• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / إدارة واقتصاد


علامة باركود

القواعد الأخلاقية المرتبطة بالمجال الاقتصادي ودورها في تحقيق الأمن

القواعد الأخلاقية المرتبطة بالمجال الاقتصادي ودورها في تحقيق الأمن
زهراء الشرفي


تاريخ الإضافة: 7/11/2018 ميلادي - 28/2/1440 هجري

الزيارات: 8247

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القواعد الأخلاقية المرتبطة بالمجال الاقتصادي

ودورها في تحقيق الأمن

 

جديرٌ بالتذكير بأن الرسول صلى الله عليه وسلم نَهَجَ المجتمع المدني بمجموعة من الضوابط الأخلاقية والاجتماعية المنظِّمة للمجال الاقتصادي.

 

ومما ينبغي الإشارة إليه أنه صلى الله عليه وسلم ربط استقرار هذه القوَّة الاقتصادية بتحقُّق شرط الإيمان بالله، فليس في الدين الإسلامي اقتصادٌ منفصلٌ عن الإيمان بالله، وعن القيم الجماعية، وعن صِلَة الرَّحِم، وليس في ديننا اقتصادٌ منخرم عن أخلاق الإسلام الفاضلة، نعم كما أنه ربط النجاح الاقتصادي بالابتعاد عن المعاملات الاقتصادية الفاسدة التي تؤذي الآخرين بأكل حقوقهم بالباطل، وتجعل الربح الاقتصادي يتضخَّم عند فئة قليلة من المجتمع، وفي هذا المطلب سنُحاول معرفة بعض تجليات الأمن المتعلِّقة ببعض هذه القواعد.

 

جديرٌ بالتذكير أن مظهر الأمن الاجتماعي تجلَّى لنا في كون الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجعل التجارة علاقات تجارية جافَّة؛ بل جعل حركتها تدور مع حركة المجتمع، وجعل القوة الاقتصادية متوقِّفة على توفُّر مجموعة من القيم الاجتماعية؛ كقيم التكافُل والتعاوُن، ونقتصر على بعض هذه القواعد: قاعدة صلة الرحم، والإنفاق، والتقاسم والتشارُك، التيسير والتسامح كالتالي:

♦ مظهر الأمن من خلال ربط الاقتصاد بصلة الرَّحِم: من المعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم حثَّ على صلة الرحم، وربطها لنا بالرزق الكبير؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: سمِعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((مَنْ سرَّهُ أن يُبْسَطَ له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليَصِلْ رحِمَه))[1] من خلال هذا الحديث يتجلَّى لنا مظهر الأمن في كونه صلى الله عليه وسلم ربط توسِعة الرزق بتحقُّق صِلة الرَّحِم؛ أي: إنه صلى الله عليه وسلم بيَّن لنا أن الزيادة في القوة الاقتصادية التي تشكل نوعًا من الأمن الاقتصادي مرتبطةٌ بتحقُّق التواصُل مع الأرحام الذي هو يدخل في نطاق الأمن الاجتماعي، وبتعبيرٍ آخر: إن مظهر الأمن هنا يتجلَّى لنا في كون الرسول صلى الله عليه وسلم أشار إلى قاعدة مهمة؛ وهي أن الأمن الاقتصادي للأفراد مرتبطٌ بتحقيق أمن اجتماعي بصلة هذه الأفراد لأرحامِها.

 

♦ مظهر الأمن من خلال ربط الاقتصاد بالتقاسم: إن المتأمِّل في المجهودات النبوية في المجتمع المدني الموجهة لتحقيق أمن اقتصادي يتبيَّن له التقاسم بين أفراد المجتمع المدني، والحديث التالي يؤكد لنا هذا الأمر ((الناس شركاء في ثلاث: الماء، والكلأ، والنار))[2]، ويتجلَّى لنا مظهر الأمن هنا في كونها تحدث نوعًا من اللحمة الاجتماعية، ونوعًا من التعاون والترابُط رغم أنها قد تنتج عنها بعض المشاكل أو النزاعات؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم وضع ضوابط ضابطة لحدوث مثل هذه الأمور، والمتأمِّل في تجليات الأمن كذلك لهذه القاعدة يتبيَّن له أنها تؤدي إلى تحقيق أمن اقتصادي؛ لأن التعاون والتشارُك يؤديان إلى ربح في الوقت وزيادة في الإنتاج .

 

♦ مظهر الأمن من خلال ربط الاقتصاد بالإنفاق: من المعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم حثَّ المجتمع المدني على الإنفاق وإغناء الفقراء، كما أنه وضَّح لنا أن القوة الاقتصادية تتضاعف بالإنفاق في سبيل الله تعالى، وقد وردت مجموعة من الآيات بخصوص هذا الأمر، وفيما يلي بعض الأمثلة:

♦ ﴿ أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ﴾ [البقرة: 267]، إن المتأمل في هذه الآية يتبيَّن له أن صورة الأمن تتجلَّى في أمره عز وجل بالإنفاق على الآخرين؛ أي: إن صورة الأمن هنا تتجلَّى لنا في كونها تُحقِّق أمنًا اقتصاديًّا ونفسيًّا للآخرين بواسطة هذا الإنفاق.

 

♦ ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261]، يتجلَّى لنا الأمن الاقتصادي في هذه الآية في كون الله تعالى يُضاعف لنا مقدار ما نتصدَّق به، كما أن مظهر الأمن يتجلَّى لنا في كون الله تعالى ربط لنا القوة الاقتصادية بالإنفاق في سبيل الله تعالى، وبهذا فإن الإنسان قد يصل إلى درجات لا حدود لها من الأمن الاقتصادي بالإنفاق في سبيل الله تعالى، ومما ينبغي الإشارة إليه أن الإنفاق يُحقِّق لنا كذلك نوعًا آخر من الأمن، وهو الأمن النفسي للشخص الذي تم الإنفاق عليه؛ حيث يشعُر بالاطمئنان والأمن نتيجة إنفاق الآخر عليه، كما أن صورة الأمن في هذه الآية تتجلَّى لنا في تحقيق الأمن الاجتماعي بإشاعة رُوح التعاون والتواصُل مع أفراد المجتمع بفلسفة الإنفاق.

 

♦ ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 262] يمكن ملاحظة تجليات الأمن هنا، في كون هذه الآية يَعِدُ فيها اللهُ عبادَه المنفقين في سبيل الله بالأمن وعدم الخوف، كما أن مظهر الأمن هنا يتجلَّى لنا في تحقُّق أمن اقتصادي للأفراد بالإنفاق، يدل عليه ﴿ لَهُمْ أَجْرُهُمْ ﴾؛ لكن ينبغي الالتزام ببعض الآداب الاجتماعية كعدم المنِّ بالصَّدَقات.

 

والناظر للسيرة يتبيَّن له أن الرسول صلى الله عليه وسلم حقَّقَ أمنًا اجتماعيًّا واقتصاديًّا، ونفسيًّا ومكانيًّا للآخرين بواسطة الإنفاق، وشجَّع الصحابةَ على الإنفاق، وفيما يلي بعض الأمثلة:

♦ الحديث الذي رواه مسلم: "عن أبي سعيد الخُدْري، قال: أصيب رجل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمار ابتاعها، فكثُر دَيْنُه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تصدَّقُوا عليه))، فتصدَّقَ الناسُ عليه، فلم يبلغ ذلك وفاء دينه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لغُرمائه: ((خذوا ما وجدْتُمْ، وليس لكم إلَّا ذلك))[3]، إن صورة الأمن هنا تتجلَّى لنا في كون الرسول صلى الله عليه وسلم حقَّق الأمن لهذا الرجل الذي كثر دَيْنُه بإشاعة مبدأ الإنفاق والتكافُل معه.

 

وممَّا ينبغي الإشارة إليه أن الإنفاق في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بلغ أقصى مراتب الكمال؛ حيث نجد أنه خصَّص الصحابيَّ بِلالًا للقيام بهذه المهمة، وفي هذا السياق يقول الكتاني - كما ورد في "مختصر السيرة لابن جماعة -: "كان بلال المؤذن على نفقات رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وكان يُوصيه صلى الله عليه وسلم بالإنفاق؛ فعن عبدالله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((أنفِقْ بلالُ، ولا تَخْشَ من ذي العرش إقلالًا))[4].

 

وفيما يلي بعض الأحاديث التالية التي ذكرها الكتاني في كتابه "التراتيب"، باب: المنفق على رسول الله، تبيَّن لنا هذا الأمر ذلك:

♦ في سنن أبي داود والبيهقي عن عبدالله الهوزني، قال: لقيت بلالًا بحلب، فقلت: يا بلال، حدِّثني كيف كانت نفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ما كان له شيء، وكنت أنا الذي ألي ذلك منه منذ بعثه الله حتى تُوفِّي، وكان عليه السلام إذا أتاه الإنسان مسلمًا يراه عاريًا، يأمرني فانطلق فأستقرض، فأشتري له البردة، فأكسوه وأطعمه"[5] إن هذا الحديث يكشف لنا على نوع من الأمن النفسي والاجتماعي الذي كان يُحقِّقه الرسول صلى الله عليه وسلم للناس والذي تمثَّل لنا في شكل أمن غذائي ناتج عن الإطعام، واجتماعي ناتج عن كسوة هؤلاء المحتاجين.

 

♦ في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أتى قومًا من مضر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتمعَّر وجهُه لما رأى بهم من الفاقة، فدخل بيته فلم يجد شيئًا، ثم خطب في الناس ووجههم إلى الصدقة لسدِّ حاجاتهم؛ (راجع الحديث بتمامه في صحيح مسلم)، هذا الحديث يكشف لنا عن نوع من الأمن الذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُوفِّره للأفراد بإشاعة فلسفة الإنفاق.

 

♦ مظهر الأمن من خلال ربط الاقتصاد بالتسامح: من المفيد أن نذكِّر بأنه صلى الله عليه وسلم وجَّه المسلمين في هذه المعاملات إلى قيم التسامُح، وفي هذا السياق يؤكِّد لنا كتاب الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأمر "وكانت توجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم تقضي بضرورة التسامُح بين المتبايعين"[6].

 

والأحاديث التالية تؤكد لنا ذلك:

♦ عن عبيدالله بن عبدالله، أنه سمِع أبا هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((كان تاجر يداين الناس، فإذا رأى معسرًا، قال لفتيانه: تجاوزوا عنه، لعلَّ اللهَ أن يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه))، يتجلى لنا مظهر الأمن هنا في كون الله تعالى قد حقَّق لهذا التاجر الأمن؛ بسبب تحقيقه الأمن لهذا المعسر.

 

♦ وروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى"[7]، أي: سمحًا جوادًا متساهلًا، يوافق على ما طلب منه، (اقتضى) طلب الذي له على غيره"[8]. ويتجلَّى لنا مظهر الأمن هنا في تحقيق أمن اجتماعي وأمن نفسي لهؤلاء المعسرين والمحتاجين برحمتهم، والأخذ بعين الاعتبار لظروفهم وأحوالهم.

 

خلاصة:

♦ مما سبق يتبيَّن لنا أن الإسلام ربط لنا الاقتصاد بمجموعة من القواعد الأخلاقية الاجتماعية؛ لتحقيق الأمن لجميع الأفراد، ولتبيان أن المال مال الله، لا ينبغي أن ننسى فيه حق الفقراء والمحتاجين، ولم يجعل الاقتصاد خاليًا من الرُّوح متحجِّرًا، لا صلة له بالدين؛ بل جعل الكفر بأنعم الله سببًا في انعدام الأمن الاقتصادي على الإنسان.

 

وجعل لنا قوة المدخول الاقتصادي مرهونة بتحقق صلة الرَّحِم والإنفاق، وتحقُّق قيم التكافل والتضامن وبتقوى الله تعالى وبذكره.



[1] صحيح البخاري، كتاب: البيوع، باب: من أحب البسط في الرزق، ج 3، ص 56، رقم 2067.

[2] أخرجه أبوداود، حديث 3477، ابن ماجه، حديث 2472، وأحمد 5 /364.

[3] صحيح مسلم.

[4] التراتيب؛ للكتاني، ج 1، ص 343.

[5] التراتيب؛ الكتاني، ج 1، ص 343.

[6] الإدارة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ عجاج الكرعي، ص 180.

[7] صحيح البخاري، كتاب: البيوع، باب: السهولة والسماحة في الشراء والبيع، ومن طلب حقًّا فليطلبه في عفاف، ج 3، ص 57، رقم 2076.

[8] صحيح البخاري، كتاب: البيوع، باب: السهولة والسماحة في الشراء والبيع، ومن طلب حقًّا، فليطلبه في عفاف، ج 3، ص 57.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة