• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ثقافة ومعرفة / فكر


علامة باركود

القيم الإسلامية وترجمتها إلى واقع ملموس

القيم الإسلامية وترجمتها إلى واقع ملموس
د. زكريا بشير إمام


تاريخ الإضافة: 30/1/2016 ميلادي - 20/4/1437 هجري

الزيارات: 12017

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القيم الإسلامية وترجمتها إلى واقع ملموس


إن قيم الإسلام كافية وشاملة لو أننا اتبعناها وترجمناها إلى الواقع المعيش، وتركنا الطريقة البالية والتي تتمثل في التغني بتلك المُثل وكمالها، دون بذل أي محاولة لتمثُّلها وتطبيقها عمليًّا، فهنالك قيم:

1- القدوة الحسنة التي يمكن أن تلهم القيادة السياسية والتربوية؛ لتضرب أروع الأمثلة في الحس الوطني، محاربة للإسراف والتبذير والترف، والمظاهر الكاذبة.

 

2- وهنالك قيم القصد في الصرف، وعدم التبذير والإسراف، والاقتصاد نصف المعيشة، ولكننا نصرف بغير حساب.

 

3- وهنالك التحذير الشديد من الترف، ومن الفساد، وأنه نذير شؤم وزوال وهدم؛ ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴾ [الإسراء: 16].

 

4- وهنالك قيم العمل الدؤوب والمثابرة، وأخذ الأجور والأموال بحقها؛ (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه)، (وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا، فَاسْتَوْفَى مِنْهُ، وَلَمْ يُعْطه أَجْرَهُ).

 

5- وهنالك قيم الاعتماد على النفس وعلى الموارد المتاحة، والتوجه إلى الله بالدعاء بالصلاة؛ لكي يوسع هذه المصادر ويبارك فيها، وأن اللجوء إلى الاقتراض يأتي في ظروف الحاجة القصوى، وندبه السداد الفوري متى تيسر ذلك؛ حتى لا تؤكل أموال الناس بالباطل، وحتى يأتي الاستمتاع بطيبات الحياة نتيجة للجهد وللإنتاج.

 

6- وأخيرًا وليس آخرًا، هنالك قيم المشاركة في الرأي وعدم الانفراد بالقرار، وأنه ما ندم من استخار ولا خاب من استشار، وأن المسلمين أمرهم شورى بينهم، فلا فردية ولا تسلُّط.

 

والتعليم المطلوب هو الذي:

1- يستوجب كل هذه القيم النبيلة الصالحة، مما ذكرناه في هذه العجالة ومما لم نذكره.

 

2- نأخذ بمنحى شامل لا ينفصل فيه التوجيه الروحي عن الإعداد العلمي والعملي والتقني، ولا تنفصم فيه القدوة الأخلاقية عن الكفاءة والمقدرة، ولا يعرف ثنائية الدين والحياة.

 

3- تعليم يؤسس عمله الواقع، ويواجه تحديات المرحلة، وعلى رأسها التحدي الحضاري الذي تعيشه الأمة السودانية في هذه الأيام، بل وفي هذا العقد من القرن العشرين.

 

فإن التاريخ مسرح كبير، يحتله من يستطيع أن يمكث على خشبته، دون أن يصرخ فيه المشاهدون: أن انزل، هذا بالنسبة للأفراد وكذلك بالنسبة للأمم؛ ﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 140].

 

وللحضارات والدول أعمار كأعمار البشر تبدأ وتنتهي - حسب تعبير ابن خلدون - وأن بقاءها مرهون بمقدرتها على الاستجابة الناجحة للتحديات الحضارية العظمى التي تعترض سبيلها، ويوم تفشل في هذه الاستجابة الناجحة، فإن ذلك مدعاة لمسيرة الذبول والتدهور والانهيار الشامل، سُنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولا تحويرًا.

 

4- والتعليم المطلوب هو الذي يربط الإنسان بأصله وعقيدته، ويمده بالوعي المتقد والذكرى التي لا تذبل أو تخفت، الذكرى بالبداية وبالفطرة وبالروح، وأن كل شيء هالك ولا بقاء ولا خلود إلا لله، والعمل الصالح الذي يفجر الخير ويسعى بين الناس بالإصلاح والمعروف، الذكرى بأن الباقيات الصالحات خير وأبقى وأكبر أجلاً، وخير مرتجًى، وأن الصلاح لمن آمن واتقى.

 

من بحث منشور في المؤتمر الأول لجماعة الفكر والثقافة الإسلامية

الخرطوم، السودان 29 محرم - 2 صفر 1403هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الثقافة الإعلامية
  • التاريخ والتراجم
  • فكر
  • إدارة واقتصاد
  • طب وعلوم ومعلوماتية
  • عالم الكتب
  • ثقافة عامة وأرشيف
  • تقارير وحوارات
  • روافد
  • من ثمرات المواقع
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة