• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / إدارة واقتصاد


علامة باركود

المتشبع بما لم يعط

المتشبع بما لم يعط
د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي


تاريخ الإضافة: 9/10/2018 ميلادي - 29/1/1440 هجري

الزيارات: 27693

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المتشبِّع بما لم يُعطَ

 

التلبُّس بزي ليس له وأخذ شيء ليس ملكه:

قد ترى بعض الناس لضعفه وقلة حيلته وبضاعته ومحدودية فكره، يحب أن يظهر دائماً، ويبرز أمام الآخرين بأنه هو صاحب المبادرات، وأنه هو الرجل المؤثر في عمله، وهو الذي له الكلمة الأولى على المستويات العليا والرسمية، وهو الذي يعمل، ويفهم، ويبتكر، وهو الذي ينتج، وهو.... وهو.... الخ، وتجده حريصاً كل الحرص على الظهور الإعلامي في أية فرصة وجدها، وربما لمصالح دنيوية معينة مع بعض الإعلاميين يهيئون له مقابلات وظهور إعلامي مزيف بين الفينة والأخرى.

 

إن هذا الصنف من الناس إذا كانوا في أماكن ذات أهمية وقيادية، فالطامة أكبر وأعظم، لأن العاملين معهم تذهب جهودهم هباء منثوراً يعملون وينتجون ويفكرون، ثم تنسب أعمالهم وجهودهم لغيرهم، وبالتالي فهؤلاء تضعف عزائمهم نحو العمل والإبداع والتفوق والرقي.

 

وقد نبهت الشريعة الإسلامية إلى هذا الخلل، فقال الله تعالى: ﴿ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [1].


قال ابن كثير -رحمه الله-: "يعني بذلك المرائين المتكثرين بما لم يُعْطَوا"[2].

 

وجاء في الحديث الشريف عَنْ أَسْمَاءَ رَضِي الله عَنْهَا أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي ضَرَّةً, فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ إِنْ تَشَبَّعْتُ مِنْ زَوْجِي غَيْرَ الَّذِي يُعْطِينِي, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ"[3].

 

وعنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "وَمَن ادَّعَى دَعْوَى كَاذِبَةً؛ لِيَتَكَثَّرَ بِهَا, لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ إِلَّا قِلَّةً "[4].

 

ولا شك أن هذه خصلة وصفة ذميمة يجب على المسلم الترفع عنها، وأن يحرص على تقوى الله تعالى، وألا يجعل حظه من الدنيا ثناء الناس عليه، وقد تسول نفسه لضعفه وقصوره البشرى الحرص على الثناء من الناس، ولكن المهم لا يكون على حساب الآخرين، وأخذ ما ليس له، فينبغي العمل والاجتهاد وإعطاء كل ذي حق حقه، ولا شك أن الثناء والمدح يأتي بطبيعته نتيجة العمل الجاد والإخلاص فيه، فما كان لله تعالى فهو الباقي، وما كان للناس فهو الفاني.

 

إن الجهات المعنية بحاجة ماسة إلى وضع الضوابط والمعايير المحددة التي يتم التعرف من خلالها على هذا الصنف، لأنهم بسلوكياتهم هذه يؤثرون سلبياً على رقي الأمة وتقدمها، ومن أهم الخطوات المهمة لمعالجة هذا الموضوع:

♦ تقديم دورات شرعية وإدارية ومهارية للعاملين في مختلف المجالات والمستويات.

♦ إيجاد معايير واضحة ومحددة لاختيار العاملين، وخصوصاً المواقع المهمة والحساسة.

♦ الحرص التام على التقويم المستمر، ويكون وفق آليات فاعلة وذات موضوعية عالية.



[1] سورة آل عمران، الآية رقم: 188.

[2] ابن كثير، إسماعيل بن عمر، تفسير القرآن العظيم، ج2، ص 181.

[3] البخاري، صحيح البخاري، كتاب: النكاح، باب: المتشبع بما لم ينل وما ينهى من افتخار الضرة حديث رقم: 4818.

[4] مسلم، صحيح مسلم، كتاب: الإيمان، باب: غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه، حديث رقم: 160.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر
عبد المطلب - الجزائر 17/04/2020 09:34 PM

السلام عليكم شكرا لك أستاذ موضوع من الأهمية والإشارة بمكان وهذه المشكلة قد زاد من حدتها مواقع التواصل الاجتماعي وتقنيات الإعلام.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة