• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / إدارة واقتصاد


علامة باركود

إشراقات قيادية

إشراقات قيادية
هشام محمد سعيد قربان


تاريخ الإضافة: 18/12/2011 ميلادي - 23/1/1433 هجري

الزيارات: 5068

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مرَّ علمُ الإدارة والقيادة بمراحل وأطوار مختلفة، في محاولتِه تفهم خصائص النفس الإنسانية؛ نظرًا لكونها العامل الأساس في منظومةِ الإدارة والإنتاج في عالم المنشآت، ومن هذه المراحل المبكِّرة والمتعثرة نظريةُ الإدارة العلمية (Scientific Management)، التي وضعَهَا "فريدويك تايلور" في أوائلِ القرن العشرين الميلادي، وقد أغفلت هذه النظريةُ الجوانبَ النفسية للأداءِ الإنساني، حين نظرت إلى الإنسانِ نظرةً باردة تجعله شبيهًا بإحدى الآلاتِ الصماء في المصانع، يؤدِّي عملاً أو ينتج منتجًا في وقتٍ محدد ومعلوم وفق خطواتٍ مقننة لا يتعدَّاها قِيد أنملة، بل إنها حاولت إدخاله في سباقٍ محموم وغير منصف مع آلاتٍ لا تملُّ ولا تكل لزيادةِ طاقته الإنتاجية، وبالغت في نظرتِها هذه ووضعت له مقاييسَ ومعايير صارمة للأداء والإنتاجِ في كلِّ عملٍ من الأعمال.

 

لكن هذه النظرية فشلت بعد تجربتِها في عالم الواقع، وأعلنت إفلاسَها لمخالفتِها فطرةَ الإنسان، فالإنسانُ مخلوقٌ فريد تتحكم فيه مجموعةٌ معقدة ومتشابكة من المشاعرِ والرغبات، فهو يحبُّ ويكره، ويرضى ويسخط، ويفرح ويحزن، وينشط ويفتر، ويؤثر ويتأثر، يحلق عاليًا بأحلامه وطموحاته، بل ويتحدَّى الصِّعابَ ليحقِّقَ إبداعاته ويفخر بها وإن كانت صغيرة.

 

تلت هذه النظرية محاولاتٌ ونظريات أخرى تبتعد وتقترب في سعيها لفهمِ هذا الإنسان، وفي نهايةِ المطاف تغلبت الفطرةُ البشرية وأنصارها، وتوجوا نصرَهم بنطريات جديدة وتوجهات أكثر إنصافًا وإنسانية، واختفت نظريةُ الإرادةِ العلمية وأشباهها، وحلت محلها نظرياتٌ أخرى تتمحورُ في مجموعِها في فنِّ إدارة الموارد البشرية وقيادتها على أساسٍ متين؛ هو فهم النفس الإنسانية، كما خلقها الله - عزَّ وجلَّ.

 

هذا الاستعراضُ السريع الذي يلمس الفرق الكبير بين علومِ الإدارة في القديم والحديث، يجعلنا نعترفُ بالفضلِ لهؤلاء الباحثين، فبسبب جهودِهم تجد رئيسَك في العمل يشعر بحزنِك ويتفاعل وجدانيًّا معك عند وفاةِ قريب لك، بل ويسرعُ باتخاذِ الإجراءات اللازمة لكي يعينك على السفرِ إلى أقربائك لعزائهم ومواساتهم، وبسبب جهودِهم يعاملُ الرئيسُ مرؤوسيه معاملةً راقية تمتلئ بالثقةِ في قدرتهم على الأداءِ والإنتاج، التي تتعدَّى الحدود الضيقة لأداء العملِ المطلوب إلى أداءٍ يتميزُ بالإبداع والأصالة، يحقِّقُ الهدفَ المنشود مشفوعًا بإضافاتٍ قيمة تثري العمل وتطور المنتج وتحفز الأداء وتزيد العامل استمتاعًا وحماسًا.

 

هذا التطورُ الذي أصاب مفهومي الإدارة والقيادة، بلا شك يملأ قلوبَنا بالامتنان والشكر لكلِّ من أسهم من الباحثين الذين نجحوا في تغييرِ النظرة إلى العاملين من كونهم آلاتٍ خالية من المشاعر، إلى كونهم بشرًا يحسُّون ويشعرون ولديهم طاقاتٌ وقدرات دفينة يكتشفُها القائد الحصيف، ويوجهها إلى المصالحِ العليا في إشراقاتٍ إدارية وقيادية، تمحو ظلامَ الفكرِ المخالف لفطرة الخلق، وتنير بشمسِ العلم والهدى الطَّريقَ إلى مستقبلٍ أفضل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة