا المقال هو العمل داخل المؤسَّسات التي تُنظِّم سير المجتمع والدولة؛ لذا سنَتناول بالحديث في هذا الجانب احترام قواعد التسلسل الإداري بين الموظفين في مختلف المصالِح الإدارية، وإن كانت هذه القواعد مُنظَّمة من طرف القانون فإن استِحضار الوازِع الديني من جانب الرؤساء والمرؤوسين يجعل العمل يسمو ويتطور في جوٍّ من التقدير والاحترام؛ فالرؤساء بالنسبة للعاملين تحت إمرتهم هم أولو الأمر في العمل، تجب طاعتهم واحترامهم؛ امتثالاً لقول الله - تعالى -: ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]؛ إذ إن وجودهم في مقعد التسيير والقيادة إنما هو نِتاج سُنَّة الله - تعالى - التي تَقتضي التفاوت في الدرجات والرتَب من أجل استمرار العمل وتكامُله؛ قال - عز وجل -: ﴿ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ﴾ [الزخرف: 32]، وهذا لا يَمنَع أن على الرؤساء أيضًا واجِبات تجاه مرؤوسيهم؛ منها إطلاعِهم على مسار العمل ومُستجداته، ومُشاورتهم؛ ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159]، ﴿ وَأَمْرُهُمْ شُورَى ﴾ [الشورى: 38]، ومخاطبتهم باللِّين والرِّفق، اقتداءً برسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي قال فيه سبحانه: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159].

 

2- الجانب العملي:

كل عمل في الإسلام - ما دام مَشروعًا - يَرتقي إلى درجة العِبادة، والعمل الإداري عبادة كسائر الأعمال، إلى جانب كونه مسؤولية وأمانة، ومِن ثمَّ على الإداري المسلم ألا يَستحضِر في عمله الأجر المادي الدنيوي فحسب، بل عليه أن يدرك أنه مسؤول عن إتقان عمله أمام الله تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]، مأمور أن يُحسِنه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾ [النحل: 90]، ثم يجب أن يُدرِك أنه لا يَخضع لرقابة رئيسه فحسب، بل رقابة الله - تعالى -: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 105].

 

إن استِحضار كل هذه القيم في العمل يؤدِّي إلى إتقانه وتجنُّب عدد من الأمراض التي عشَّشتْ في العمل الإداري مثل الرشوة، فالمؤمن يَستحضِر قول الله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ﴾ [الأعراف: 85]، وقوله سبحانه: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ﴾ [البقرة: 188].

 

3- الجانب التواصلي:

على المسلم أن يَستحضِر أثناء قيامه بعمله أنه يؤجَر على كل معروف يأتيه ويأمُر به، وهو له صدقة من الصدقات، وحسن تواصُلِه أثناء ممارسته لعمله الإداري إنما هو صدَقة من الصدقات، وإنما يتأتى ذلك بالرِّفق أثناء تخاطُبِه مع المواطنين، وأثناء شرحه لما يَحتاج الشرح، وحين تسليمهم وثائقهم وحاجياتهم؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزَع من شيء إلا شانه))[1]، وأول ما يَكون الرِّفق يكون بالكلمة الحسنة الطيبة؛ امتثالاً لقول الله - تعالى -: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83]، ورغبةً في أجر الكلمة الطيبة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والكلمة الطيبة صدقة))[2]، بل إن حسن التواصل يتعدَّى الكلام الطيب إلى تقديم العون للمُحتاج، وإن كان خارج الإطار المحدَّد للعمل، فيُساعد ذوي الاحتياجات الخاصة، ميسرًا لهم أمر دخول الإدارة ومُغادرتها، مُستحضرًا أن ذلك يعدُّ صدقة من الصدقات؛ لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وتُعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو تَرفع له عليها متاعه صدقة))[3].

 

وأخيرًا يُمكنني القول: إن استِحضار الوازع الديني والمبادئ الإسلامية الخلاقة، ومراقبة الله - تعالى - في العمل الإداري، خاصة في سائر الأعمال بشكل عام، سيؤدي - لا شك - إلى إتقان العمل وإخلاصه، مما سيدفع بالإدارة إلى الرقيِّ والتحسُّن، علمًا أن في تحسنها تحسُّنًا لسائر مناحي الحياة، ومضيًّا بالمجتمع والمواطن نحو غد أفضل.



[1]- مسلم: صحيح مسلم حديث 2594، الطبعة الأولى، دار ابن حزم، القاهرة، 2005 (ص: 731).

[2] - نفسه: من حديث 1009 (ص: 269)، من بين أنواع من المعروف يقع عليها اسم الصدقة.

[3] - نفسه: نفس الحديث 1009 (ص: 269).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة