• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / إدارة واقتصاد


علامة باركود

هدر المياه متواصل

هدر المياه متواصل
أ. عاهد الخطيب


تاريخ الإضافة: 20/1/2013 ميلادي - 9/3/1434 هجري

الزيارات: 23158

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هدر المياه متواصل


لا يكاد يمرُّ يوم لا ترى فيه تسرُّبًا للمياه بطرُق مُتعدِّدة، في هذا الحي أو ذاك، في مدينة الرياض أكبر المدن وأكثرها استهلاكًا لهذا المَورِد الحيويِّ؛ فمِن مياه تجري بغزارة من تحت بوابات أحد المنازل، أو مياه تتساقط مِن سطح إحدى البنايات، أو تَقطر مِن مُكيِّف صحراوي مُتهالك، إلى مشاهد أخرى يطول حصرها؛ مما يُثير الأسى عندما تتذكر التحوُّلات التي مرت بها كل قطرة مِن هذه المياه لتصير على ما هي عليه مِن عُذوبة، والمسافات الطويلة التي قطعتها مِن مصادر إنتاجها مِن محطات للتحليَة على شواطئ البحار أو آبار ارتوازية لتصلَ إلى البيوت والمنشآت، ثم ليَنتهي المطاف بكميات كبيرة منها تسيل بالشوارع على هذا النحو من دون فائدة، وما يُثير الاستغراب أن هذه التسريبات تعود لتُكَّرر مرةً تلو الأخرى مِن ذات الأماكن وبنفس الطرُق؛ مما يعطي دلالةً واضحة على أن مَن يَخصُّهم الأمر غير مكترثين بذلك، ما دام أنهم بمنأى عن أي عِقاب.

 

هذا ما تراه العين مِن هدر في الشوارع، أما ما يتسرب داخل المنازل، فقد يكون أكبر، وهو يحصل عادةً للأسباب نفسها؛ مِن إهمال الصيانة للشبكات الداخلية مِن أنابيب وصنابير تالفة، وغيرها من أجهزة مُتعدِّدة تستخدم المياه.

 

السبب الآخر الهام لتسرُّب المياه الصالحة للشرب، وتقع مسؤوليته على الجهات المختصَّة بالدرجة الأولى، هو ما يَحصل في شبكة المياه ذاتها قبل وصول الماء إلى الجِهة المُستهلِكة، وهذه نسبة قد تكون عالية جدًّا؛ لأن أقطار الأنابيب الناقلة للمياه بين المدن وفي الشوارع تكون كبيرةً، وعند حصول كسْر أو تلفٍ ما فيها تتسرَّب كميات هائلة في وقت وجيز.

 

قد لا يتوفَّر رقم دقيق لنسبة التسرُّب في الشبكة الخارجية، ولكنه لا يقلُّ عن 10 % في أحسن الأحوال، وإذا افترضْنا - متفائلين - نصْف هذه النِّسبة من التسرُّب لدى المُستهلِكين، فهذا يعني - بلُغة الأرقام - أن مقدار ما يتسرَّب من الماء يوميًّا في الرياض على أقل تقدير هو حوالي (270000) متر مكعب؛ اعتمادًا على الاستهلاك الكميِّ للمدينة، والذي يبلغ حوالَي 1. 8 مليون متر مكعب يوميًّا بحسب إحصاءات حديثة؛ أي: ما يمكن أن يُشكل بحَيرة صغيرة من المياه العذبة، طبعًا هذه خسارة فادحة في بلد جافٍّ، يَشكو مِن ندرة مصادر المياه الطبيعية.

 

الوجه الآخر لهدر المياه العذبة، والذي قد يكون أكثر فداحة هو: الإفراط في الاستهلاك، وسوء الاستخدام، الناجم عن ضعف ثقافة الترشيد لدى الأفراد أحيانًا، أو حتى - للأسف - الإهمال وعدم الاكتراث، وكمثالٍ يسير على هذا الأمر فإن مِقدار ما يحتاجه شخص للوضوء هو حوالَي لتر من الماء، وهذه الكمية تفي بالغرض عندما نكون خارج بيوتنا في نزهة أو سفر وما نحمله من المياه كميَّة محدودة، ولكننا عندما نستخدم صنابير المياه، فإننا نَستهلِك أضعاف هذه الكمية، ويمكن مشاهدة عدم الترشيد هذا بوضوح في سلوك المتوضِّئين في المساجد؛ حيث تجد كثيرًا منهم يتركون الصنابير تصبُّ المياه بكامل طاقتها لفترة طويلة دون الالتفات لما يُهدَر من الماء زيادةً عن الحاجة، ولا شك أن مثل هذه العادات الخاطئة التي لا تُراعي الترشيد تَحصُل في البيوت وأماكن العمل أيضًا.

 

بإمكان الفرد منا - إذا توفَّرت لدَيه النيَّة - أن يوفر نسبةً عالية مِن استهلاكه المعتاد من المياه؛ بقليل من تعديل سلوكه، وتطبيق أيسرِ مبادئ الترشيد، وهذا أمر قابل للتحقيق بسهولة إن كان الحافز الأول لذلك مخافة الله؛ لأن معدَّل استهلاك الفرد يتجاوز 300 لتر يوميًّا، وهو رقم مرتفع جدًّا حتى بالنسبة للبلدان الغنية بالمياه، فاختصار كثير مِن هذه اللترات يوميًّا ليس بالأمر الصعب على أي واحد كان إن عقَدَ العزم على ذلك، ولنتذكَّر أن كل لتر يوفره الفرد مِنا يوميًّا يعني أكثر مِن خمسة ملايين لتر من الوفر على مستوى مدينة بحجم الرياض قياسًا بعدد قاطنيها، والواجب ألا يَغيب عن البال أننا في الوطن العربي عمومًا - وفي منطقة الخليج خصوصًا - نعيش في أفقر منطقة من العالم في مصادر المياه الطبيعية؛ حيث تشحُّ مياه الأمطار في أغلب الأجزاء، وتقلُّ المصادر الطبيعية الأخرى للمياه العذبة كالبحيرات والأنهار والمياه الجوفية، فيتحوَّل الاعتماد بشكل أساسي على مياه البحر المُحلاة بتكاليف إنتاجها المرتفعة، إضافةً إلى تكاليف جرِّها مسافات طويلة لمواضع استهلاكها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة