• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

كيف يفكر ويخطط هؤلاء؟

كيف يفكر ويخطط هؤلاء؟
علي الغامدي


تاريخ الإضافة: 14/2/2016 ميلادي - 6/5/1437 هجري

الزيارات: 4638

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كيف يفكر ويخطط هؤلاء؟

 

قبل ما يُقارِب عقدين من الزَّمن، كنتُ في رحلة مع لجنَة مسلمي إفريقيا في مدينة زنجبار ذات الحكم الذَّاتي التابعة لدولة تنزانيا، ما شدَّني في هذه المدينة الجميلة وسط المحيط طابَعُها الإسلامي الأصيل، كما أنَّ آثار الحُكم العربي العُماني لها يتجسَّدُ في طابعها المعماريِّ العربي، والقصورِ الفارهة الأنيقة على المحيط الهندي، وتَحتوي هذه القصور على أول مصعَد يَدخل القارَّةَ الإفريقية؛ مما يدلُّ على مدى التقدُّم الذي كانت تَعيشه في ظلِّ الحكم العربي البوسعيدي.

 

لعلَّ هذه مقدِّمة عن هذا الأرخبيل الجميل الذي تتزيَّن شوارعُه بشجر المانجو ذات الإنتاج الغزير والجودَةِ العالية.

 

بعد زيارتِنا لمكتب لجنة مسلمي إفريقيا والقيام بجولةٍ على مشروعاتها التنمويَّةِ والعلمية، التي من أهم مشاريعها في تلك المدينة تأسيسُ كلِّيات تقنية وشرعيَّة تَعتني بشباب هذه المنطِقة المنسيَّةِ - للأسف الشَّديد - رغم عُمق جذورها الإسلاميَّة منذ مئات السنين.

 

ممَّا شدَّ انتِباهي وجعلني أكتُب هذه الأسطر ما رأيتُه أثناء زيارتي؛ من قيام بعض المؤسَّسات التنصيريَّة الغربية بتأسيس مدارس متخصصة للمتفوِّقين فقط من أبناء المسلِمين، ويتمُّ بعد ذلك ابتعاثهم إلى أوروبا حتى يكمِلوا تعليمَهم الجامعي، ومِن ثمَّ يعودون إلى بلادهم وقد تقلَّدوا أعلى المناصِب الحكوميَّة بعد أن تَمَّ سلْخُهم من ثقافتهم ودينِهم وتاريخهم واستبدالُها بالنَّمط الغربيِّ.

 

ويضطر أهلُ هذه المنطقة تحت وطْأة الفقرِ إلى إرسال أبنائهم إلى هذه المدارس التي تُعطيهم بعضَ الفُتات بينما في المقابل تَسلب عقولَ أبنائهم.

 

هل تعلمون أنَّ في إفريقيا وحدها ما يُقارب خمسمائة مَدرسة كنسيَّة لتخريج المنصِّرين والقساوسة، وما يزيد عن عشرين ألف معهدٍ كنسيٍّ، جميعُها تَعمل ضمن خطَّة مُحْكمة من وقت التحاق الطلَّاب حتى تَقلُّدهم أعلى المناصب في دولهم؟

 

كما أنَّ في أفغانستان أكثر من 103 منظَّمة إغاثة صليبيَّة تَعمل في أوساط اللَّاجئين، في مقابل 12 منظمة إسلاميَّة.

 

لن أتحدَّث عن عدد المنظَّمات الكنسيَّة الهائل في إندونيسيا، وسأكتفي بتَذكير القارئ الكريم أنَّ تيمور الشرقيَّة اقتُطِعَت من جسدها كنتيجة مؤلِمة لعمَلٍ متواصل للبعثات الكنسية.

 

هذه الخطط بعيدة المدى التي تمتدُّ لسنوات، فقط يُجيدها مَن له أهداف ورؤية واضِحة في صُنع الولاءات والتوجُّهات في الدول المستهدفة.

 

والسؤال الذي يَطرح نفسَه: هل لدى الدُّول الإسلاميَّة خططٌ بَعيدة المدى وقصيرة المدى للحِفاظ على بَيضة وديار الإسلام من الذَّوبان في هذا الكَمِّ الهائل من الغزْو الفِكري الثقافي؟

 

أكثر مَن استفاد من هذه الطَّريقة الاستعماريَّة الجديدة في بِلاد المسلمين وقام بتَنفيذها بحذافيرها، وخاصَّة في الدول الفقيرة في إفريقيا وآسيا في عصرنا الحاضِر - للأسف - الثورةُ الإيرانيَّة.

 

إيران والغرْب لدَيهم مَنظومة متكاملة في نَشْر ثقافتِهم ومبادئهم المنحرِفة في مُحيطنا الإسلامي، بينما الغالبيَّة من أهل الحق في سُباتٍ عميق.

 

إنَّ من أهمِّ أسباب هذا السُّبات العميق ضَياعَ البوصلة والرؤية المستقبليَّة في محيطنا الإسلامي، وعدمَ وجود خطط واضِحة تهدف إلى الحفاظ على شبابنا من هذه الاختِراقات الخطيرة التي نَدفع ثمنَها الآن في أكثر من قُطرٍ من عالمنا الإسلامي.

 

كما أنَّ علينا أنْ نتعلَّم من أخطائنا السَّابقة؛ فالطَّريقة التقليدية التي تَقوم بها المؤسسات الخيريَّة وكذلك الممثلات الدبلوماسيَّة للدول الإسلاميَّة بحاجة إلى إعادة صياغَة خُطَطها وأهدافها؛ حتى لا نَخسر المزيدَ والمزيد من شَبابنا وفتياتنا وأوطاننا.

 

ومن المهمِّ مَعرفتُنا بطريقة تَخطيط وتفكير الأعداء الذي يُعتبر البداية الصَّحيحة ومِفتاح الحلِّ لمقاومة هذا الاختِراق؛ فغير ذلك ستكون فقط اجتهادات فرديَّة تأثيرها مَحدود ومحدود جدًّا، ولن تَستطيع وقف هذا الزَّحف الجارِف، الذي تقِفُ خلفَه دولٌ رصدَت له الميزانيَّات والكوادر الهائلة، كما هو واقع الحال.

 

ولعلِّي أؤكِّد ما كتبتُه في مقالاتٍ سابقة من ضرورة وجود مَراكز أبحاث متخصصة في هذا الشأن، تَقوم بعمل دراسات بحثيَّة وميدانية، ومِن ثمَّ ترفع توصياتها لصنَّاع القرار لعمَل اللَّازمِ، ورصْد الميزانيات والكوادر لها؛ بهدف الحِفاظ على هويَّة وثقافة شبابنا من هذه الاختِراقات المسمومة التي كان لها دورٌ كبير في تشظِّي وتفكُّك محيطنا الإسلامي والعربي، وما يَحدث الآن في لبنان وسوريا والعراق واليمن خير شاهدٍ على ذلك.

 

والسؤال الذي أختم به: هل أدرَكْنا حجمَ الخطَر المُحدق بنا، أم أنَّ الأمور تَسير على ما يرام ولا داعي للقلق؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة